الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                      466 أخبرنا أبو داود قال حدثنا شعيب يعني ابن بيان بن زياد بن ميمون قال كتب علي بن المديني عنه أخبرنا أبو العوام عن قتادة عن الحسن عن أبي رافع عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته فإن وجدت تامة كتبت تامة وإن كان انتقص منها شيء قال انظروا هل تجدون له من تطوع يكمل له ما ضيع من فريضة من تطوعه ثم سائر الأعمال تجري على حسب ذلك

                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                      466 ( إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته ) لا ينافي حديث إن أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء لأن ذاك بالنسبة إلى مظالم العباد ، وهذا في حقوق الله تعالى ( وإن كان انتقص منها شيء ، قال انظروا هل تجدون له من تطوع يكمل له ما ضيع من فريضة من تطوعه؟ ثم سائر الأعمال تجرى على حسب ذلك ) قال ابن العربي يحتمل أن يكمل له ما نقص من فرض الصلاة وأعدادها بفضل التطوع ، ويحتمل ما نقصه من الخشوع ، قال والأول أظهر لقوله وسائر الأعمال كذلك ، وليس في الزكاة إلا فرض أو فضل ، فلما تكمل فرض الزكاة بفضلها كذلك الصلاة ، وفضل الله - تعالى - أوسع ، ووعده أنفذ ، وكرمه أعم وأتم ، وفي أمالي الشيخ عز الدين بن عبد السلام قال البيهقي إن النوافل من الصلوات يوم القيامة تكمل بها الفرائض ، المعنى بذلك أنها [ ص: 234 ] تجبر السنن التي في الصلوات ، ولا يمكن أن يعدل شيء من السنن واجبا أبدا ؛ إذ يدل له قوله - صلى الله عليه وسلم - حكاية عن الله - تعالى ما تقرب إلي أحد بمثل أداء ما افترضت عليه ففضل الفرض على النفل سواء قل أو كثر ، قال الشيخ عز الدين ولا شك أن هذا ، وإن كان يعضده الظاهر إلا أنه يشكل من جهة أن الثواب والعقاب مرتبان على حسب المصالح والمفاسد ، ولا يمكننا أن نقول إن ثمن درهم من الزكاة الواجبة تربو مصلحته ألف درهم تطوع ، وأن قيام [ ص: 235 ] الدهر كله لا يعدل ركعتي الصبح ، هذا على خلاف قواعد الشريعة




                                                                                                      الخدمات العلمية