الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فهذه درجات الرياء ، ومراتب أصناف المرائين ، وجميعهم تحت مقت الله وغضبه ، وهو من أشد المهلكات ، وإن من شدته أن فيه شوائب هي أخفى من دبيب النمل كما ورد به الخبر يزل فيه فحول العلماء فضلا عن العباد الجهلاء بآفات النفوس ، وغوائل القلوب والله أعلم .

التالي السابق


(فهذه درجات الرياء، ومراتب أصناف المرائين، وجميعهم تحت مقت الله وغضبه، وهو من أشد المهلكات، وإن من شدته أن فيه شوائب هي أخفى من دبيب النمل كما ورد به الخبر) قال العراقي: رواه أحمد والطبراني من حديث أبي [ ص: 281 ] موسى الأشعري: "اتقوا هذا الشرك؛ فإنه أخفى من دبيب النمل".

ورواه ابن حبان في الضعفاء من حديث أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- وضعفه هو والدارقطني. اهـ .

قلت: حديث أبي موسى أخرجه أيضا ابن أبي شيبة في المصنف، ولفظه: "خطبنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم فقال: يا أيها الناس اتقوا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل، فقالوا: كيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله؟ قال: قولوا: اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئا نعلمه، ونستغفرك لما لا نعلمه" ورواه كذلك أحمد والطبراني.

وأما حديث أبي بكر فلفظه: "الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل، وسأدلك على شيء إذا فعلته أذهبت عنك صغار الشرك وكباره، تقول: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم، تقولها ثلاث مرات كل يوم" هكذا رواه هناد في الزهد، والحكيم في النوادر، وأبو يعلى، وابن المنذر، وابن السني في عمل يوم وليلة، وهو حديث حسن .

وروى الحكيم من حديث ابن عباس: "الشرك في أمتي أخفى من دبيب النمل على الصفا" وهو في الحلية بلفظ: "من دبيب الذر" (تزل فيه فحول العلماء) العارفين (فضلا عن العباد الجهلاء بآفات النفوس، وغوائل القلوب) المستكنة. والله الموفق .




الخدمات العلمية