الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      مع : للمقارنة والضم ، فلو قال لغير المدخول بها : أنت طالق طلقة مع طلقة أو معها طلقة تقع ثنتان كما لو قال : أنت طالق طلقتين . ولو قال : له علي درهم مع درهم أو معه درهم ، فمنصوص الشافعي : درهم لاحتمال أن يكون المراد مع درهم لي أو معه درهم لي ، وقال الداركي : مع الهاء درهمان ومع حذفها درهم . وقال ابن السمعاني في القواطع " : هي للجمع بين شيئين فقوله : رأيت زيدا مع عمرو اقتضى ذلك اجتماعهما في رؤيته . وقال ابن برهان في الأوسط " : هي للاشتراك مع الاقتران في الزمان . تقول : جاء زيد وعمرو معا . أي : في زمان واحد . انتهى .

                                                      وما ذكراه من دلالتهما على الاتحاد في الوقت نقلوه عن ثعلب أيضا لكن نص الشافعي في الأم " على أنها لا تقتضي الاتحاد في الزمان وهو ظاهر كلام ابن مالك ، فإنه قال : إنها إذا قطعت عن الإضافة نونت وتساويا جميعا في المعنى . وقال الشيخ تقي الدين في شرح الإلمام " قيل : معنى " مع " المصاحبة بين أمرين ، وكل أمرين لا يقع بينهما مصاحبة واشتراك إلا في حكم يجمع بينهما ، وكذلك لا يكون الواو التي بمعنى " مع " إلا بعد فعل لفظا أو تقديرا [ ص: 204 ] لتصح المعية وكمال معنى المعية في الأمر الذي به الاشتراك في زمان ذلك الاشتراك . وتستعمل أيضا لمجرد الأمر الذي به الاشتراك ، والاجتماع دون زمان ذلك . فالأول : في أفعال الجوارح والعلاج نحو دخلت مع زيد ، ومنه قوله تعالى : { ودخل معه السجن فتيان } وقوله : { أرسله معنا غدا } { لن أرسله معكم } والثاني : يكثر في الأفعال المعنوية نحو آمنت مع المؤمنين ، وتبت مع التائبين وفهمت المسألة مع من فهمها ومنه قوله تعالى : { واركعي مع الراكعين } { وقيل ادخلا النار مع الداخلين } { إنني معكما أسمع وأرى } { إن معي ربي سيهدين } أي بالعناية والحفظ { يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه } يعني الذين شاركوه في الإيمان ، والذي وقع به الاجتماع والاشتراك في الأحوال .

                                                      وقد ذكر الاحتمالات في قوله تعالى : { واتبعوا النور الذي أنزل معه } فقيل : إنه من باب المعية .

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية