قوله عز وجل:
nindex.php?page=treesubj&link=20009_29693_30527_30538_32064_33177_34513_28978nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=151قال رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين nindex.php?page=treesubj&link=29706_30558_31927_32416_34513_28978nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=152إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين nindex.php?page=treesubj&link=19703_19705_20011_28723_29693_29694_30520_30524_30526_34513_28978nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=153والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها وآمنوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم
استغفر موسى من فعله مع أخيه، ومن عجلته في إلقاء الألواح، واستغفر لأخيه من فعله في الصبر لبني إسرائيل، ويمكن أن الاستغفار كان لغير هذا مما لا نعلمه، والله أعلم.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=152إن الذين اتخذوا العجل الآية، مخاطبة من الله تعالى
لموسى عليه السلام لقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=152سينالهم ، ووقع ذلك النيل في عهد
موسى عليه السلام، والغضب والذلة هو أمرهم بقتل أنفسهم، هذا هو الظاهر، وقال بعض المفسرين: الذلة: الجزية، ووجه هذا القول أن الغضب والذلة بقيت في عقب هؤلاء المقصودين بها أولا، وكأن المراد: سينال أعقابهم. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : الإشارة في قوله: "الذين" إلى من مات من عبدة العجل قبل التوبة بقتل النفس، وإلى من فر فلم يكن حاضرا وقت القتل.
قال
القاضي أبو محمد رحمه الله:
والغضب -على هذا- والذلة هو عذاب الآخرة، والغضب من الله عز وجل إن أخذ بمعنى الإرادة فهو صفة ذات، وإن أخذ بمعنى العقوبة وإحلال النقمة فهو صفة فعل،
[ ص: 55 ] وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=152وكذلك نجزي المفترين المراد أولا أولئك الذين افتروا على الله في عبادة العجل، وتكون قوة اللفظ تعم كل مفتر إلى يوم القيامة، وقد قال
nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة nindex.php?page=showalam&ids=12134وأبو قلابة وغيرهما: كل صاحب بدعة أو فرية ذليل، واستدلوا بالآية.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=153والذين عملوا السيئات الآية، تضمنت هذه الآية الوعد بأن الله عز وجل يغفر للتائبين، والإشارة إلى من تاب من بني إسرائيل، وفي الآية ترتيب الإيمان بعد التوبة، والمعنى في ذلك أنه أراد بقوله: "وآمنوا" أن التوبة نافعة لهم منجية فتمسكوا بها، فهذا إيمان خاص بعد الإيمان على الإطلاق، ويحتمل أن يريد بقوله: "وآمنوا" أي وعملوا عمل المؤمنين حتى وافوا على ذلك، ويحتمل أن يريد التأكيد فذكر التوبة والإيمان إذ هما متلازمان، إلا أن التوبة -على هذا- تكون من كفر ولا بد فيجيء "تابوا - وآمنوا" بمعنى واحد، وهذا لا يترتب في توبة المعاصي، فإن الإيمان متقدم لتلك ولا بد، وهو وتوبة الكفر متلازمان، وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=153إن ربك إيجاب ووعد مرج.
قال
القاضي أبو محمد رحمه الله:
ويحتمل قوله: "تابوا - وآمنوا" أن يكون لم تقصد رتبة الفعلين على عرف الواو في أنها لا توجب رتبة، ويكون "وآمنوا" بمعنى: وهم مؤمنون قبل وبعد، فكأنه قال: ومن صفتهم أن آمنوا.
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=treesubj&link=20009_29693_30527_30538_32064_33177_34513_28978nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=151قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ nindex.php?page=treesubj&link=29706_30558_31927_32416_34513_28978nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=152إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ nindex.php?page=treesubj&link=19703_19705_20011_28723_29693_29694_30520_30524_30526_34513_28978nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=153وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَآمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ
اسْتَغْفَرَ مُوسَى مِنْ فِعْلِهِ مَعَ أَخِيهِ، وَمِنْ عَجَلَتِهِ فِي إِلْقَاءِ الْأَلْوَاحِ، وَاسْتَغْفَرَ لِأَخِيهِ مِنْ فِعْلِهِ فِي الصَّبْرِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ، وَيُمْكِنُ أَنَّ الِاسْتِغْفَارَ كَانَ لِغَيْرِ هَذَا مِمَّا لَا نَعْلَمُهُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=152إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ الْآيَةُ، مُخَاطَبَةٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى
لِمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ لِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=152سَيَنَالُهُمْ ، وَوَقَعَ ذَلِكَ النَّيْلُ فِي عَهْدِ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَالْغَضَبُ وَالذِّلَّةُ هُوَ أَمْرُهُمْ بِقَتْلِ أَنْفُسِهِمْ، هَذَا هُوَ الظَّاهِرُ، وَقَالَ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ: الذِّلَّةُ: الْجِزْيَةُ، وَوَجْهُ هَذَا الْقَوْلِ أَنَّ الْغَضَبَ وَالذِّلَّةَ بَقِيَتْ فِي عَقِبِ هَؤُلَاءِ الْمَقْصُودِينَ بِهَا أَوَّلًا، وَكَأَنَّ الْمُرَادَ: سَيَنَالُ أَعْقَابَهُمْ. وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنُ جُرَيْجٍ : الْإِشَارَةُ فِي قَوْلِهِ: "الَّذِينَ" إِلَى مَنْ مَاتَ مِنْ عَبَدَةِ الْعِجْلِ قَبْلَ التَّوْبَةِ بِقَتْلِ النَّفْسِ، وَإِلَى مَنْ فَرَّ فَلَمْ يَكُنْ حَاضِرًا وَقْتَ الْقَتْلِ.
قَالَ
الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ:
وَالْغَضَبُ -عَلَى هَذَا- وَالذِّلَّةُ هُوَ عَذَابُ الْآخِرَةِ، وَالْغَضَبُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِنْ أُخِذَ بِمَعْنَى الْإِرَادَةِ فَهُوَ صِفَةُ ذَاتٍ، وَإِنْ أُخِذَ بِمَعْنَى الْعُقُوبَةِ وَإِحْلَالِ النِّقْمَةِ فَهُوَ صِفَةُ فِعْلٍ،
[ ص: 55 ] وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=152وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ الْمُرَادُ أَوَّلًا أُولَئِكَ الَّذِينَ افْتَرَوْا عَلَى اللَّهِ فِي عِبَادَةِ الْعِجْلِ، وَتَكُونُ قُوَّةُ اللَّفْظِ تَعُمُّ كُلَّ مُفْتَرٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَقَدْ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16008سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ nindex.php?page=showalam&ids=12134وَأَبُو قُلَابَةَ وَغَيْرُهُمَا: كُلُّ صَاحِبِ بِدْعَةٍ أَوْ فِرْيَةٍ ذَلِيلٌ، وَاسْتَدَلُّوا بِالْآيَةِ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=153وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ الْآيَةُ، تَضَمَّنَتْ هَذِهِ الْآيَةُ الْوَعْدَ بِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَغْفِرُ لِلتَّائِبِينَ، وَالْإِشَارَةُ إِلَى مَنْ تَابَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَفِي الْآيَةِ تَرْتِيبُ الْإِيمَانِ بَعْدَ التَّوْبَةِ، وَالْمَعْنَى فِي ذَلِكَ أَنَّهُ أَرَادَ بِقَوْلِهِ: "وَآمَنُوا" أَنَّ التَّوْبَةَ نَافِعَةٌ لَهُمْ مُنْجِيَةٌ فَتَمَسَّكُوا بِهَا، فَهَذَا إِيمَانٌ خَاصٌّ بَعْدَ الْإِيمَانِ عَلَى الْإِطْلَاقِ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ بِقَوْلِهِ: "وَآمَنُوا" أَيْ وَعَمِلُوا عَمَلَ الْمُؤْمِنِينَ حَتَّى وَافَوْا عَلَى ذَلِكَ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ التَّأْكِيدَ فَذَكَرَ التَّوْبَةَ وَالْإِيمَانَ إِذْ هُمَا مُتَلَازِمَانِ، إِلَّا أَنَّ التَّوْبَةَ -عَلَى هَذَا- تَكُونُ مِنْ كُفْرٍ وَلَا بُدَّ فَيَجِيءُ "تَابُوا - وَآمَنُوا" بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَهَذَا لَا يَتَرَتَّبُ فِي تَوْبَةِ الْمَعَاصِي، فَإِنَّ الْإِيمَانَ مُتَقَدِّمٌ لِتِلْكَ وَلَا بُدَّ، وَهُوَ وَتَوْبَةُ الْكُفْرِ مُتَلَازِمَانِ، وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=153إِنَّ رَبَّكَ إِيجَابٌ وَوَعْدٌ مُرَجٍّ.
قَالَ
الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ:
وَيُحْتَمَلُ قَوْلُهُ: "تَابُوا - وَآمَنُوا" أَنْ يَكُونَ لَمْ تُقْصَدْ رُتْبَةُ الْفِعْلَيْنِ عَلَى عُرْفِ الْوَاوِ فِي أَنَّهَا لَا تُوجِبُ رُتْبَةً، وَيَكُونُ "وَآمَنُوا" بِمَعْنَى: وَهُمْ مُؤْمِنُونَ قَبْلُ وَبَعْدُ، فَكَأَنَّهُ قَالَ: وَمِنْ صِفَتِهِمْ أَنْ آمَنُوا.