الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن والله بما تعملون بصير

                                                                                                                                                                                                                                      2 - هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن ؛ أي: فمنكم آت بالكفر؛ وفاعل له؛ ومنكم آت بالإيمان وفاعل له؛ ويدل عليه قوله: والله بما تعملون بصير ؛ أي: عالم وبصير بكفركم؛ وإيمانكم؛ اللذين من عملكم؛ والمعنى: "هو الذي تفضل عليكم بأصل النعم؛ الذي هو الخلق؛ والإيجاد من العدم؛ وكان يجب أن تكونوا بأجمعكم شاكرين؛ فما بالكم تفرقتم أمما؛ فمنكم كافر ومنكم مؤمن؟!"؛ وقدم الكفر لأنه الأغلب عليهم؛ والأكثر فيهم؛ وهو رد لقول من يقول بالمنزلة بين المنزلتين؛ وقيل: "هو الذي خلقكم فمنكم كافر بالخلق؛ وهم الدهرية؛ ومنكم مؤمن به".

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية