الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      إنا أنذرناكم عذابا قريبا يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا

                                                                                                                                                                                                                                      إنا أنذرناكم أي: بما ذكر في السورة من الآيات الناطقة بالبعث وبما بعده من الدواهي، أو بها بسائر القوارع الواردة في القرآن. عذابا قريبا هو عذاب الآخرة وقربه لتحقيق إتيانه حتما; ولأنه قريب بالنسبة إليه تعالى وإن رأوه بعيدا وسيرونه قريبا، لقوله تعالى: كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها .

                                                                                                                                                                                                                                      وعن قتادة : هو عقوبة الدنيا; لأنه أقرب العذابين، وعن مقاتل: هو قتل قريش يوم بدر ، وقوله تعالى: يوم ينظر المرء ما قدمت يداه فإنه إما بدل من "عذابا"، أو ظرف لمضمر هو صفة له، أي: عذابا كائنا يوم ينظر المرء، أي: يشاهد [ ص: 95 ] ما قدمه من خير، أو شر على أن "ما" موصولة منصوبة بـ"ينظر" والعائد محذوف، أو ينظر أي شيء قدمت يداه على أنها استفهامية منصوبة بـ"قدمت"، وقيل: المرء عبارة عن الكافر، و"ما" في قوله تعالى: ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا ظاهر وضع موضع الضمير لزيادة الذم، قيل: معنى تمنيه ليتني كنت ترابا في الدنيا، فلم أخلق ولم أكلف، أو ليتني كنت ترابا في هذا اليوم فلم أبعث، وقيل: يحشر الله تعالى الحيوان فيقتص للجماء من القرناء، ثم يرده ترابا فيود الكافر حاله، وقيل: الكافر إبليس يرى آدم وولده وثوابهم، فيتمنى أن يكون الشيء الذي احتقره حين قال: خلقتني من نار وخلقته من طين.

                                                                                                                                                                                                                                      عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ سورة عم يتساءلون سقاه الله تعالى برد الشراب يوم القيامة والحمد لله وحده" .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية