الكلمة الثانية عشرة : " بئس " مع " ما " وردت هذه الكلمة في تسعة مواضع وهي في القرآن الكريم على ثلاثة أقسام وإليك تفصيلها :
القسم الأول : مختلف فيه بين القطع والوصل وهو موضع واحد في التنزيل في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=93قل بئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين بسورة البقرة في الموضع الثاني منها فرسم في بعض المصاحف مقطوعا وفي بعضها موصولا والمشهور الوصل وعليه العمل .
القسم الثاني : موصول باتفاق أي وصل " بئس " بـ " ما " وذلك في موضعين اثنين :
أولهما قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=90بئسما اشتروا به أنفسهم وهو الموضع الأول من سورة البقرة .
وثانيهما : قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=150بئسما خلفتموني من بعدي بسورة الأعراف .
القسم الثالث : مقطوع باتفاق -أي اتفقت المصاحف على قطع " بئس " عن "
[ ص: 436 ] ما " وذلك في ستة مواضع في التنزيل وهي الباقية من هذه الكلمة .
الموضع الأول : قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=102ولبئس ما شروا به أنفسهم وهو الموضع الثالث في سورة البقرة .
الموضع الثاني : قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=187فبئس ما يشترون بسورة آل عمران .
والمواضع الأربعة الباقية كلها بسورة المائدة وهي قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=62لبئس ما كانوا يعملون nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=63لبئس ما كانوا يصنعون nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=79لبئس ما كانوا يفعلون nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=80لبئس ما قدمت لهم أنفسهم
وما ذكره صاحب " العميد " من الخلاف في " بئس ما " في قوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=102ولبئس ما شروا به أنفسهم وهو الموضع الثالث بالبقرة والراجح فيه القطع فسهو منه رحمه الله إذ أن هذا الموضع من المواضع الستة المتفق على قطعها كما تقدم فتنبه .
وأما قول
ملا علي القاري عن عدد مواضع كلمة " بئس ما " المقطوعة باتفاق في كتابه " شرح المقدمة الجزرية فالمجموع سبعة لا ستة كما توهم
المصري " ا هـ منه بلفظه فمما يستدرك عليه ويعد من أوهامه فإنه ذهب يعدد هذه المواضع فنسب لسورة آل عمران موضعين . وليس بها إلا موضع واحد لا ثاني له وهو قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=187فبئس ما يشترون فعاد التحقيق إلى صحة ما ذكره العلامة
المصري وإلى خطأ ما ذكره
الملا علي القاري لكون هذه المواضع ستة لا سبعة فتأمل منصفا .
[ ص: 437 ] رحم الله الجميع . ورحمنا معهم بمنه وكرمه آمين .
الكلمة الثالثة عشرة : " في " الجارة مع " ما " الموصولة . اختلف كتاب المصاحف في هذه الكلمة وينحصر اختلافهم هذا في أربعة أقوال وإليك بيانها :
القول الأول : وفيه ثلاثة أقسام :
القسم الأول : مقطوع باتفاق أي قطع " في " عن " ما " وذلك في موضع واحد وهو قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=146أتتركون في ما ها هنا آمنين بسورة الشعراء .
القسم الثاني : مختلف فيه بين القطع والوصل فرسم في بعض المصاحف مقطوعا وفي بعضها موصولا ، والأشهر القطع وعليه العمل وذلك في عشرة مواضع :
الأول : قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=240في ما فعلن في أنفسهن من معروف وهو الموضع الثاني بسورة البقرة .
الثاني : قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=48ليبلوكم في ما آتاكم بسورة المائدة .
الثالث : قوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=165ليبلوكم في ما آتاكم آخر سورة الأنعام .
الرابع : قوله عز شأنه :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=145قل لا أجد في ما أوحي إلي محرما بسورة الأنعام أيضا .
الخامس : قوله عز من قائل :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=102وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون بسورة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .
السادس : قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=14لمسكم في ما أفضتم بسورة النور .
السابع : قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=28شركاء في ما رزقناكم فأنتم فيه بسورة الروم .
[ ص: 438 ] الثامن والتاسع : قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=3في ما هم فيه يختلفون وقوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=46في ما كانوا فيه يختلفون الموضعان بسورة الزمر .
العاشر : قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=61على أن نبدل أمثالكم وننشئكم في ما لا تعلمون بسورة الواقعة.
القسم الثالث : موصول باتفاق عموم المصاحف أي وصل " في " بـ " ما " وذلك في غير موضع القطع المتفق عليه والمواضع العشرة المختلف فيها بين القطع والوصل وذلك نحو قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=234فيما فعلن في أنفسهن بالمعروف الموضع الأول من سورة البقرة، وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=93فيما طعموا بسورة المائدة، وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=19فيما فيه يختلفون بسورة سيدنا
يونس عليه الصلاة والسلام وما إلى ذلك . وذكر هذا القول جل علماء التجويد وشراح المقدمة الجزرية وغيرهم .
هذا : ولم يتعرض الحافظ
ابن الجزري في المقدمة الجزرية إلى الخلاف الذي في المواضع العشرة بل ذكر فيها القطع ولعله اقتصر عليه لشهرته ولكن تعرض له في النشر وشهر فيه القطع كما تعرض له غيره كما سيأتي :
القول الثاني : وهو قسمان :
القسم الأول : مختلف فيه بين القطع والوصل وذلك في المواضع الأحد عشر المتقدمة كلها أي العشر المختلف فيها والموضع المتفق على قطعه في سورة الشعراء في القول الأول .
القسم الثاني : الوصل قولا واحدا في المواضع العشرة والقطع في الحادي
[ ص: 439 ] عشر وهو موضع الشعراء . ذكر هذا القول الحافظ
nindex.php?page=showalam&ids=12111أبو عمرو الداني في المقنع .
القول الثالث : وهو قسمان أيضا .
أولها : القطع في المواضع الأحد عشر المتقدم ذكرها .
ثانيهما : الوصل قولا واحدا في المواضع العشرة والقطع في الحادي عشر وهو موضع الشعراء كالقسم الثاني عند
nindex.php?page=showalam&ids=12111الداني . ذكر هذا القول الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=14563الشاطبي رحمه الله تعالى في العقيلة .
القول الرابع : وينقسم إلى ثلاثة أقسام :
القسم الأول : القطع قولا واحدا في المواضع الأحد عشرة المتقدمة غير مرة .
القسم الثاني : القطع في تلك المواضع على المشهور .
القسم الثالث : مختلف فيه بين القطع والوصل وذلك في تسعة مواضع من المواضع الأحد عشر باستثناء موضعي الأنبياء والشعراء ففيهما القطع وهذا ما ذهب إليه
nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود في التنزيل، ذكر هذا القول الإمام
الخراز في مورد الظمآن .
تتمة : بقي قسم ثالث لكل من القول الثاني والثالث وبقي قسم رابع للقول الرابع وهذه الأقسام الباقية كلها متفق فيها على الوصل أي وصل " في " بـ " ما " وذلك فيما سوى المواضع الأحد عشر المذكورة في كل منها وهو كالقسم الثالث من القول الأول فتنبه. ويتحصل مما ذكر في الأقوال الأربعة أن المواضع الأحد عشر كلها فيها الخلاف بين القطع والوصل حتى موضع الشعراء المتفق على قطعه في القول الأول، وهذه الأقوال كلها صحيحة فاختر لنفسك أيها القارئ ما يروق لك وبالله التوفيق .
" تذييل " : إذا دخلت " في " الجارة على " ما " الاستفهامية محذوفة الألف فلا خلاف في وصلها بها في عموم المصاحف كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=97فيم كنتم وقوله
[ ص: 440 ] سبحانه
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=43فيم أنت من ذكراها بسورة النازعات . وقد أشار الحافظ
ابن الجزري إلى الكلمات الثلاث التي بعد العشر في المقدمة الجزرية بقوله :
وكل ما سألتموه واختلف ردوا كذا قل بئسما والوصل صف خلفتموني واشتروا في ما اقطعا
أوحي أفضتم اشتهت يبلوا معا ثاني فعلن وقعت روم كلا
تنزيل شعرا وغير ذي صلا
الكلمة الرابعة عشرة : " أين " مع " ما " وهي في القرآن الكريم ثلاثة أقسام :
القسم الأول : موصول باتفاق أي وصل النون من " أين " بالميم من " ما " في موضعين اثنين هما قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=115فأينما تولوا فثم وجه الله بسورة البقرة وقوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=76أينما يوجهه لا يأت بخير بسورة النحل .
القسم الثاني : مختلف فيه بين القطع والوصل فرسم في بعض المصاحف مقطوعا وفي بعضها موصولا وذلك في ثلاثة مواضع :
الأول : قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=78أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة بسورة النساء .
الثاني : قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=92أين ما كنتم تعبدون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=93من دون الله بسورة الشعراء .
الثالث : قوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=61أينما ثقفوا أخذوا بسورة الأحزاب .
القسم الثالث : مقطوع باتفاق أي اتفقت المصاحف على قطع " أين " عن " ما " وذلك فيما سوى الموضعين المتفق على الوصل فيهما والمواضع الثلاثة المختلف فيها بين القطع والوصل وذلك نحو قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=148أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا بسورة البقرة ، وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=4وهو معكم أين ما كنتم بسورة
[ ص: 441 ] الحديد ، وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=7إلا هو معهم أين ما كانوا بسورة المجادلة وما إلى ذلك .
هذا : وقد اختلف في الأشهر في المواضع الثلاثة المختلف فيها هل القطع أو الوصل؟ أقوال :
أولاها : أن القطع والوصل يستويان في موضع الشعراء والأحزاب وأن القطع هو الأشهر في موضع النساء، وهذا هو المفهوم من قول الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=14563الشاطبي في العقيلة :
والخلف في سورة الأحزاب والشعرا وفي النساء يقل الوصل معتمرا
وقد مشى على هذا القول بعض شراح المقدمة الجزرية وغيرهم .
وقد أشار الحافظ
ابن الجزري في المقدمة الجزرية إلى الكلمة الرابعة عشرة بقوله :
فأينما كالنحل صل ومختلف في الشعرا الأحزاب والنسا وصف
ا هـ
الكلمة الخامسة عشرة : " إن " مكسورة الهمزة ساكنة النون وهي الشرطية مع " لم " الجازمة وهي في كتاب الله نوعان :
الأول : موصول باتفاق - أي اتفقت المصاحف فيه على وصل " إن " بـ " لم " وتدغم النون في اللام لفظا وخطا وذلك في موضع واحد في التنزيل هو قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=14فإلم يستجيبوا لكم بسورة سيدنا
هود عليه الصلاة والسلام .
