الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 6553 ) فصل : في بيان الأولى فالأولى من أهل الحضانة ، عند اجتماع الرجال والنساء أولى الكل بها الأم ، ثم أمهاتها وإن علون ، يقدم منهن الأقرب فالأقرب ; لأنهن نساء ولادتهن متحققة ، فهي في معنى الأم وعن أحمد : أن أم الأب وأمهاتها مقدمات على أم الأم فعلى هذه الرواية ، يكون الأب أولى بالتقديم ; لأنهن يدلين به ، فيكون الأب بعد الأم ، ثم أمهاته والأولى هي المشهورة عند أصحابنا ، وإن المقدم الأم ، ثم أمهاتها ، ثم الأب ، ثم أمهاته ، ثم الجد ، ثم أمهاته ، ثم جد الأب ، ثم أمهاته وإن كن غير وارثات ; لأنهن يدلين بعصبة من أهل الحضانة ، بخلاف أم أبي الأم

                                                                                                                                            وحكي عن أحمد رواية أخرى ; أن الأخت من الأم والخالة أحق من الأب فتكون الأخت من الأبوين أحق منه ومنهما ومن جميع العصبات والأولى هي المشهورة في المذهب فإذا انقرض الآباء والأمهات ، انتقلت الحضانة إلى الأخوات ، وتقدم الأخت من الأبوين ، ثم الأخت من الأب ، ثم الأخت من الأم ، وتقدم الأخت على الأخ ; لأنها امرأة من أهل الحضانة ، فقدمت على من في درجتها من الرجال ، كالأم تقدم على الأب ، وأم الأب على أبي الأب ، وكل جدة في درجة جد تقدم عليه ; لأنها تلي الحضانة بنفسها ، والرجل لا يليها بنفسه وفيه وجه آخر ، أنه يقدم عليها ; لأنه عصبة بنفسه والأول أولى

                                                                                                                                            وفي تقديم الأخت من الأبوين ، أو من الأب على الجد ، وجهان وإذا لم تكن أخت ، فالأخ للأبوين أولى ، ثم الأخ للأب ، ثم أبناؤهما ، ولا حضانة للأخ للأم ; لما ذكرنا فإذا عدموا ، صارت الحضانة للخالات ، على الصحيح ، وترتيبهن فيها كترتيب الأخوات ولا حضانة للأخوال ، فإذا عدمن صارت للعمات ، ويقدمن على الأعمام ، كتقديم الأخوات على الإخوة ، ثم للعم للأبوين ، ثم للعم للأب ، ولا حضانة للعم من الأم ، ثم أبناؤهما ، ثم إلى خالات الأب ، على قول الخرقي ، وعلى القول الآخر ، إلى خالات الأم ، ثم إلى عمات الأب ، ولا حضانة لعمات الأم ; لأنهن يدلين بأبي الأم ، ولا حضانة له وإن اجتمع شخصان أو أكثر من أهل الحضانة في درجة ، قدم المستحق منهم بالقرعة .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية