الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      ( يسن إعلان ) أي إظهار ( النكاح والضرب عليه بدف لا حلق فيه ولا صنوج للنساء ) لما روى محمد بن حاطب قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - { فصل ما بين الحلال والحرام الصوت والدف في النكاح } رواه أحمد والنسائي والترمذي وحسنه .

                                                                                                                      وقال أحمد أيضا : يستحب ضرب الدف والصوت في الأملاك فقيل له ما الصوت قال يتكلم ويتحدث ويظهر .

                                                                                                                      ( ويكره ) الضرب بالدف ( للرجال ) مطلقا قاله في الرعاية .

                                                                                                                      وقال الموفق ضرب الدف مخصوص بالنساء قال في الفروع : وظاهر نصوصه وكلام الأصحاب التسوية ( وتقدم بعضه في كتاب النكاح ولا بأس بالغزل في العرس ) .

                                                                                                                      لقوله - صلى الله عليه وسلم - للأنصار { أتيناكم أتيناكم فحيونا نحييكم لولا الذهب الأحمر لما حلت بواديكم ولولا الحنطة السوداء ما سرت عذاريكم } لا على ما يصنعه الناس اليوم ( وضرب الدف في الختان وقدوم الغائب ونحوهما ) كالولادة ( كالعرس ) لما فيه من السرور .

                                                                                                                      ( ويحرم كل ملهاة سوى الدف كمزمار وطنبور ورباب وجنك وناي ومعرفة وجفانة وعود وزمارة الراعي ونحوها سواء استعملت لحزن أو سرور ) .

                                                                                                                      وفي القضيب وجهان وفي المغني لا يكره إلا مع تصفيق أو غناء أو رقص ونحوه وكره أحمد التغبير بالغين المعجمة والباء الموحدة و نهى عن استماعه وقال بدعة ومحدث [ ص: 184 ]

                                                                                                                      ونقل أبو والنسائي لا يعجبني ونقل يوسف ولا تستمعه قيل هو بدعة قال حسبك قال في القاموس والمغبرة قوم يغبرون بذكر الله يهللون ويرددون الصوت بالقراءة وغيرها سموا بذلك لأنهم يرغبون الناس في المغابرة إلى الباقية انتهى .

                                                                                                                      وفي المستوعب منع من إطلاق اسم البدعة عليه ومن تحريمه لأنه شعر ملحن كالحداء والحدو للإبل ونحوه ونقل إبراهيم بن عبد الله القلانسي أن أحمد قال عن الصوفية لا أعلم أقواما أفضل منهم قيل إنهم يستمعون ويتواجدون قال دعوهم يفرحون مع الله ساعة قيل فمنهم من يموت ومنهم من يغشى عليه ؟ فقال { وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون } ولعل مراده سماع القرآن وعذرهم لقوة الوارد قاله في الفروع .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية