وقوله تعالى:
nindex.php?page=treesubj&link=31808_29051nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=18من أي شيء خلقه شروع في بيان إفراطه في الكفران بتفصيل ما أفاض عز وجل عليه من مبدأ فطرته إلى منتهى عمره من فنون النعم الموجبة لأن تقابل بالشكر والطاعة مع إخلاله، والاستفهام قيل للتحقير، وذكر الجواب؛ أعني قوله تعالى:
nindex.php?page=treesubj&link=31808_32688_29051nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=19من نطفة خلقه لا يقتضي أنه حقيقي لأنه ليس بجواب في الحقيقة، بل على صورته وهو بدل من قوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=18من أي شيء خلقه وجوز أن يكون للتقرير والتحقير مستفاد من «شيء» المنكر، وقيل التحقير يفهم أيضا من قوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=19من نطفة إلخ؛ أي: من أي شيء حقير مهين خلقه؛ من نطفة مذرة خلقه.
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=19فقدره فهيأه لما يصلح له ويليق به من الأعضاء والأشكال فالتقدير بمعنى التهيئة لما يصلح ولذا ساغ عطفه بالفاء دون التسوية؛ لأن الخلق بمعنى التقدير بهذا المعنى أو يتضمنه فلا تصلح الفاء، وجوز أن يكون هذا تفصيلا لما أجمل أولا في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=18من أي شيء خلقه أي: فقدره أطوارا إلى أن أتم خلقه.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=treesubj&link=31808_29051nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=18مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ شُرُوعٌ فِي بَيَانِ إِفْرَاطِهِ فِي الْكُفْرَانِ بِتَفْصِيلِ مَا أَفَاضَ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ مِنْ مَبْدَأِ فِطْرَتِهِ إِلَى مُنْتَهَى عُمْرِهِ مِنْ فُنُونِ النِّعَمِ الْمُوجِبَةِ لِأَنْ تُقَابَلَ بِالشُّكْرِ وَالطَّاعَةِ مَعَ إِخْلَالِهِ، وَالِاسْتِفْهَامُ قِيلَ لِلتَّحْقِيرِ، وَذِكْرُ الْجَوَابِ؛ أَعْنِي قَوْلَهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=treesubj&link=31808_32688_29051nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=19مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ لَا يَقْتَضِي أَنَّهُ حَقِيقِيٌّ لِأَنَّهُ لَيْسَ بِجَوَابٍ فِي الْحَقِيقَةِ، بَلْ عَلَى صُورَتِهِ وَهُوَ بَدَلٌ مِنْ قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=18مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَجُوِّزَ أَنْ يَكُونَ لِلتَّقْرِيرِ وَالتَّحْقِيرِ مُسْتَفَادٌ مِنْ «شَيْءٍ» الْمُنَكَّرِ، وَقِيلَ التَّحْقِيرُ يُفْهَمُ أَيْضًا مِنْ قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=19مِنْ نُطْفَةٍ إِلَخْ؛ أَيْ: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ حَقِيرٍ مَهِينٍ خَلَقَهُ؛ مِنْ نُطْفَةٍ مَذِرَةٍ خَلَقَهُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=19فَقَدَّرَهُ فَهَيَّأَهُ لِمَا يَصْلُحُ لَهُ وَيَلِيقُ بِهِ مِنَ الْأَعْضَاءِ وَالْأَشْكَالِ فَالتَّقْدِيرُ بِمَعْنَى التَّهْيِئَةِ لِمَا يَصْلُحُ وَلِذَا سَاغَ عَطْفُهُ بِالْفَاءِ دُونَ التَّسْوِيَةِ؛ لِأَنَّ الْخَلْقَ بِمَعْنَى التَّقْدِيرِ بِهَذَا الْمَعْنَى أَوْ يَتَضَمَّنُهُ فَلَا تَصْلُحُ الْفَاءُ، وَجُوِّزَ أَنْ يَكُونَ هَذَا تَفْصِيلًا لِمَا أُجْمِلَ أَوَّلًا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=18مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ أَيْ: فَقَدَّرَهُ أَطْوَارًا إِلَى أَنَّ أَتَمَّ خَلْقَهُ.