الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      قال : وسألنا مالكا عن الرجل يكون من أهل مصر فيخرج إلى المدينة بتجارة وهو ممن يدير التجارة وله مال ناض بمصر ومال بالحجاز ؟ فقال : لا أرى بأسا أن يزكي بموضعه الذي هو به ما معه وما خلفه بمصر ، قال : فقلنا له : فإن كان ماله خلفه بمصر وهو يجد من يسلفه زكاته حيث هو ؟

                                                                                                                                                                                      قال : فليتسلف وليؤد حيث هو ، قال فقلنا له : فإن كان يحتاج وليس معه قوت ذلك ، قال : فليؤخر ذلك حتى يقدم بلده ، وقد كان يقول يقسم في بلاده . وقد قال بعض كبراء أصحاب مالك وهو أشهب : إن كان ماله وراءه في بلاده وكان يقسم في بلاده عاجلا عند حولها وما أشبه ذلك ، فلا أرى أن يقسمها في سفره . وأرى أن ذلك أفضل إلا أن يكون بأهل الموضع الذي هو به حاجة مفدحة ونازلة شديدة ، فأحب إلي له أن يؤدي زكاة ماله في مكانه الذي هو به إن كان يجد ذلك ، إلا أن يخاف أن تؤدى زكاة ماله ببلده فلا أرى ذلك عليه .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية