الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          ( وسن لمن زار قبور المسلمين أو مر بها أن يقول : السلام عليكم دار قوم مؤمنين ، أو ) يقول : السلام عليكم ( أهل الديار من المؤمنين ) ويقول بعد كل من الصيغتين ( وإنا إن شاء الله بكم اللاحقون ويرحم الله المستقدمين منكم والمستأخرين نسأل الله لنا ولكم العافية ، اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم واغفر لنا ولهم ) للأخبار ، وقوله " إن شاء الله " للتبرك أو في الموت على الإسلام ، أو في الدفن عندهم ونحوه مما أجيب به إذ الموت محقق فلا يعلق بأن ( ويخير فيه ) أي السلام ( على حي بين تعريف وتنكير ) لصحة النصوص بهما ( وهو ) أي السلام ( سنة ) عين من منفرد ( ومن جمع ) اثنين فأكثر ( سنة كفاية ) لحديث " أفشوا السلام " وما بمعناه ، والأفضل أن يسلموا كلهم ، ولا يجب إجماعا ، قاله في شرحه ويكره في الحمام وعلى من يأكل أو يقاتل ، أو يبول ، أو يتغوط أو يتلو ، أو يذكر أو يلبي ، أو يحدث ، أو يعظ أو يستمع لهم ومن يكرر فقها أو يدرس ، أو يبحث في [ ص: 384 ] العلم ، أو يؤذن أو يقيم ، أو يتمتع بأهله ، أو يشتغل بالقضاء ونحوهم ( ورده ) أي السلام إن لم يكره ابتداؤه ( فرض كفاية ) فإن كان المسلم عليه واحدا تعين عليه ، ورد السلام سلام حقيقة لأنه يجوز بلفظ : سلام عليكم ،

                                                                          ولا تجب زيادة الواو فيه ولا تسن زيادة في ابتداء ورد على : ورحمة الله وبركاته ، ويجوز زيادة أحدهما على الآخر ، والأولى لفظ الجمع وإن كان المسلم عليه واحدا ولا يسقط برد غير المسلم عليه ومن بعث معه السلام بلغه وجوبا إن تحمله ، ويجب الرد عند البلاغ .

                                                                          ويستحب أن يسلم على الرسول فيقول : عليك وعليه السلام ( كتشميت عاطس حمد ) الله تعالى .

                                                                          ( و ) ك ( إجابته ) أي العاطس لمن شمته ، فكل منهما فرض كفاية لأن التشميت تحية فحكمه كالسلام ، ولهذا لا يشمت الكافر كما لا يبتدأ بالسلام فيقول العاطس : الحمد لله ، فيقال له : يرحمك الله أو يرحمكم الله ويجيب بقوله يهديكم الله ويصلح بالكم أو يغفر الله لنا ولكم ، فإن لم يحمد لم يشمت لحديث أبي هريرة { فإذا عطس أحدكم فحمد الله تعالى فحق على كل مسلم يسمعه أن يقول له : يرحمك الله } ولا يشمت أكثر من ثلاث في مجلس واحد والاعتبار بفعل التشميت لا بعدد العطسات ويعلم صغير الحمد إذا عطس ثم يقال له : يرحمك الله أوبورك فيك ، ومن عطس فلم يحمد

                                                                          فلا بأس بتذكيره . ( ويسمع الميت الكلام ) لأنه عليه السلام أمر بالسلام عليهم ، ولم يكن يأمر بالسلام على من لا يسمع ، وقال الشيخ تقي الدين : استفاضت الآثار بمعرفة الميت أحوال أهله وأحبابه في الدنيا وأن ذلك يعرض عليه وجاءت الآثار بأنه يرى أيضا

                                                                          ويدري بما فعل عنده : ويسر بما كان حسنا ويتألم بما كان قبيحا ( ويعرف ) الميت ( زائره يوم الجمعة قبل طلوع الشمس ) قاله أحمد وقال في الغنية يعرفه كل وقت وهذا وقت آكد ، وقال ابن القيم : الأحاديث والآثار تدل على أن الزائر متى جاء علم به المزور وسمع سلامه ، وأنس به ورد عليه ، وهذا عام في حق الشهداء وغيرهم وأنه لا توقيت في ذلك وهو أصح من أثر الضحاك الدال على التوقيت انتهى يشير إلى ما روي عن الضحاك قال " من زار قبرا يوم السبت قبل طلوع الشمس علم الميت [ ص: 385 ] بزيارته قيل له : وكيف ذلك ؟ قال لمكان يوم الجمعة " ونحوه ما روى ابن أبي الدنيا عن محمد بن واسع قال " بلغني أن الموتى يعلمون من زارهم يوم الجمعة ويوما قبله ويوما بعده " ( ويتأذى بالمنكر عنده وينتفع بالخير ) لما تقدم .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية