الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2780 - وعن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا تبيعوا القينات ، ولا تشتروهن ، ولا تعلموهن ، وثمنهن حرام ، وفي مثل هذا نزلت ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ) رواه أحمد ، والترمذي ، وابن ماجه ، وقال الترمذي هذا حديث غريب ، وعلي بن يزيد الراوي يضعف في الحديث .

وسنذكر حديث جابر : نهي عن أكل الهر في باب " ما يحل أكله " إن شاء الله - تعالى - .

التالي السابق


2780 - ( وعن أبي أمامة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : لا تبيعوا القينات‌‌‌‌‌‌‌‌ ) : بفتح القاف وسكون التحتية ( ولا تشتروهن ) : في الصحاح : القين الأمة مغنية كانت أو غيرها قال التوربشتي : وفي الحديث يراد بها المغنية ، لأنها إذا لم تكن مغنية فلا وجه للنهي عن بيعها وشرائها ( ولا تعلموهن ) أي الغناء فإنها رقية الزنا ( وثمنهن حرام ) قيل : لا يصح بيعهن لظاهر الحديث ، وقال القاضي : النهي مقصور على البيع والشراء لأجل التغني ، وحرمة ثمنها دليل على فساد بيعها ، والجمهور صححوا بيعها ، والحديث مع ما فيه من الضعف ، للطعن في روايته مؤول بأن أخذ الثمن عليهن حرام كأخذ ثمن العنب من النباذ ; لأنه إعانة وتوصل إلى حصول محرم ، لا لأن البيع غير صحيح . اهـ . ووافقه ابن الملك ( وفي مثل هذا ) : أي الشراء لأجل الغناء ( نزلت ) : وفي نسخة : أنزلت ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ) : أي يشتري الغناء والأصوات المحرمة التي تلهي عن ذكر الله . قال الطيبي - رحمه الله - : الإضافة فيه بمعنى " من " للبيان نحو : جبة خز وباب ساج ; أي يشتري اللهو من الحديث ، لأن اللهو يكون من الحديث : ومن غيره ، والمراد بالحديث المنكر فيدخل فيه نحو السمر بالأساطير ، وبالأحاديث التي لا أصل لها ، والتحدث بالخرافات والمضاحيك والغناء وتعلم الموسيقى وما أشبه ذلك ، يعني من فضول الكلام ، نزلت في النضر بن الحارث كان يشتري المغنيات ليضل عن سبيل الله قال البيضاوي - رحمه الله - : الإضافة بمعنى " من " وهي تبيينية إن أريد بالحديث : المنكر ، وتبعيضية إن أريد به الأعم منه قيل : نزلت في النضر بن الحارث [ ص: 1904 ] اشترى كتب الأعاجم ، وكان يحدث بها قريشا ، ويقول : إن كان محمد يحدثكم بحديث عاد وثمود ، فإني أحدثكم بحديث رستم وإسفنديار والأكاسرة ، وقيل : كان يشتري القينات ويحملهن على معاشرة من أراد الإسلام ومنعه عنه ، ليضل عن سبيل الله أي دينه ، أو قراءة كتابه ، وقرأ ابن كثير ، وأبو عمرو بفتح الياء بمعنى ليثبت على ضلاله ، ويزيد فيه ، واللام للعاقبة ، بغير علم : أي بحال ما يشتري أو بالتجارة ، حيث استبدل اللهو بقراءة القرآن ، ويتخذها - أي السبيل - هزوا أي سخرية وهو عطف على يشتري ، ونصبه حمزة والكسائي وحفص عطفا على ليضل ، ( أولئك لهم عذاب مهين ) لإهانتهم الحق بإيثار الباطل عليه ( رواه أحمد ، والترمذي ، وابن ماجه ، وقال الترمذي : هذا حديث غريب ، وعلي بن يزيد الراوي يضعف‌ ) : بالتشديد أي ينسب إلى الضعف ( في الحديث ) : أي في روايته .

( وسنذكر حديث جابر ) أي الذي ذكره صاحب المصابيح في هذا الباب وهو ( نهي عن أكل الهر في باب ما يحل أكله ) : لأنه أنسب له معنى ( إن شاء الله - تعالى - ) .




الخدمات العلمية