الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل -: إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة ؛ المعنى: واذكروا إذ قال موسى لقومه؛ أمروا بذبح بقرة؛ يضرب ببعضها قتيل؛ تشاجروا فيمن قتله؛ فلم يعلم قاتله؛ فأمر الله - عز وجل - بضرب المقتول بعضو من أعضاء البقرة؛ وزعموا في التفسير أنهم أمروا أن يضربوه بالفخذ اليمنى؛ أو الذنب؛ وأحب الله (تعالى) أن يريهم كيف إحياء الموتى؛ وفي هذه الآية احتجاج على مشركي العرب؛ لأنهم لم يكونوا مؤمنين بالبعث؛ فأعلمهم النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا الخبر الذي لا يجوز أن يعلمه إلا من قرأ الكتب؛ أو أوحي إليه؛ وقد علم المشركون [ ص: 150 ] أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمي؛ وأن أهل الكتاب يعلمون - وهم يخالفونه - أن ما أخبر به من هذه الأقاصيص حق؛ قالوا أتتخذنا هزوا ؛ فانتفى موسى من الهزء؛ لأن الهازئ جاهل لاعب؛ فقال: أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين ؛

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية