الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 6254 ) فصل : وإذا قذف امرأته ، وله بينة ، تشهد بزناها ، فهو مخير بين لعانها وبين إقامة البينة ; لأنهما بينتان ، فكانت له الخيرة في إقامة أيتهما شاء ، كمن له بدين شاهدان وشاهد وامرأتان ، ولأن كل واحدة منهما يحصل بها ما [ ص: 51 ] لا يحصل بالأخرى ، فإنه يحصل باللعان نفي النسب الباطل ، ولا يحصل ذلك بالبينة ، ويحصل بالبينة ثبوت زناها ، وإقامة الحد عليها ، ولا يحصل باللعان ، فإن لاعنها ونفى ولدها ، ثم أراد إقامة البينة ، فله ذلك ، فإذا أقامها ، ثبت موجب اللعان وموجب البينة ، وإن أقام البينة أولا ، ثبت الزنا وموجبه ، ولم ينتف عنه الولد ; فإنه لا يلزم من الزنا كون الولد منه . وإن أراد لعانها بعد ذلك ، وليس بينهما ولد يريد نفيه ، لم يكن له ذلك ; لأن الحد قد انتفى عنه بإقامة البينة ، فلا حاجة إليه ، وإن كان بينهما ولد يريد نفيه ، فعلى قول القاضي ، له أن يلاعن وقد ذكرنا ذلك فيما مضى .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية