الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر : قال ابن مسعود: العذاب الأدنى : يوم بدر، و العذاب الأكبر : يوم القيامة، وقوله: لعلهم يرجعون أي: لعل من بقي منهم يتوب.

                                                                                                                                                                                                                                      الحسن وغيره: العذاب الأدنى : المصيبات في الدنيا.

                                                                                                                                                                                                                                      ابن عباس: العذاب الأدنى : الحدود.

                                                                                                                                                                                                                                      مجاهد: الجوع الذي ابتليت به قريش. وعنه أيضا: العذاب الأدنى : عذاب [ ص: 253 ] القبر، وعذاب الدنيا، و {الأكبر}: عذاب يوم القيامة.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: إنا من المجرمين منتقمون : قيل: (المجرمون): الذين اكتسبوا السيئات، وقيل: هم ههنا وفي قوله: إن المجرمين في ضلال وسعر [القمر: 47]: أهل القدر.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ولقد آتينا موسى الكتاب فلا تكن في مرية من لقائه : قيل: إن الهاء لـ {الكتاب}، واسم (موسى) مضمر، أي: فلا تكن في مرية من لقاء موسى إياه.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: الهاء لـ {موسى}، وحذف (الكتاب) إذ قد تقدم ذكره، والمعنى: فلا تكن في شك من تلقي موسى الكتاب بالقبول.

                                                                                                                                                                                                                                      قتادة: المعنى: فلا تكن في شك من أنك لقيته ليلة الإسراء.

                                                                                                                                                                                                                                      الحسن: فلا تك في شك أنك ستلقى مثل ما لقي موسى من التكذيب والأذى، فالهاء عائدة على محذوف، والمعنى: من لقاء ما لاقى.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: في الكلام تقديم وتأخير، والمعنى: قل: يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم، فلا تكن في مرية من لقائه، فجاء معترضا بين ولقد آتينا موسى الكتاب وبين وجعلناه هدى لبني إسرائيل .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 254 ] والهاء في وجعلناه هدى : [يجوز أن تكون لـ {موسى} عليه السلام، ويجوز أن تكون لـ {الكتاب}.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز يعني: اليابسة التي لا نبات فيها، قاله مجاهد وغيره.

                                                                                                                                                                                                                                      ابن عباس: هي أرض باليمن، وروي: أن هذه الأرض لا أنهار فيها، وهي بعيدة من البحر، وأنها يأتيها كل عام واديان، فيزرعون ثلاث مرات في كل عام.

                                                                                                                                                                                                                                      مجاهد: هي أرض إبين.

                                                                                                                                                                                                                                      عكرمة: هي الأرض الظمأى.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين : {الفتح}: القضاء، عن قتادة.

                                                                                                                                                                                                                                      مجاهد: يعني: يوم القيامة.

                                                                                                                                                                                                                                      الفراء: هو فتح مكة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية