الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                168 حدثنا محمد بن عباد وزهير بن حرب واللفظ لابن عباد قالا حدثنا أبو صفوان أخبرنا يونس عن الزهري قال قال ابن المسيب قال أبو هريرة إن النبي صلى الله عليه وسلم أتي ليلة أسري به بإيلياء بقدحين من خمر ولبن فنظر إليهما فأخذ اللبن فقال له جبريل عليه السلام الحمد لله الذي هداك للفطرة لو أخذت الخمر غوت أمتك وحدثني سلمة بن شبيب حدثنا الحسن بن أعين حدثنا معقل عن الزهري عن سعيد بن المسيب أنه سمع أبا هريرة يقول أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثله ولم يذكر بإيلياء

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله : ( إن النبي صلى الله عليه وسلم أتي ليلة أسري به بإيلياء بقدحين من خمر ولبن ، فنظر إليهما فأخذ اللبن فقال له جبريل : الحمد لله الذي هداك للفطرة ، لو أخذت الخمر غوت أمتك ) قوله : ( بإيلياء ) هو بيت المقدس ، وهو بالمد ، ويقال بالقصر ، ويقال ( إلياء ) بحذف الياء الأولى ، وقد سبق بيانه . وفي هذه الرواية محذوف تقديره : أتي بقدحين فقيل له : اختر أيهما شئت ، كما جاء مصرحا به في البخاري ، وقد ذكره مسلم في كتاب الإيمان في أول الكتاب : فألهمه الله تعالى اختيار اللبن لما أراده سبحانه وتعالى من توفيق هذه الأمة ، واللطف بها ، فلله الحمد والمنة . وقول جبريل عليه السلام : ( أصبت الفطرة ) قيل في معناه أقوال ، المختار منها : أن الله تعالى أعلم جبريل أن النبي صلى الله عليه وسلم إن اختار اللبن كان كذا ، وإن اختار الخمر كان كذا . وأما الفطرة فالمراد بها هنا الإسلام والاستقامة ، وقد قدمنا شرح هذا كله ، وبيان الفطرة ، وسبب اختيار اللبن في أول الكتاب في باب الإسراء من كتاب الإيمان . وقوله : ( الحمد لله ) فيه استحباب حمد الله عند تجدد النعم ، وحصول ما [ ص: 158 ] كان الإنسان يتوقع حصوله واندفاع ما كان يخاف وقوعه .

                                                                                                                قوله : ( غوت أمتك ) معناه : ضلت وانهمكت في الشر . والله أعلم .




                                                                                                                الخدمات العلمية