الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                          صفحة جزء
                          ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما هذه الجملة تشعر بعلة عدم غفران الشرك ، والمعنى : ومن يشرك بالله واجب الوجود قيوم السماوات والأرض القائم بنفسه الذي قام به كل شيء بأن يجعل لغيره شركة ما معه ـ دع الإلحاد بإنكار سلطته التي هي مصدر النظام البديع في الكون - سواء كانت تلك الشركة بالتأثير في الإيجاد والإمداد ، أو بالتشريع والتحليل والتحريم ، من يشرك به في ذلك فقد افترى إثما عظيما ، أي : اخترع ذنبا مفسدا عظيم الفحش والضرر سيئ المبدأ والأثر ، تستصغر في جنب عظمته جميع الذنوب والآثام ، فيكون جديرا بألا يغفر وإن كان ما دونه قد يمحوه الغفران ، والافتراء افتعال من فرى يفري ، وأصل معناه : القطع ، ويطلق على الكذب والإفساد ; لأن قطع الشيء الصحيح مفسد له ، [ ص: 123 ] والشرك بالقول لا يكون إلا كذبا وبالفعل لا يكون إلا فسادا ، قال الراغب : الفري قطع الجلد للخرز والإصلاح ، والإفراء : ( قطعه ) للإفساد ، والافتراء فيهما وفي الإفساد أكثر ، ولذلك استعمل في القرآن في الكذب والشرك والظلم ، وذكر الآية وغيرها من الشواهد .

                          التالي السابق


                          الخدمات العلمية