الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل -: وإذ استسقى موسى لقومه ؛ موضع " إذ " ؛ نصب؛ على ما تقدمه؛ كأنه قيل: " واذكر إذ استسقى موسى لقومه " ؛ إلا أن " إذ " ؛ لا يظهر فيها الإعراب؛ لأنها لا تتم إلا بأن توصل؛ وجميع ما [ ص: 141 ] لا يتم من هذه المهمة إلا بصلة لا يعرب؛ لأنه بعض اسم؛ ولا يعرب إلا الاسم التام؛ ولكن " إذ " ؛ كسرت لالتقاء الساكنين؛ ومعنى " استسقى " : استدعى أن يسقى قومه؛ وكذلك " استنصرت " : استدعيت النصرة. وقوله - عز وجل -: فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا ؛ أكثر القراء: " اثنتا عشرة " ؛ بإسكان الشين؛ ولغة أخرى: " اثنتا عشرة عينا " ؛ بكسر الشين؛ وقد قرأ بعض القراء: " عشرة " ؛ على هذه اللغة؛ وكلاهما جيد بالغ؛ و " عينا " ؛ نصب على التمييز؛ وجميع ما نصب على التمييز في العدد على معنى دخول التنوين؛ وإن لم يذكر في " عشرة " ؛ لأن التنوين حذف ههنا مع الإعراب؛ ومعنى قول الناس: " عندي عشرون درهما " : معناه: عندي عشرون من الدراهم؛ فحذف لفظ الجمع؛ و " من " ؛ هذه التي خلص بها جنس من جنس؛ وعبر الواحد عن معنى الجمع؛ فهذا جملة ما انتصب من العدد على التمييز؛ وفي التفسير أنهم فجر الله لهم من حجر اثنتي عشرة عينا؛ لاثني عشر فريقا؛ لكل فريق عين يشربون منها؛ تتفجر إذا نزلوا؛ فإذا ارتحلوا غارت العين؛ وحملوا الحجر غير متفجر منه ماء. وقوله - عز وجل -: قد علم كل أناس مشربهم ؛ كان يتفجر لهم الماء من اثني عشر موضعا؛ لا يختلف في كل منزل؛ فيعلم كل أناس مشربهم. وقوله - عز وجل -: ولا تعثوا في الأرض مفسدين ؛ [ ص: 142 ] يقال: " عثا؛ يعثى؛ عثوا " ؛ و " عثوا " ؛ و " العثو " : أشد الفساد.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية