الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      في سن الصبي إذا لم يثغر قال ابن القاسم : وقال مالك في الصبي إذا لم يثغر ينزع سنه خطأ . قال : يؤخذ العقل كاملا فيوضع على يدي ثقة ، فإن عادت لهيئتها رد العقل إلى أهله ، وإن لم تعد أعطى العقل كاملا . فإن هلك الصبي قبل أن تنبت السن فالعقل لورثته ، وإن نبتت أصغر من قدرها الذي قلعت منه كان له من العقل قدر ما نقصت . قال : وإن كانت إنما نزعت عمدا فإنه يوضع له العقل أيضا ولا يعجل بالقود حتى يستبرأ أمرها ، فإن عادت لهيئتها فلا عقل فيها ولا قود ، وإن لم تعد اقتص منه وإن عادت أصغر من قدرها أعطي ما نقصت .

                                                                                                                                                                                      قال ابن القاسم : وأنا أرى فيها إن لم تعد لهيئتها حتى مات الصبي اقتص منه وليس فيها عقل ، لأنه إنما استؤني به النبات فدفع القود . فإذا مات الصبي ، فهو بمنزلة من لم تنبت ففيه القصاص بقتل .

                                                                                                                                                                                      قال ابن القاسم في المرأة لو قطعت لها أصبعان عمدا فاقتصت أو عفت ، ثم قطع من ذلك الكف أيضا أصبعان ، فإنه يؤخذ لها عشرون بعيرا ، ولا يضاف هذا إلى ما قطع قبله ، لأن الذي قطع أولا لم يكن له دية ، وإنما كان عمدا ، وإنما يضاف بعض الأصابع إلى بعض في الخطأ .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية