الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                    صفحة جزء
                    [ ص: 429 ] سياق

                    ما روي في قوله تعالى ( الرحمن على العرش استوى ) وأن الله على عرشه في السماء ) وقال : عز وجل ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) .

                    [ ص: 430 ] وقال : ( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض ) .

                    وقال : ( وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة ) .

                    فدلت هذه الآية أنه تعالى في السماء وعلمه بكل مكان من أرضه وسمائه .

                    وروى ذلك من الصحابة :

                    عن عمر ، وابن مسعود ، وابن عباس ، وأم سلمة رضي الله عنهم .

                    ومن التابعين :

                    ربيعة بن أبي عبد الرحمن ، وسليمان التيمي ، ومقاتل بن حيان ، وبه قال من الفقهاء :

                    مالك بن أنس ، وسفيان الثوري ، وأحمد بن حنبل .

                    ...- أخبرنا علي بن عيسى ، أخبرنا علي بن محمد بن أحمد الواعظ قال : ثنا مقدام بن داود قال : ثنا عبد الله بن صالح قال : وحدثنا [ ص: 431 ] عبد الرحمن بن معاوية العتبي قال : ثنا يحيى بن بكير .

                    647 - وثنا إسحاق بن إبراهيم بن جابر ، قال : ثنا ابن أبي مريم ، أخبرنا الليث بن سعد ، قال : ثنا زياد بن محمد الأنصاري ، عن محمد بن كعب القرضي ( ) ح .

                    648 - وأخبرنا القاسم بن جعفر ، قال : ثنا محمد بن أحمد بن عمرو ، قال : ثنا سليمان بن الأشعث ، قال : ثنا يزيد بن خالد بن موهب الرملي ، قال : ثنا الليث بن سعد ، عن زياد بن محمد ، عن محمد بن كعب القرضي ، عن فضالة بن عبيد ، عن أبي الدرداء .

                    قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، يقول : ( من اشتكى منكم شيئا أو اشتكى أخ له فليقل : ربنا الله الذي في السماء ، تقدس اسمك ، أمرك في السماء والأرض كما رحمتك في السماء ، اغفر لنا حوبنا ، وخطايانا ، يا رب الطيبين أنزل رحمة من رحمتك ، وشفاء من شفائك على الوجع فيبرأ ) . أخرجه أبو داود .

                    649 - وأخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن يعقوب ، وعلي بن [ ص: 432 ] محمد بن عمر ، قالا : أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ، قال : ثنا محمد بن عمار بن الحارث ، ثنا عبد الرحمن ، يعني ( ابن ) عبد الله الدشتكي - قال : أخبرنا عمرو بن أبي قيس ، ح .

                    650 - قال : ونا أبو زرعة ، وعبد الملك بن أبي عبد الرحمن ، وكثير بن شهاب ، قالوا : حدثنا محمد بن سعيد بن سابق ، قال : ثنا عمرو ، عن سماك بن حرب ، عن عبد الله بن عميرة ، عن الأحنف بن قيس ، عن العباس بن عبد المطلب ، أنه كان جالسا في البطحاء في عصابة ، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، جالس فيهم إذ مرت عليهم سحابة فنظروا إليها فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :

                    " ( تدرون ما اسم هذه ) ؟ قالوا : هذه السحاب .

                    فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، " والمزن " ، قالوا : والمزن .

                    فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " والعنان " .

                    ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( أتدرون بعد ما بين السماء والأرض ) ؟ قالوا : لا والله ما ندري .

                    قال : ( بعد ما بينهما ( إما واحدة ) أو اثنتان أو ثلاث وسبعون [ ص: 433 ] سنة والسماء التي فوقها كذلك
                    ) .

                    وقال ابن سابق في حديثه ، ( والسماء الثالثة فوقها كذلك ) حتى عدهن سبع سموات كذلك .

                    ثم قال : ( فوق السابعة بحر بين أعلاه وأسفله ما بين السماء إلى سماء ، ثم فوق ذلك ثمانية أوعال بين أظلافهن وركبهن ما بين سماء إلى سماء ، ثم فوق ظهورهن العرش بين أسفله وأعلاه ما بين سماء إلى سماء ، والله تعالى فوق ذلك " .

                    651 - وأخبرنا أحمد بن عبيد ، قال : أخبرنا علي بن عبد الله بن مبشر ، قال : حدثني جابر بن كردي ، قال : حدثنا محمد بن الصباح الدولابي ، قال : ثنا الوليد بن أبي ثور الهمداني ، عن سماك ، عن عبد الله بن عميرة ، عن الأحنف بن قيس ، عن العباس بن عبد المطلب ، قال : كنت في عصابة وفيهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فمرت سحابة فنظر إليها ، فقال : " ( ما تسمون هذا ) ؟ قالوا : السحابة ، وذكر الحديث . أخرجه أبو داود ، وأبو عيسى من حديث الوليد .

                    [ ص: 434 ] 652 - أخبرنا أحمد بن عبيد ، قال : أخبرنا علي بن عبد الله بن مبشر ، قال : ثنا أحمد بن سنان ، قال : ثنا مسلم بن إبراهيم ، قال : ثنا أبان ، يعني العطار ، قال : حدثني يحيى بن أبي كثير ، عن هلال بن أبي ميمونة ، عن عطاء بن يسار ، عن معاوية بن الحكم السلمي ، قال :

                    قلت : يا رسول الله ، كانت لي جارية ، ترعى غنيمات لي من قبل أحد والجوانية ، وإني أطلعتها يوما إطلاعة ، فوجدت ذئبا قد ذهب منها بشاة ، وأنا من بني آدم ، آسف كما يأسفون ، فصككتها صكة ، فعظم ذلك على النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقلت : ألا أعتقها ؟ فقال : ( ادعها إلي ) .

                    [ ص: 435 ] فقال لها : ( أين الله ) ؟ قالت : الله في السماء .

                    قال : ( فمن أنا ) ؟ قالت : أنت رسول الله .

                    قال : ( أعتقها فإنها مؤمنة )
                    .

                    653 - أخبرنا أحمد بن عبيد ، أخبرنا علي بن عبد الله بن مبشر ، قال : ثنا أحمد بن سنان ، قال : ثنا يزيد بن هارون ، قال : ثنا المسعودي ، عن عون بن عبد الله ، عن أخيه عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن أبي هريرة . أن رجلا ، أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - بجارية سوداء أعجمية ، فقال : يا رسول الله ، إن علي عتق رقبة مؤمنة .

                    فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( أين الله ) ؟

                    فأشارت بإصبعها السبابة .

                    فقال لها : ( من أنا ) ؟

                    فأشارت بإصبعها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإلى السماء أي : أنت رسول الله .

                    فقال : ( أعتقها )
                    .

                    [ ص: 436 ] 654 - أخبرنا علي بن محمد بن عمر ، ومحمد بن علي بن محمد الساوي ، قالا : أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ، قال : أخبرنا يونس بن عبد الأعلى ، قراءة ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني سعيد بن أبي أيوب ، عن زهرة بن معبد ، عن ابن عم له أخبره أنه سمع عقبة بن عامر يقول :

                    قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( من توضأ فأحسن وضوءه ، ثم رفع نظره إلى السماء فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله ، فتحت له ثمانية أبواب الجنة يدخل من أيها شاء ) .

                    655 - أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي ، قال : ثنا عبد الله بن محمد بن زياد ، قال : ثنا محمد بن غالب الأنطاكي ، قال : حدثنا يحيى بن السكن ، ( عن شعبة ، وقيس ) ، عن أبي إسحاق ، عن أبي عبيدة ، عن أبيه ، قال :

                    قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( ارحم من في الأرض يرحمك من [ ص: 437 ] في السماء ) .

                    656 - أخبرنا يحيى بن إسماعيل بن زكريا ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال ، ثنا أبو الأزهر أحمد بن الأزهر قال : ثنا وهب بن جرير بن حازم ، قال : ثنا أبي قال : سمعت محمد بن إسحاق ، يحدث عن يعقوب بن عتبة ، عن جبير بن محمد بن جبير بن مطعم ، عن أبيه ، عن جده قال : جاء أعرابي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، قال : يا رسول الله ( نهكت ) الأنفس ، وجاع العيال ، وهلكت الأموال ، استسق لنا ربك فإنا نستشفع بالله عليك وبك على الله ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - :

                    ( سبحان الله سبحان الله ) ، فما زال يسبح ( الله ) حتى ( عرف ) ذلك في وجوه أصحابه ، فقال : " ويحك أتدري ما الله ، إن شأنه أعظم من ذلك ، إنه لا يستشفع به على أحد ، إنه لفوق سماواته على عرشه
                    ) .

                    [ ص: 438 ] ( قول ابن مسعود )

                    657 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا عبد الغافر بن سلامة ، قال : ثنا أبو ثوبان مزداد بن جميل قال : أخبرنا عبد الملك بن إبراهيم الجدي ، قال : أخبرنا شعبة ، عن أبي إسحاق الهمذاني ، عن أبي عبيده ، عن عبد الله ، قال : " ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء " .

                    قول عمر

                    658 - أخبرنا جعفر بن عبد الله ، قال : أخبرنا محمد بن هارون ، قال : ثنا أبو الربيع ، قال : ثنا أبو عوانة ، عن عمر ، يعني ابن أبي سلمة ، عن أبيه ، قال :

                    قال عمر : والذي نفس عمر بيده لو أن أحدكم أشار إلى السماء بأصبعه إلى مشرك ، ثم نزل إليه على ذلك ، ثم قتله ، لقتلته به .

                    659 - أخبرنا كوهي بن الحسن ، قال : أخبرنا الحسن ، قال : أخبرنا محمد بن هارون الحضرمي ، قال : ثنا المنذر بن الوليد ، قال : ثنا أبي قال : ثنا الحسن ، يعني ابن أبي جعفر ، عن عاصم ، عن زر

                    عن عبد الله ، قال : " ما بين سماء القصوى وبين الكرسي خمسمائة [ ص: 439 ] سنة ، وما بين الكرسي والماء خمسمائة سنة ، والعرش فوق الماء ، والله فوق العرش لا يخفى عليه شيء من أعمال بني آدم " .

                    ( قول ابن عباس ) 660 - أخبرنا الحسن بن عثمان ، قال : أخبرنا علي بن محمد بن الزبير ، قال : ثنا إبراهيم بن أبي العنبس ، قال : ثنا يعلى بن عبيد ، عن سفيان ، عن أبي هاشم ، عن مجاهد قال :

                    قيل لابن عباس : إن ناسا يقولون بالقدر .

                    فقال : " يكذبون بالكتاب ، لئن أخذت بشعر أحدهم لأنضونه

                    ، إن الله عز وجل كان على عرشه قبل أن يخلق شيئا ، فخلق الخلق ، فكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة ، فإنما يجري الناس على أمر قد فرغ منه " .

                    661 - أخبرنا أحمد بن محمد ، أخبرنا عبد الله بن محمد بن زياد

                    [ ص: 440 ] قال : ثنا ابن شيرويه ، قال : ثنا إسحاق بن راهويه ، قال : أخبرنا إبراهيم بن الحكم بن أبان ، عن أبيه

                    عن عكرمة ، في قوله ( ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ) قال :

                    قال ابن عباس : " لم يستطع أن يقول من فوقهم ؛ علم أن الله من فوقهم " .

                    662 - وأخبرنا أحمد ، أخبرنا عبد الله ، ثنا ابن شيرويه ، ثنا إسحاق ، أخبرنا بشر بن عمر ، قال : سمعت غير واحد من المفسرين يقولون : ( الرحمن على العرش استوى ) قال : على العرش ( استوى : ارتفع ) .

                    *قول أم سلمة

                    663 - أخبرنا ( عبد الله ) بن محمد بن أحمد قال : ثنا عبد الصمد بن علي ، قال : حدثني محمد بن عمر بن كبيشة - أبو يحيى النهدي - بالكوفة في جبانة سالم - قال : حدثنا أبو كنانة محمد بن أشرس الأنصاري ، قال : ثنا أبو عمير الحنفي ، عن قرة بن خالد ، عن الحسن ، عن أمه :

                    عن أم سلمة في قوله ( الرحمن على العرش استوى ) [ ص: 441 ] قالت : الكيف غير معقول ، والاستواء غير مجهول ، والإقرار به إيمان ، والجحود به كفر .

                    664 - ذكره علي بن الربيع التميمي المقري قال : ثنا عبد الله بن أبي داود ، قال : ثنا سلمة بن شبيب ، قال : ثنا مهدي بن جعفر

                    عن جعفر بن عبد الله ، قال : " جاء رجل إلى مالك بن أنس ، فقال : يا أبا عبد الله ، ( الرحمن على العرش استوى ) ، ( كيف استوى ؟ ) .

                    قال : فما رأيت ( مالكا ) وجد من شيء كموجدته من مقالته ، وعلاه الرحضاء ، يعني العرق ، قال : وأطرق القوم ، جعلوا ينتظرون ما يأتي منه فيه ، قال :

                    فسري عن مالك ، فقال : الكيف غير معقول ، والاستواء منه غير مجهول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة ، فإني أخاف أن تكون ضالا ، وأمر به فأخرج .

                    665 - أخبرنا عبد الله بن أحمد بن القاسم بن شنبك النهاوندي ، قال :

                    [ ص: 442 ] ثنا أبو بكر أحمد بن محمود بن يحيى بن داود النهاوندي بنهاوند سنة ثنتي عشرة وثلاثمائة قال : ثنا أحمد بن محمد بن صدقة ، قال : ثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان ، عن يحيى بن آدم ، عن ابن عيينة ، قال : سئل ربيعة ، عن قوله ( الرحمن على العرش استوى ) كيف استوى ؟ قال :

                    " الاستواء غير مجهول ، والكيف غير معقول ، ومن الله الرسالة ، وعلى الرسول البلاغ ، وعلينا التصديق " .

                    666 - أخبرنا محمد بن جعفر النحوي ، إجازة ، ثنا أبو عبد الله نفطويه قال : حدثني أبو سليمان داود بن علي قال : كنا عند ابن الأعرابي فأتاه رجل فقال له :

                    ما معنى قول الله عز وجل : ( الرحمن على العرش استوى ) ؟ فقال : هو على عرشه كما أخبر ، عز وجل

                    فقال : يا أبا عبد الله ، ليس هذا معناه ، إنما معناه استولى

                    قال : اسكت ما أنت وهذا ؟ لا يقال : استولى على الشيء ( إلا أن ) يكون له مضاد ، فإذا غلب أحدهما قيل استولى ، أما سمعت النابغة :

                    ألا لمثلك أو من أنت سابقه سبق الجواد إذا استولى على الأمد

                    .

                    [ ص: 443 ] 667 - أخبرنا أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم ، حدثنا أبو بكر الأنباري ، قال : ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن النضر وهو ابن بنت معاوية بن عمرو قال :

                    " كان أبو عبد الله بن الأعرابي جارنا ، وكان ليله أحسن ليل ، وذكر لنا أن ابن أبي داود سأله أتعرف في اللغة : استوى بمعنى استولى ؟ فقال : لا أعرف .

                    668 - وجدت بخط أبي الحسن الدارقطني رحمه الله ، عن إسحاق الهادي ، قال : سمعت أبا العباس ثعلبا يقول :

                    " استوى : أقبل عليه وإن لم يكن معوجا .

                    ( ثم استوى إلى السماء ) أقبل .

                    ( و استوى على العرش ) : علا واستوى وجهه : اتصل واستوى القمر : امتلأ.

                    واستوى زيد وعمرو تشابها ، واستوى فعلاهما وإن لم تتشابه شخوصهما

                    هذا الذي يعرف من كلام العرب .

                    669 - أخبرنا عيسى بن علي ، أخبرنا عبد الله بن محمد البغوي ، قال : نا علي بن مسلم ، قال : ثنا سيار ، قال : ثنا جعفر بن سليمان ، قال : ثنا ثابت ، قال :

                    [ ص: 444 ] " كان داود يطيل الصلاة ، ثم يركع ، ثم يرفع رأسه ، ثم يقول : " إليك رفعت رأسي يا عامر السماء نظر العبيد إلى أربابها يا ( ساكن ) السماء " .

                    670 - أخبرنا محمد بن الحسين بن يعقوب ، قال : أخبرنا دعلج بن أحمد ، قال : ثنا أحمد بن علي الأبار ، قال : ثنا محمد بن منصور الطوسي ، قال : ثنا نوح بن ( ميمون ) ، قال : ثنا بكير بن معروف عن مقاتل بن حيان ، في قوله تعالى ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ) قال : هو على العرش ولن يخلو شيء من علمه .

                    671 - أخبرنا أحمد بن عبيد ، قال : أخبرنا محمد بن الحسين ، قال : أخبرنا أحمد بن أبي خيثمة ، قال : حدثنا هارون بن معروف ، قال : ثنا ضمرة ، عن صدقة ، قال : سمعت التيمي ، يقول : لو سئلت : أين الله تبارك وتعالى ؟ [ ص: 445 ] قلت : في السماء .

                    ( فإن ) قال : فأين عرشه قبل أن يخلق السماء ؟ قلت : على الماء .

                    فإن قال لي : أين كان عرشه قبل أن يخلق الماء ؟ قلت : لا أدري .

                    672 - أخبرنا أحمد بن عبيد ، قال : أخبرنا محمد بن الحسين ، قال : ثنا أحمد بن زهير ، قال : ثنا يحيى بن معين ، قال : ثنا علي بن الحسن بن شقيق ، عن عبد الله بن موسى الضبي ، عن معدان ، قال : " سألت سفيان الثوري عن قوله ( وهو معكم أين ما ) قال : علمه .

                    673 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن الحجاج ، قال : أخبرنا أحمد بن الحسين ، قال : ثنا عبد الله بن أحمد ، قال : ثنا أبي قال : ثنا سريج بن النعمان ، قال : حدثني عبد الله بن نافع ، قال : " ملك الله في السماء وعلمه في كل مكان ، لا يخلو منه شيء .

                    674 - وروى يوسف بن موسى البغدادي ، أنه قيل لأبي عبد الله أحمد بن حنبل : " الله عز وجل فوق السماء السابعة على عرشه بائن من خلقه ، وقدرته وعلمه في كل مكان ؟ . قال : نعم ، على العرش وعلمه لا يخلو منه مكان " .

                    [ ص: 446 ] 675 - وفي رواية حنبل : أنه سئل عن قوله ( وهو معكم أين ما ) ، وقوله ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ) قال : علمه : عالم بالغيب والشهادة ، علمه محيط بالكل ، وربنا على العرش بلا حد ولا صفة ، وسع كرسيه السموات والأرض بعلمه .

                    676 - ( وسئل محمد بن جعفر عن قول الله تعالى ( الرحمن على العرش استوى ) قال : من زعم أن الله استوى على العرش استواء مخلوق على مخلوق ، فقد كفر ، ومن اعتقد أن الله استوى على العرش استواء خالق على مخلوق ، فهو مؤمن " .

                    والذي يكفي في هذا أن يقول : إن الله استوى على العرش من غير تكييف ) .

                    التالي السابق


                    الخدمات العلمية