الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3246 حدثنا محمود بن غيلان وغير واحد قالوا حدثنا عبد الرزاق أخبرنا الثوري أخبرني أبو إسحق أن الأغر أبا مسلم حدثه عن أبي سعيد وأبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ينادي مناد إن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا وإن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا فذلك قوله تعالى وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون قال أبو عيسى وروى ابن المبارك وغيره هذا الحديث عن الثوري ولم يرفعه

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرني أبو إسحاق ) هو السبيعي . قوله : ( ينادي مناد ) أي في الجنة ( إن لكم ) بكسر [ ص: 86 ] الهمزة أي قائلا إن لكم ( أن تحيوا ) بفتح الياء أي أن تكونوا أحياء دائما ( أن تصحوا ) بكسر الصاد وتشديد الحاء أي تكونوا صحيحي البدن دائما ( فلا تسقموا ) من باب سمع أي لا تمرضوا ( أن تشبوا ) بكسر الشين المعجمة وتشديد الموحدة أي تدوموا شبابا ( فلا تهرموا ) من باب سمع أي لا تشيبوا ( أن تنعموا ) بفتح العين أي يدوم لكم النعيم ( فلا تبأسوا ) بسكون الموحدة فالهمزة المفتوحة أي لا يصيبكم بأس وهو شدة الحال . والبأس والبؤس والبأساء والبؤسى بمعنى قاله النووي . وقال في القاموس : بئس كسمع اشتدت حاجته وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون وفي رواية مسلم ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون الآية في سورة الأعراف ، وأما الآية التي في الكتاب فهي في سورة الزخرف ، وكان للترمذي أن يورد هذا الحديث في تفسير سورة الأعراف أو في تفسير سورة الزخرف . وهذا الحديث أخرجه أيضا مسلم في صحيحه مرفوعا .




                                                                                                          الخدمات العلمية