الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        302 حدثنا أصبغ قال أخبرني ابن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن عبد الرحمن بن القاسم حدثه عن أبيه عن عائشة قالت كانت إحدانا تحيض ثم تقترص الدم من ثوبها عند طهرها فتغسله وتنضح على سائره ثم تصلي فيه

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( حدثنا أصبغ ) هو وشيخه وشيخ شيخه الثلاثة مصريون ، والباقون وهم ثلاثة أيضا مدنيون .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( كانت إحدانا ) أي أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهو محمول على أنهن كن يصنعن ذلك في زمنه - صلى الله عليه وسلم - ، وبهذا يلتحق هذا الحديث بحكم المرفوع ، ويؤيده حديث أسماء الذي قبله ، قال ابن بطال : حديث عائشة يفسر حديث أسماء وأن المراد بالنضح في حديث أسماء الغسل ، وأما قول عائشة " وتنضح على سائره " فإنما فعلت ذلك دفعا للوسوسة ; لأنه قد بان سياق حديثها أنها كانت تغسل الدم لا بعضه ، وفي قولها " ثم تصلي فيه " إشارة إلى امتناع الصلاة في الثوب النجس .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( ثم تقترص الدم ) بالقاف والصاد المهملة بوزن تفتعل أي تغسله بأطراف أصابعها . وقال ابن الجوزي : معناه تقتطع كأنها تحوزه دون باقي المواضع ، والأول أشبه بحديث أسماء .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( عند طهرها ) كذا في أكثر الروايات ، وللمستملي والحموي " عند طهره " أي الثوب ، والمعنى عند إرادة تطهيره . وفيه جواز ترك النجاسة في الثوب عند عدم الحاجة إلى تطهيره .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية