الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        فلما وضح لهم أنه من عند الله قالوا: ادع لنا ربك يبين لنا ما هي ؛ وإنما سألوا: " ما هي؟ " ؛ لأنهم لا يعلمون أن بقرة يحيا بضرب بعضها ميت؛ قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر ؛ ارتفع " فارض " ؛ بإضمار " هي " ؛ ومعنى " لا فارض " : لا كبيرة؛ و " ولا بكر " : لا صغيرة؛ أي ليست بكبيرة؛ ولا صغيرة؛ عوان ؛ " العوان " : دون المسنة؛ وفوق الصغيرة؛ ويقال من الفارض: " فرضت؛ تفرض؛ فروضا " ؛ ومن العوان: " قد عونت؛ تعون " ؛ ويقال: " حرب عوان " ؛ إذا لم تكن أول حرب؛ وكانت ثانية؛ قال زهير :


                                                                                                                                                                                                                                        إذا لقحت حرب عوان مضرة ... ضروس تهز الناس أنيابها صعل



                                                                                                                                                                                                                                        ومعنى " بين ذلك " : بين البكر؛ والفارض؛ وبين الصغيرة؛ والكبيرة؛ وإنما جاز " بين ذلك " ؛ و " بين " لا يكون إلا مع اثنين؛ أو أكثر؛ لأن " ذلك " ؛ ينوب عن الجمل؛ فتقول: " ظننت زيدا قائما " ؛ فيقول القائل: " ظننت ذلك " ؛

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية