الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( جزر ) فيه ذكر : " الجزور " في غير موضع ، الجزور : البعير ذكرا كان أو أنثى ، إلا أن اللفظة مؤنثة ، تقول هذه الجزور ، وإن أردت ذكرا ، والجمع جزر وجزائر .

                                                          * ومنه الحديث : " أن عمر - رضي الله عنه - أعطى رجلا شكا إليه سوء الحال ثلاثة أنياب جزائر " .

                                                          [ ص: 267 ] ومنه الحديث : " أنه بعث بعثا فمروا بأعرابي له غنم ، فقالوا أجزرنا " أي أعطنا شاة تصلح للذبح .

                                                          ( هـ ) والحديث الآخر : " فقال : يا راعي أجزرني شاة " .

                                                          وحديث خوات : " أبشر بجزرة سمينة " أي شاة صالحة لأن تجزر : أي تذبح للأكل . يقال : أجزرت القوم إذا أعطيتهم شاة يذبحونها ، ولا يقال إلا في الغنم خاصة .

                                                          * ومنه حديث الضحية : " فإنما هي جزرة أطعمها أهله " وتجمع على جزر بالفتح .

                                                          * ومنه حديث موسى - عليه السلام - والسحرة : " حتى صارت حبالهم للثعبان جزرا " وقد تكسر الجيم .

                                                          ومن غريب ما يروى في حديث الزكاة : " لا تأخذوا من جزرات أموال الناس " أي ما يكون قد أعد للأكل ، والمشهور بالحاء المهملة .

                                                          وفيه : أنه نهى عن الصلاة في المجزرة والمقبرة المجزرة : الموضع الذي تنحر فيه الإبل وتذبح فيه البقر والشاء ، نهى عنها لأجل النجاسة التي فيها من دماء الذبائح وأرواثها ، وجمعها المجازر .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث عمر - رضي الله عنه - : " اتقوا هذه المجازر فإن لها ضراوة كضراوة الخمر " نهى عن أماكن الذبح ، لأن إلفها وإدامة النظر إليها ، ومشاهدة ذبح الحيوانات مما يقسي القلب ، ويذهب الرحمة منه ، ويعضده قول الأصمعي في تفسيره أنه أراد بالمجازر الندي ، وهو مجتمع القوم ، لأن الجزر ، إنما تنحر عند جمع الناس . وقيل إنما أراد بالمجازر إدمان أكل اللحوم ، فكنى عنها بأمكنتها .

                                                          * وفي حديث الضحية : " لا أعطي منها شيئا في جزارتها " الجزارة بالضم : ما يأخذ الجزار من الذبيحة عن أجرته ، كالعمالة للعامل . وأصل الجزارة . أطراف البعير : الرأس ، واليدان ، والرجلان ، سميت بذلك لأن الجزار كأن يأخذها عن أجرته ، فمنع أن يأخذ من الضحية جزءا في مقابلة الأجرة .

                                                          [ ص: 268 ] ( هـ ) وفيه : " أرأيت إن لقيت غنم ابن عمي أأجتزر منها شاة " أي آخذ منها شاة أذبحها .

                                                          ( هـ ) وفي حديث الحجاج : " قال لأنس - رضي الله عنه - : لأجزرنك جزر الضرب " أي لأستأصلنك ، والضرب بالتحريك : الغليظ من العسل . يقال جزرت العسل إذا استخرجته من موضعه ، فإذا كان غليظا سهل استخراجه . وقد تقدم هذا الحديث في الجيم والراء والدال . والهروي لم يذكره إلا هاهنا .

                                                          ( س ) وفي حديث جابر - رضي الله عنه - : " ما جزر عنه البحر فكل " أي ما انكشف عنه الماء من حيوان البحر ، يقال جزر الماء يجزر جزرا : إذا ذهب ونقص . ومنه الجزر والمد ، وهو رجوع الماء إلى خلف .

                                                          ( هـ ) ومنه الحديث : إن الشيطان يئس أن يعبد في جزيرة العرب قال أبو عبيد : هو اسم صقع من الأرض ، وهو ما بين حفر أبي موسى الأشعري إلى أقصى اليمن في الطول ، وما بين رمل يبرين إلى منقطع السماوة في العرض . وقيل : هو من أقصى عدن إلى ريف العراق طولا ، ومن جدة وساحل البحر إلى أطراف الشام عرضا . قال الأزهري : سميت جزيرة لأن بحر فارس وبحر السودان أحاطا بجانبيها ، وأحاط بالجانب الشمالي دجلة والفرات . وقال مالك بن أنس : أراد بجزيرة العرب المدينة نفسها . وإذا أطلقت الجزيرة في الحديث ولم تضف إلى العرب فإنما يراد بها ما بين دجلة والفرات .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية