الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      الإعراب:

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: كل قد علم صلاته وتسبيحه : مرفوع بالابتداء، ويجوز نصب {كل} بإضمار فعل يفسره ما بعده، هذا على أن يكون الضمير لله عز وجل، فإن جعل الضمير في {علم} للمصلي والمسبح بعد نصب {كل} ; جاز; لأنك تعدي فعل الفاعل إلى نفسه; لوقوع فعله على شيء من سببه، وذلك عند سيبويه لا يجوز إلا في (حسبت) وأخواتها، وأجازه الكوفيون.

                                                                                                                                                                                                                                      وذكر بعض النحويين أن بعضهم قرأ: {كل قد علم صلاته وتسبيحه} ; [ ص: 574 ] فيجوز أن يكون التقدير: كل قد علمه الله صلاته وتسبيحه، فيكون كقولك، (زيد ضربت) .

                                                                                                                                                                                                                                      ويجوز أن يكون المعنى: كل قد علم غيره صلاته وتسبيحه; أي: صلاة نفسه، فيكون التعليم الذي هو الإفهام، والمراد به: الخصوص; لأن من الناس من لم يعلم.

                                                                                                                                                                                                                                      ويجوز أن يكون المعنى: كل قد استدل منه المستدل، فعبر عن الاستدلال بالتعليم.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: {سناء برقه}; بالمد; جاز أن يكون أراد المبالغة في شدة الضوء والصفاء، فأطلق عليه اسم الشرق، و (السنا) : الذي هو الضوء مقصور.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: {يذهب بالأبصار}; فالباء زائدة; وقد تقدم القول في زيادته فيما سلف.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: إنه محمول على المعنى; فكأنه قال: يكاد سنا برقه يلوي بالأبصار.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات : تعدى {وعد} ههنا إلى مفعول واحد، وأصله أن يتعدى إلى مفعولين، ويجوز الاقتصار على أحدهما، وقوله: ليستخلفنهم في الأرض تفسير للوعد.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 575 ] وقوله: لا تحسبن الذين كفروا معجزين في الأرض : من قرأ بالياء; جاز أن يكون الفاعل النبي عليه الصلاة والسلام، و {الذين} : مفعول أول، و {معجزين} : مفعول ثان، وجاز أن يكون الذين كفروا : فاعلين، ولا ضمير في (يحسب) ، والمفعول الأول محذوف، التقدير: لا يحسبن الذين كفروا أنفسهم معجزين في الأرض.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ بالتاء; فالفاعل مضمر، و {الذين} و {معجزين} : مفعولان.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ثلاث عورات لكم : من رفع; فهو خبر مبتدأ محذوف، على ما تقدم، ومن نصب; فعلى البدل من {ثلاث مرات} ، ولا بد من تقدير حذف مضاف; والتقدير: أوقات ثلاث عورات; لأن {ثلاث مرات} ظرف زمان، و {ثلاث عورات} ليست بظرف زمان.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: تحية من عند الله : مصدر; لأن معنى سلموا: حيوا.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا : يجوز أن يكون قوله: {لواذا} مصدرا، ويجوز أن يكون حالا; بمعنى: ملاوذين، وصحت الواو فيه; [ ص: 576 ] لصحتها في (لاوذ) ، ولا يعل مصدر (فاعل) .

                                                                                                                                                                                                                                      هذه السورة مدنية، وعددها في المدنيين والمكي: اثنتان وستون آية، وفي الكوفي والبصري والشامي: أربع، عدوا: بالغدو والآصال [36]، و يذهب بالأبصار [43]، ولم يعدهما من سواهم.

                                                                                                                                                                                                                                      * * *

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية