الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 7064 ) فصل : إذا شهد رجلان على رجلين ، أنهما قتلا رجلا ، ثم شهد المشهود عليهما على الأولين أنهما اللذان قتلاه ، فصدق الولي الأولين ، وكذب الآخرين ، وجب القتل عليهما ; لأن الولي يكذبهما ، وهما يدفعان [ ص: 407 ] بشهادتهما عن أنفسهما ضررا . وإن صدق الآخرين وحدهما ، بطلت شهادة الجميع ، لأن الأولين ، بطلت شهادتهما لتكذيبه لهما ، ورجوعه عما شهدا له به ، والآخران لا تقبل شهادتهما ; لأنهما عدوان للأولين ، ولأنهما يدفعان عن أنفسهما ضررا ، وإن صدق الجميع ، بطلت شهادتهم أيضا ; لأنه بتصديق الأولين مكذب للآخرين ، وتصديقه للآخرين تكذيب للأولين ، وهما متهمان ، لما ذكرناه .

                                                                                                                                            فإن قيل : كيف تتصور هذه المسألة والشهادة إنما تكون بعد الدعوى ، فكيف يتصور فرض تصديقهم وتكذيبهم ؟ قلنا : قد يتصور أن يشهدوا قبل الدعوى ، إذا لم يعلم الولي من قتله ; ولهذا روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { خير الشهداء ، الذي يأتي بشهادته قبل أن يسألها } . وهذا معنى ذلك .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية