الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) قال جماهير من علماء التفسير : ( المغضوب عليهم ) اليهود ، و " الضالون " النصارى . وقد جاء الخبر بذلك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه . واليهود والنصارى وإن كانوا ضالين جميعا مغضوبا عليهم جميعا ، فإن الغضب إنما خص به اليهود ، وإن شاركهم النصارى فيه ; لأنهم يعرفون الحق وينكرونه ، ويأتون الباطل عمدا ، فكان الغضب أخص صفاتهم . والنصارى جهلة لا يعرفون الحق ، فكان الضلال أخص صفاتهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وعلى هذا فقد يبين أن ( المغضوب عليهم ) اليهود قوله تعالى فيهم : ( فباءوا بغضب على غضب ) الآية [ 2 \ 90 ] ، وقوله فيهم أيضا : ( هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه ) الآية [ 5 \ 60 ] ، وقوله : ( إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب ) الآية [ 7 \ 152 ] ، وقد يبين أن ( الضالين ) النصارى قوله تعالى : ( ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل ) [ 5 \ 77 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية