الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
مطلب : في ذكر بعض فضائل الدعاء .

( فوائد ) الأولى في ذكر بعض فضائل الدعاء .

أخرج الترمذي والحاكم وقال صحيح الإسناد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب فليكثر من الدعاء في الرخاء } .

وأخرج الترمذي وقال غريب وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد عن أبي هريرة أيضا رضي الله عنه مرفوعا { ليس شيء أكرم على الله من الدعاء } .

وأخرج الحاكم وقال صحيح الإسناد عنه أيضا مرفوعا { الدعاء سلاح المؤمن وعماد الدين ونور السموات والأرض } ورواه أبو يعلى من حديث علي رضي الله عنه .

وأخرج أبو داود والترمذي وحسنه واللفظ له وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم وصححه عن سلمان رضي الله عنه قال قال رسول الله [ ص: 512 ] صلى الله عليه وسلم { إن الله حي كريم يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين } الصفر بكسر الصاد المهملة وإسكان الفاء هو الفارغ . وروى نحوه الحاكم من حديث أنس .

وأخرج البزار والطبراني والحاكم وقال : صحيح الإسناد عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { لا يغني حذر من قدر ، والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل . وإن البلاء لينزل فيلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة } . .

وروى الإمام أحمد وابن حبان والحاكم وصححه عن ثوبان رضي الله عنه مرفوعا { لا يرد القضاء إلا الدعاء . ولا يزيد في العمر إلا البر . وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يذنبه } ورواه الترمذي من حديث سلمان مرفوعا من غير { وإن الرجل } إلخ . وروى الترمذي أيضا وقال غريب عن أنس رضي الله عنه مرفوعا { الدعاء مخ العبادة } .

وفي الصحيحين والسنن وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر ، فيقول : من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأعطيه ، من يستغفرني فأغفر له } . زاد ابن ماجه فيه : { حتى يطلع الفجر } فلذلك كانوا يحبون صلاة آخر الليل على أوله ، وفي رواية لمسلم : { أن الله عز وجل يمهل حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول نزل إلى السماء الدنيا فيقول : هل من مستغفر ؟ هل من تائب ؟ هل من سائل ؟ هل من داع ؟ حتى ينفجر الفجر } .

وفي رواية : حتى { إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه ، ينزل الله تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا فيقول : هل من سائل فيعطى ؟ هل من داع فيستجاب له ؟ هل من مستغفر يغفر له ؟ حتى ينفجر الصبح } .

وروى الإمام أحمد في المسند وأصحاب السنن عن النعمان بن بشير مرفوعا : { الدعاء هو العبادة . ثم قرأ : { وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين } } قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح .

[ ص: 513 ] وروى الطبراني وغيره من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { ترك الدعاء معصية } وتقدم في السلام { أعجز الناس من عجز عن الدعاء ، وأبخل الناس من بخل بالسلام } .

وروى الترمذي عن أبي هريرة مرفوعا { من لم يسأل الله يغضب عليه } ورواه ابن ماجه بلفظ : { من لم يدع الله غضب عليه } وفي سنده أبو صالح الخوزي ضعفه ابن معين .

التالي السابق


الخدمات العلمية