الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      {الصراط} :

                                                                                                                                                                                                                                      السين: الأصل، والصاد: بدل منها;
                                                                                                                                                                                                                                      لتتفق الصاد والطاء في الاستعلاء والإطباق، فيخف اللفظ، والزاي; لتتفق مع الطاء في الشدة والجهر، مع كون الصاد والزاي مناسبتين للسين، والمضارعة -أعني: بين الصاد والزاي- تقريب أيضا، وهي لغة معروفة، ونظيرها قولهم: (رجل أسدق) ، و (هذا أجدر) ، فقربوا السين والجيم من الزاي.

                                                                                                                                                                                                                                      غير المغضوب عليهم : نصب {غير} من ثلاثة أوجه:

                                                                                                                                                                                                                                      أحدها: الحال من {الذين} ، أو من (الهاء) و (الميم) في {عليهم} .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: الاستثناء، أجازه الأخفش، والزجاج، وغيرهما، ومنعه الفراء من أجل {لا} في قوله تعالى: ولا الضالين ، و {لا} قد تحتمل أن تكون صلة.

                                                                                                                                                                                                                                      والوجه الثالث: إضمار (أعني) .

                                                                                                                                                                                                                                      وجره أيضا من ثلاثة أوجه:

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 134 ] أحدها: البدل من {الذين} .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: النعت لـ {الذين} ؛ لأنه يراد به الجنس، ولم يقصد به قوم بأعيانهم، وقيل: لأن {غير} هنا تعرفت بالإضافة على حكمها; إذ أوقعت على شيء مخصوص غير شائع; نحو: (عليك بالحركة غير السكون) ، فـ (غير السكون) هو الحركة، وكذلك: (كل من لم يغضب عليه فهو منعم عليه) ، وإنما تكون نكرة في نحو: (رأيت غير زيد) ؛ لأن (غير زيد) يقع على جميع الأشياء.

                                                                                                                                                                                                                                      والثالث: البدل من الهاء والميم في {عليهم} .

                                                                                                                                                                                                                                      و {لا} عند الكوفيين في قوله: ولا الضالين بمنزلة {غير} ، وقيل: هي تأكيد، دخلت لئلا يتوهم أن {الضالين} معطوف على {الذين} .

                                                                                                                                                                                                                                      وهمز {الضألين} فرارا من التقاء الساكنين، فحركت الألف، فانقلبت همزة، حكى أبو زيد وغيره عن العرب: (دأبة، ومأدة، وشأبة) ، وعليه قول كثير : [من الطويل].


                                                                                                                                                                                                                                      (إذا ما العوالي بالعبيط احمأرت)

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 135 ] نزلت أم القرآن بالمدينة في قول مجاهد، وأبي هريرة، وعطاء بن يسار، وابن عباس باختلاف عنه، وهي في قول قتادة وابن جبير مكية، وروي نحوه عن ابن عباس .

                                                                                                                                                                                                                                      وعددها سبع آيات بإجماع، إلا أن الكوفيين والمكيين عدوا بسم الله الرحمن الرحيم آية، ولم يعدوا أنعمت عليهم ، وسائر العادين سواهم عدوا على ضد ذلك.

                                                                                                                                                                                                                                      * * *

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية