الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                          صفحة جزء
                          ذلك الفضل من الله في هذه العبارة وجهان : أحدهما أن المعنى ذلك الذي ذكر [ ص: 202 ] من جزاء من يطيع الله ورسوله هو الفضل الكامل الذي لا يعلوه فضل ، فإن الصعود إلى إحدى تلك المراتب في الدنيا وما يتبعه من مرافقة أهلها وأهل من فوقها في الآخرة هو منتهى السعادة ، فيه يتفاضل الناس فيفضل بعضهم بعضا ، وهو من الله تفضل به على عباده ، وثانيهما : أن المعنى : ذلك الفضل الذي ذكره من جزاء المطيعين هو من الله - تعالى - .

                          ويرى بعض الناس أن التعبير بلفظ الفضل ينافي أن يكون ذلك جزاء ويقتضي أن يكون زيادة على الجزاء ، سمه جزاء أو لا تسمه هو من فضل الله - تعالى - على كل حال .

                          وكفى بالله عليما وكيف لا تقع الكفاية بعلمه بالأعمال وبدرجة الإخلاص فيها وبما يستحق العامل من الجزاء ، وإرادته تعالى للجزاء الوفاق والجزاء الفضل ولزيادة الفضل ، ذلك كله تابع لعلمه المحيط ! فهو يعطي بإرادته ومشيئته ، ويشاء بحسب علمه ، فالتذكير بالعلم الإلهي في آخر السياق يشعرنا بأن شيئا من أعمالنا ونياتنا لا يعزب عن علمه ، ليحذر المنافقون المراءون ، لعلهم يتذكرون فيتوبون ، وليطمئن المؤمنون الصادقون ، لعلهم ينشطون ويزدادون .

                          التالي السابق


                          الخدمات العلمية