الثاني : مقطوع باتفاق - أي اتفقت المصاحف فيه على قطع " إن " عن " لم " وتدغم النون في اللام لفظا لا خطا ويوقف على النون اضطرارا أو اختبارا " بالموحدة " وذلك في غير الموضع المتفق فيه على الوصل حيث ورد في التنزيل سواء كانت " إن " مقترنة بالفاء أم باللام أم بالواو أم لم تقترن .
فمثال المقترنة بالفاء نحو قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=24فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا وقوله
[ ص: 442 ] سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=282فإن لم يكونا رجلين الموضعان بسورة البقرة، وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=50فإن لم يستجيبوا لك بسورة القصص.
ومثال المقترنة بالواو نحو قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=67وإن لم تفعل فما بلغت رسالته وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=73وإن لم ينتهوا عما يقولون الموضعان بسورة المائدة.
ومثال المقترنة باللام نحو قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=149لئن لم يرحمنا ربنا بسورة الأعراف، وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=60لئن لم ينته المنافقون بسورة الأحزاب، وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=15لئن لم ينته لنسفعا بسورة العلق.
ومثال غير المقترنة بشيء من هذه الحروف الثلاثة نحو قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=6إن لم يؤمنوا بسورة الكهف وما إلى ذلك .
وأما " إن " الشرطية مع " لا " النافية فاتفقت المصاحف على وصلها بها وإدغام النون في اللام لفظا وخطا نحو قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=73إلا تفعلوه بسورة الأنفال ، وقوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=39إلا تنفروا و
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=40إلا تنصروه الموضعان بسورة التوبة ، وقوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=47وإلا تغفر لي وترحمني بسورة سيدنا
هود عليه الصلاة والسلام .
الكلمة السادسة عشرة : " أن " المصدرية مع " لن " الناصبة . وردت هذه
[ ص: 443 ] الكلمة في القرآن الكريم على ثلاثة أقسام :
القسم الأول : موصول باتفاق أي اتفقت المصاحف على وصف " أن " بـ " لن " وإدغام النون في اللام لفظا وخطا وذلك في موضعين اثنين في التنزيل .
أولهما : قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=48ألن نجعل لكم موعدا بسورة الكهف .
وثانيهما : قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=3ألن نجمع عظامه بسورة القيامة .
القسم الثاني : مختلف فيه بين القطع والوصل وذلك في موضع واحد في القرآن الكريم هو قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20علم أن لن تحصوه بسورة المزمل عليه الصلاة والسلام فرسم في جل المصاحف مقطوعا وفي أقلها موصولا والقطع هو الأشهر وعليه العمل .
هذا : ولم يتعرض لهذا الموضع الحافظ
ابن الجزري في المقدمة ولا في النشر ولا غيره من العلماء وتعرض له الحافظ
nindex.php?page=showalam&ids=12111أبو عمرو الداني في المقنع وكذلك الإمام
الخراز تعرض له في مورد الظمآن نقلا عن
المقنع وشهر فيه القطع وفيه يقول :
كذاك في المزمل الوصل ذكر في مقنع عن بعضهم وما شهر
ا هـ
القسم الثالث : مقطوع باتفاق أي اتفقت المصاحف على قطع " أن " عن " لن " وإدغام النون في اللام لفظا لا خطا : والوقف على " أن " اضطرارا أو اختبارا " بالموحدة " وذلك في غير موضعي الوصل المتفق عليهما وغير المختلف فيه بين القطع والوصل . وذلك نحو قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=87أن لن نقدر عليه بسورة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، وقوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=5أن لن تقول الإنس والجن بسورة الجن،
[ ص: 444 ] وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=5أن لن يقدر عليه أحد بسورة البلد وما إلى ذلك .
الكلمة السابعة عشرة : " كي " الناصبة مع " لا " النافية جاءت في القرآن الكريم في سبعة مواضع وتنقسم إلى قسمين :
القسم الأول : موصول باتفاق أي اتفقت المصاحف على وصل " كي " بـ " لا " وذلك في أربعة مواضع من السبعة وهي :
الأول : قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=153لكيلا تحزنوا على ما فاتكم بسورة آل عمران .
الثاني : قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5لكيلا يعلم من بعد علم شيئا بسورة الحج .
الثالث : قوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=50لكيلا يكون عليك حرج بسورة الأحزاب وهو الموضع الثاني بها .
الرابع : قوله عز شأنه :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=23لكيلا تأسوا على ما فاتكم بسورة الحديد .
القسم الثاني : مقطوع باتفاق - أي اتفقت المصاحف على قطع " كي " عن " لا " وذلك في ثلاثة مواضع وهي بقية السبعة المشار إليها آنفا وفيما يلي ذكرها :
الأول : قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=70لكي لا يعلم بعد علم شيئا بسورة النحل .
الثاني : قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=37لكي لا يكون على المؤمنين حرج الموضع الأول بسورة الأحزاب .
الثالث : قوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=7كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم بسورة الحشر .
[ ص: 445 ] الكلمة الثامنة عشرة : " عن " الجارة مع " من " الموصولة وهي في كتاب الله تعالى قسم واحد وقد اتفقت المصاحف فيه على قطع " عن " عن " من " وتدغم فيه النون لفظا لا خطا وذلك في موضعين اثنين في التنزيل لا ثالث لهما وهما : قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=43ويصرفه عن من يشاء بسورة النور ، وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=29فأعرض عن من تولى عن ذكرنا بسورة النجم .
الكلمة التاسعة عشرة : " يوم " مفتوح الميم مع " هم " الضمير المنفصل المرفوع المحل وهي في القرآن الكريم قسم واحد وقد أجمعت المصاحف على القطع فيه أي قطع " يوم " عن " هم " وذلك في موضعين اثنين لا ثالث لهما في القرآن الكريم :
أولهما : قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16يوم هم بارزون بسورة غافر .
وثانيهما : قوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=13يوم هم على النار يفتنون بسورة الذاريات .
أما إذا كان الضمير مجرور المحل فاتفقت المصاحف على وصله بـ " يوم " نحو قوله تعالى : " حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون " بسورة الزخرف والمعارج وقوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=45حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون بسورة الطور وكذلك اتفقت
[ ص: 446 ] المصاحف على وصل كلمة " يومهم " مكسور الميم والهاء كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=60فويل للذين كفروا من يومهم الذي يوعدون آخر سورة الذاريات .
الكلمة العشرون : " لام الجر مع " مجرورها " وهي في القرآن الكريم قسمان :
القسم الأول : مقطوع باتفاق المصاحف العثمانية أي قطع " اللام " عن مجرورها وذلك في أربعة مواضع وهي :
الأول : قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=78يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا بسورة النساء.
الثاني : قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=49مال هذا الكتاب بسورة الكهف.
الثالث : قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=7وقالوا مال هذا الرسول بسورة الفرقان.
الرابع : قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=36فمال الذين كفروا قبلك مهطعين بسورة المعارج. وما في هذه المواضع الأربعة استفهامية كلمة بنفسها.
القسم الثاني : موصول باتفاق المصاحف العثمانية أي وصل " لام الجر " بمجرورها وذلك في غير مواضع القطع الأربعة المتقدمة كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=35فما لكم كيف تحكمون بسورة سيدنا
يونس عليه الصلاة والسلام، وقوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=154ما لكم كيف تحكمون بسورة الصافات، وقوله عز شأنه :
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=19وما لأحد عنده من نعمة تجزى بسورة الليل وما إلى ذلك .
هذا : والمفهوم من كلام المقدمة الجزرية أن الوقف في حالة الاختبار
[ ص: 447 ] " بالموحدة " أو الاضطرار في مواضع القطع الأربعة يكون على اللام . فيقال " مال " والأصح كما في النشر وتقريبه وإتحاف البشر وغيرهما جواز الوقف على " ما " أيضا لأنها كلمة برأسها منفصلة لفظا وحكما .
فيتلخص من ذلك أن المواضع الأربعة المقطوعة فيها وجهان في الوقف لكل القراء وهما : الوقف على " ما " أو على " اللام " اختبارا أو اضطرارا قال العلامة
الطباخ مشيرا إلى ذلك في كتابه " هبة المنان " :
وقف على ما أو على اللام لكل في مال كالفرقان سال الكهف قل
ا هـ
الكلمة الحادية والعشرون : " لات " مع " حين " في سورة ص في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=3ولات حين مناص وليس غيرها في القرآن الكريم . وقد اختلف في قطع التاء عن حين ووصلها بها والصحيح المشهور الذي عليه العمل قطعها وعليه فتكون " ولات " كلمة و " حين " كلمة أخرى . وعلى غير المشهور وصل التاء بحين وعليه فتكون " ولا " كلمة و " تحين " كلمة أخرى وهذا القول لا يعول عليه بدليل أن كل القراء وقفوا على " ولات " عند الضرورة سواء من وقف منهم بالتاء أم بالهاء بدلا من التاء ولم ينقل عن أحد منهم أنه وقف على " ولا " بدون التاء . وفي المسألة كلام طويل اقتصرنا منه على المعول عليه والمناسب لحال المبتدئين .
[ ص: 448 ] ومن أراد الوقوف عليه فليراجع المطولات من كتب التجويد والرسم والقراءات والله وحده هو المرشد والمعين .
الكلمة الثانية والعشرون والثالثة والعشرون : " كالوهم " و " وزنوهم " في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=3وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون بسورة المطففين وليس غيرهما في التنزيل وقد كتبتا في جميع المصاحف العثمانية موصولتين ومعنى الوصل فيهما ترك رسم الألف الدالة على الانفصال بعد الواو في الكلمتين . وكان عدم رسم الألف بعد الواو في الكلمتين دليلا على أنهما موصولتان بما بعدهما . وعليه : فلا يجوز الوقف على كلمة " كالوهم " أو " وزنوهم " دون " هم " معهما وإنما يكون الوقف على كلمة " كالوهم " بأسرها وكذلك كلمة " وزنوهم " فتأمل .
قال
ملا علي القاري في شرح المقدمة الجزرية قال
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري قال
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو nindex.php?page=showalam&ids=16273وعاصم nindex.php?page=showalam&ids=15080وعلي يعني الكسائي nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش أي من الأربعة عشر : " كالوهم " حرف واحد أي حكما والأصل كالوا لهم فحذفت اللام على حد كلتك طعاما فحذفت اللام وأوقع الفعل على هم فصارا حرفا واحدا لأن الضمير المتصل مع ناصبه كلمة واحدة ا هـ منه بلفظه .
أما كلمة " غضبوا هم " في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=37وإذا ما غضبوا هم يغفرون بسورة الشورى فمخالفة لكلمتي " كالوهم " و " وزنوهم " لأن " غضبوا " كلمة بنفسها و " هم " ضمير فصل مرفوع على الابتداء كلمة أخرى والخبر جملة " يغفرون " . ولذلك أثبتوا الألف بعد الواو في كلمة " غضبوا " وعليه فيجوز الوقف ضرورة أو اختبارا " بالموحدة " على كلمة " غضبوا " ولا يصح الابتداء بقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=37هم يغفرون لما فيه من الفصل بين الشرط والجواب بل يتعين الابتداء بالشرط وهم " وإذا " ليكون هو جوابه معا خلافا
لملا علي القاري فإنه أجاز الوقف على "
[ ص: 449 ] غضبوا " والابتداء بقوله : " هم " وليس بشيء لما تقدم فتنبه .
الكلمة الرابعة والعشرون : " ال " التي للتعريف المعروفة في هذا الفن " بلام أل " نحو " الأرض ، الليل " في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=31وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم بسورة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=10وجعلنا الليل لباسا بسورة النبأ وسواء كانت شمسية أم قمرية اتفقت جميع المصاحف على وصلها بما بعدها قراءة ورسما ولا يجوز الوقف على " أل " والابتداء بـ " الأرض " أو بـ " الليل " بل الوقف على كلمة " الأرض " بأكملها والابتداء منها وكذلك كلمة " الليل " ونحوهما في التنزيل وهو كثير فتأمل .
الكلمة الخامسة والعشرون : " ها " التي للتنبيه من كلمتي " هؤلاء ، وها أنتم " خاصة في قوله : " ها أنتم هؤلاء " في كل من سورة آل عمران والنساء والقتال . وقد تنفرد كلمة " هؤلاء " وحدها وهي كثيرة في التنزيل كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=20كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك بسورة الإسراء وما إلى ذلك فقد اتفقت المصاحف على وصل " ها " التنبيه بما بعدها قراءة ورسما ولا يجوز الوقف على " ها " والابتداء بـ " أنتم " أو بـ " هؤلاء " بل الوقف على كلمة " هؤلاء " بأسرها ومثلها " ها أنتم " والابتداء منهما كذلك .
الكلمة السادسة والعشرون : " يا " التي للنداء نحو قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=21يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم وقوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=73يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وقوله عز شأنه :
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=8يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا [ ص: 450 ] ، وقوله عز من قائل :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=43يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين وما إلى ذلك فقد أجمعت المصاحف العثمانية على وصل " يا " التي للنداء بما بعدها رسما وقراءة . ولا يجوز الوقف على " يا " والابتداء بـ " أيها " أو " بمريم " أو " بأرض " أو " بسماء " بل الوقف على كلمة " يا أيها " بأسرها والابتداء منها كذلك ومثلها " يا مريم " و " يا أرض " " ويا سماء " إلى آخر ما هناك .
وقد أشار الحافظ
ابن الجزري في المقدمة الجزرية إلى الكلمات من الخامسة عشرة إلى نهاية السادسة والعشرين بقوله :
وصل فإلم هود ألن نجعلا نجمع كيلا تحزنوا تأسوا على
حج عليك حرج وقطعهم عن من يشاء من تولى يوم هم
ومال هذا والذين وهؤلا تحين في الإمام صل ووهلا
كالوهم أو وزنوهم صل كذا من آل ويا وها لا تفصل
وبهذا ينقضي كلامنا عن الكلمات المقطوعة والموصولة اتفاقا واختلافا الوارد ذكرها في المقدمة الجزرية للحافظ
ابن الجزري . وقد ذكرنا معها استطرادا بعض كلمات لم ترد في المقدمة هذه لاقتضاء المقام ذكرها هنا . ونشرع الآن بمشيئة الله تعالى في بيان الكلمات التي يجب على قارئ القرآن معرفتها والإلمام بالأحكام المتعلقة بها في كتابتها مقطوعة أو موصولة مما لم يرد له ذكر في المقدمة الجزرية في فصل عقدناه خاصا لهذا الغرض فنقول وبالله التوفيق ومنه نستمد العون والقول .
الْكَلِمَةُ الثَّانِيَةَ عَشْرَةَ : " بِئْسَ " مَعَ " مَا " وَرَدَتْ هَذِهِ الْكَلِمَةُ فِي تِسْعَةِ مَوَاضِعَ وَهِيَ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ عَلَى ثَلَاثَةِ أَقْسَامٍ وَإِلَيْكَ تَفْصِيلُهَا :
الْقِسْمُ الْأَوَّلُ : مُخْتَلَفٌ فِيهِ بَيْنَ الْقَطْعِ وَالْوَصْلِ وَهُوَ مَوْضِعٌ وَاحِدٌ فِي التَّنْزِيلِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=93قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ بِسُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي الْمَوْضِعِ الثَّانِي مِنْهَا فَرُسِمَ فِي بَعْضِ الْمَصَاحِفِ مَقْطُوعًا وَفِي بَعْضِهَا مَوْصُولًا وَالْمَشْهُورُ الْوَصْلُ وَعَلَيْهِ الْعَمَلُ .
الْقِسْمُ الثَّانِي : مَوْصُولٌ بِاتِّفَاقٍ أَيْ وَصْلُ " بِئْسَ " بِـ " مَا " وَذَلِكَ فِي مَوْضِعَيْنِ اثْنَيْنِ :
أَوَّلُهُمَا قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=90بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ وَهُوَ الْمَوْضِعُ الْأَوَّلُ مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ .
وَثَانِيهِمَا : قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=150بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي بِسُورَةِ الْأَعْرَافِ .
الْقِسْمُ الثَّالِثُ : مَقْطُوعٌ بِاتِّفَاقٍ -أَيِ اتَّفَقَتِ الْمَصَاحِفُ عَلَى قَطْعِ " بِئْسَ " عَنْ "
[ ص: 436 ] مَا " وَذَلِكَ فِي سِتَّةِ مَوَاضِعَ فِي التَّنْزِيلِ وَهِيَ الْبَاقِيَةُ مِنْ هَذِهِ الْكَلِمَةِ .
الْمَوْضِعُ الْأَوَّلُ : قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=102وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ وَهُوَ الْمَوْضِعُ الثَّالِثُ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ .
الْمَوْضِعُ الثَّانِي : قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=187فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ بِسُورَةِ آلِ عِمْرَانَ .
وَالْمَوَاضِعُ الْأَرْبَعَةُ الْبَاقِيَةُ كُلُّهَا بِسُورَةِ الْمَائِدَةِ وَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=62لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=63لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=79لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=80لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ
وَمَا ذَكَرَهُ صَاحِبُ " الْعَمِيدِ " مِنَ الْخِلَافِ فِي " بِئْسَ مَا " فِي قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=102وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ وَهُوَ الْمَوْضِعُ الثَّالِثُ بِالْبَقَرَةِ وَالرَّاجِحُ فِيهِ الْقَطْعُ فَسَهْوٌ مِنْهُ رَحِمَهُ اللَّهُ إِذْ أَنَّ هَذَا الْمَوْضِعَ مِنَ الْمَوَاضِعِ السِّتَّةِ الْمُتَّفَقِ عَلَى قَطْعِهَا كَمَا تَقَدَّمَ فَتَنَبَّهْ .
وَأَمَّا قَوْلُ
مُلَّا عَلِيٍّ الْقَارِيِّ عَنْ عَدَدِ مَوَاضِعِ كَلِمَةِ " بِئْسَ مَا " الْمَقْطُوعَةِ بِاتِّفَاقٍ فِي كِتَابِهِ " شَرْحِ الْمُقَدِّمَةِ الْجَزَرِيَّةِ فَالْمَجْمُوعُ سَبْعَةٌ لَا سِتَّةٌ كَمَا تَوَهَّمَ
الْمِصْرِيُّ " ا هـ مِنْهُ بِلَفْظِهِ فَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ وَيُعَدُّ مِنْ أَوْهَامِهِ فَإِنَّهُ ذَهَبَ يُعَدِّدُ هَذِهِ الْمَوَاضِعَ فَنَسَبَ لِسُورَةِ آلِ عِمْرَانَ مَوْضِعَيْنِ . وَلَيْسَ بِهَا إِلَّا مَوْضِعٌ وَاحِدٌ لَا ثَانِيَ لَهُ وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=187فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ فَعَادَ التَّحْقِيقُ إِلَى صِحَّةِ مَا ذَكَرَهُ الْعَلَّامَةُ
الْمِصْرِيُّ وَإِلَى خَطَأِ مَا ذَكَرَهُ
الْمُلَّا عَلِيٌّ الْقَارِيُّ لِكَوْنِ هَذِهِ الْمَوَاضِعِ سِتَّةً لَا سَبْعَةً فَتَأَمَّلْ مُنْصِفًا .
[ ص: 437 ] رَحِمَ اللَّهُ الْجَمِيعَ . وَرَحِمَنَا مَعَهُمْ بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ آمِينَ .
الْكَلِمَةُ الثَّالِثَةَ عَشْرَةَ : " فِي " الْجَارَّةُ مَعَ " مَا " الْمَوْصُولَةِ . اخْتَلَفَ كُتَّابُ الْمَصَاحِفِ فِي هَذِهِ الْكَلِمَةِ وَيَنْحَصِرُ اخْتِلَافُهُمْ هَذَا فِي أَرْبَعَةِ أَقْوَالٍ وَإِلَيْكَ بَيَانُهَا :
الْقَوْلُ الْأَوَّلُ : وَفِيهِ ثَلَاثَةُ أَقْسَامٍ :
الْقِسْمُ الْأَوَّلُ : مَقْطُوعٌ بِاتِّفَاقٍ أَيْ قَطْعُ " فِي " عَنْ " مَا " وَذَلِكَ فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=146أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَا هُنَا آمِنِينَ بِسُورَةِ الشُّعَرَاءِ .
الْقِسْمُ الثَّانِي : مُخْتَلَفٌ فِيهِ بَيْنَ الْقَطْعِ وَالْوَصْلِ فَرُسِمَ فِي بَعْضِ الْمَصَاحِفِ مَقْطُوعًا وَفِي بَعْضِهَا مَوْصُولًا ، وَالْأَشْهَرُ الْقَطْعُ وَعَلَيْهِ الْعَمَلُ وَذَلِكَ فِي عَشَرَةِ مَوَاضِعَ :
الْأَوَّلُ : قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=240فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ وَهُوَ الْمَوْضِعُ الثَّانِي بِسُورَةِ الْبَقَرَةِ .
الثَّانِي : قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=48لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ بِسُورَةِ الْمَائِدَةِ .
الثَّالِثُ : قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=165لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ آخَرَ سُورَةِ الْأَنْعَامِ .
الرَّابِعُ : قَوْلُهُ عَزَّ شَأْنُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=145قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا بِسُورَةِ الْأَنْعَامِ أَيْضًا .
الْخَامِسُ : قَوْلُهُ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=102وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ بِسُورَةِ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ .
السَّادِسُ : قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=14لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ بِسُورَةِ النُّورِ .
السَّابِعُ : قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=28شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ بِسُورَةِ الرُّومِ .
[ ص: 438 ] الثَّامِنُ وَالتَّاسِعُ : قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=3فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=46فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ الْمَوْضِعَانِ بِسُورَةِ الزُّمَرِ .
الْعَاشِرُ : قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=61عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لا تَعْلَمُونَ بِسُورَةِ الْوَاقِعَةِ.
الْقِسْمُ الثَّالِثُ : مَوْصُولٌ بِاتِّفَاقِ عُمُومِ الْمَصَاحِفِ أَيْ وَصْلُ " فِي " بِـ " مَا " وَذَلِكَ فِي غَيْرِ مَوْضِعِ الْقَطْعِ الْمُتَّفَقِ عَلَيْهِ وَالْمَوَاضِعُ الْعَشْرَةُ الْمُخْتَلَفُ فِيهَا بَيْنَ الْقَطْعِ وَالْوَصْلِ وَذَلِكَ نَحْوَ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=234فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ الْمَوْضِعِ الْأَوَّلِ مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=93فِيمَا طَعِمُوا بِسُورَةِ الْمَائِدَةِ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=19فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ بِسُورَةِ سَيِّدِنَا
يُونُسَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَمَا إِلَى ذَلِكَ . وَذَكَرَ هَذَا الْقَوْلَ جُلُّ عُلَمَاءِ التَّجْوِيدِ وَشُرَّاحِ الْمُقَدِّمَةِ الْجَزَرِيَّةِ وَغَيْرِهِمْ .
هَذَا : وَلَمْ يَتَعَرَّضِ الْحَافِظُ
ابْنُ الْجَزَرِيِّ فِي الْمُقَدِّمَةِ الْجَزَرِيَّةِ إِلَى الْخِلَافِ الَّذِي فِي الْمَوَاضِعِ الْعَشْرَةِ بَلْ ذَكَرَ فِيهَا الْقَطْعَ وَلَعَلَّهُ اقْتَصَرَ عَلَيْهِ لِشُهْرَتِهِ وَلَكِنْ تَعَرَّضَ لَهُ فِي النَّشْرِ وَشَهَّرَ فِيهِ الْقَطْعَ كَمَا تَعَرَّضَ لَهُ غَيْرُهُ كَمَا سَيَأْتِي :
الْقَوْلُ الثَّانِي : وَهُوَ قِسْمَانِ :
الْقِسْمُ الْأَوَّلُ : مُخْتَلَفٌ فِيهِ بَيْنَ الْقَطْعِ وَالْوَصْلِ وَذَلِكَ فِي الْمَوَاضِعِ الْأَحَدَ عَشَرَ الْمُتَقَدِّمَةِ كُلِّهَا أَيِ الْعَشْرِ الْمُخْتَلَفِ فِيهَا وَالْمَوْضِعِ الْمُتَّفَقِ عَلَى قَطْعِهِ فِي سُورَةِ الشُّعَرَاءِ فِي الْقَوْلِ الْأَوَّلِ .
الْقِسْمُ الثَّانِي : الْوَصْلُ قَوْلًا وَاحِدًا فِي الْمَوَاضِعِ الْعَشْرَةِ وَالْقَطْعُ فِي الْحَادِيَ
[ ص: 439 ] عَشَرَ وَهُوَ مَوْضِعُ الشُّعَرَاءِ . ذَكَرَ هَذَا الْقَوْلَ الْحَافِظُ
nindex.php?page=showalam&ids=12111أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ فِي الْمُقْنِعِ .
الْقَوْلُ الثَّالِثُ : وَهُوَ قِسْمَانِ أَيْضًا .
أَوَّلُهَا : الْقَطْعُ فِي الْمَوَاضِعِ الْأَحَدَ عَشَرَ الْمُتَقَدِّمِ ذِكْرُهَا .
ثَانِيهِمَا : الْوَصْلُ قَوْلًا وَاحِدًا فِي الْمَوَاضِعِ الْعَشْرَةِ وَالْقَطْعُ فِي الْحَادِيَ عَشَرَ وَهُوَ مَوْضِعُ الشُّعَرَاءِ كَالْقِسْمِ الثَّانِي عِنْدَ
nindex.php?page=showalam&ids=12111الدَّانِيِّ . ذَكَرَ هَذَا الْقَوْلَ الْإِمَامُ
nindex.php?page=showalam&ids=14563الشَّاطِبِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي الْعَقِيلَةِ .
الْقَوْلُ الرَّابِعُ : وَيَنْقَسِمُ إِلَى ثَلَاثَةِ أَقْسَامٍ :
الْقِسْمُ الْأَوَّلُ : الْقَطْعُ قَوْلًا وَاحِدًا فِي الْمَوَاضِعِ الْأَحَدَ عَشْرَةَ الْمُتَقَدِّمَةِ غَيْرَ مَرَّةٍ .
الْقِسْمُ الثَّانِي : الْقَطْعُ فِي تِلْكَ الْمَوَاضِعِ عَلَى الْمَشْهُورِ .
الْقِسْمُ الثَّالِثُ : مُخْتَلَفٌ فِيهِ بَيْنَ الْقَطْعِ وَالْوَصْلِ وَذَلِكَ فِي تِسْعَةِ مَوَاضِعَ مِنَ الْمَوَاضِعِ الْأَحَدَ عَشَرَ بِاسْتِثْنَاءِ مَوْضِعَيِ الْأَنْبِيَاءِ وَالشُّعَرَاءِ فَفِيهِمَا الْقَطْعُ وَهَذَا مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ
nindex.php?page=showalam&ids=11998أَبُو دَاوُدَ فِي التَّنْزِيلِ، ذَكَرَ هَذَا الْقَوْلَ الْإِمَامُ
الْخَرَّازُ فِي مَوْرِدِ الظَّمْآنِ .
تَتِمَّةٌ : بَقِيَ قِسْمٌ ثَالِثٌ لِكُلٍّ مِنَ الْقَوْلِ الثَّانِي وَالثَّالِثِ وَبَقِيَ قِسْمٌ رَابِعٌ لِلْقَوْلِ الرَّابِعِ وَهَذِهِ الْأَقْسَامُ الْبَاقِيَةُ كُلُّهَا مُتَّفَقٌ فِيهَا عَلَى الْوَصْلِ أَيْ وَصْلِ " فِي " بِـ " مَا " وَذَلِكَ فِيمَا سِوَى الْمَوَاضِعِ الْأَحَدَ عَشَرَ الْمَذْكُورَةِ فِي كُلٍّ مِنْهَا وَهُوَ كَالْقِسْمِ الثَّالِثِ مِنَ الْقَوْلِ الْأَوَّلِ فَتَنَبَّهْ. وَيَتَحَصَّلُ مِمَّا ذُكِرَ فِي الْأَقْوَالِ الْأَرْبَعَةِ أَنَّ الْمَوَاضِعَ الْأَحَدَ عَشَرَ كُلُّهَا فِيهَا الْخِلَافُ بَيْنَ الْقَطْعِ وَالْوَصْلِ حَتَّى مَوْضِعُ الشُّعَرَاءِ الْمُتَّفَقِ عَلَى قَطْعِهِ فِي الْقَوْلِ الْأَوَّلِ، وَهَذِهِ الْأَقْوَالُ كُلُّهَا صَحِيحَةٌ فَاخْتَرْ لِنَفْسِكَ أَيُّهَا الْقَارِئُ مَا يَرُوقُ لَكَ وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ .
" تَذْيِيلٌ " : إِذَا دَخَلَتْ " فِي " الْجَارَّةُ عَلَى " مَا " الِاسْتِفْهَامِيَّةِ مَحْذُوفَةِ الْأَلِفِ فَلَا خِلَافَ فِي وَصْلِهَا بِهَا فِي عُمُومِ الْمَصَاحِفِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=97فِيمَ كُنْتُمْ وَقَوْلِهِ
[ ص: 440 ] سُبْحَانَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=43فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا بِسُورَةِ النَّازِعَاتِ . وَقَدْ أَشَارَ الْحَافِظُ
ابْنُ الْجَزَرِيِّ إِلَى الْكَلِمَاتِ الثَّلَاثِ الَّتِي بَعْدَ الْعَشْرِ فِي الْمُقَدِّمَةِ الْجَزَرِيَّةِ بِقَوْلِهِ :
وَكُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَاخْتُلِفْ رُدُّوا كَذَا قُلْ بِئْسَمَا وَالْوَصْلُ صِفْ خَلَفْتُمُونِي وَاشْتَرَوْا فِي مَا اقْطَعَا
أُوحِي أَفَضْتُمُ اشْتَهَتْ يَبْلُوا مَعَا ثَانِي فَعَلْنَ وَقَعَتْ رُومٌ كِلَا
تَنْزِيلٌ شُعَرَا وَغَيْرَ ذِي صِلَا
الْكَلِمَةُ الرَّابِعَةَ عَشْرَةَ : " أَيْنَ " مَعَ " مَا " وَهِيَ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ ثَلَاثَةُ أَقْسَامٍ :
الْقِسْمُ الْأَوَّلُ : مَوْصُولٌ بِاتِّفَاقٍ أَيْ وَصْلُ النُّونِ مِنْ " أَيْنَ " بِالْمِيمِ مِنْ " مَا " فِي مَوْضِعَيْنِ اثْنَيْنِ هُمَا قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=115فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ بِسُورَةِ الْبَقَرَةِ وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=76أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ بِسُورَةِ النَّحْلِ .
الْقِسْمُ الثَّانِي : مُخْتَلَفٌ فِيهِ بَيْنَ الْقَطْعِ وَالْوَصْلِ فَرُسِمَ فِي بَعْضِ الْمَصَاحِفِ مَقْطُوعًا وَفِي بَعْضِهَا مَوْصُولًا وَذَلِكَ فِي ثَلَاثَةِ مَوَاضِعَ :
الْأَوَّلُ : قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=78أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ بِسُورَةِ النِّسَاءِ .
الثَّانِي : قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=92أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=93مِنْ دُونِ اللَّهِ بِسُورَةِ الشُّعَرَاءِ .
الثَّالِثُ : قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=61أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا بِسُورَةِ الْأَحْزَابِ .
الْقِسْمُ الثَّالِثُ : مَقْطُوعٌ بِاتِّفَاقٍ أَيِ اتَّفَقَتِ الْمَصَاحِفُ عَلَى قَطْعِ " أَيْنَ " عَنْ " مَا " وَذَلِكَ فِيمَا سِوَى الْمَوْضِعَيْنِ الْمُتَّفَقِ عَلَى الْوَصْلِ فِيهِمَا وَالْمَوَاضِعِ الثَّلَاثَةِ الْمُخْتَلَفِ فِيهَا بَيْنَ الْقَطْعِ وَالْوَصْلِ وَذَلِكَ نَحْوَ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=148أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا بِسُورَةِ الْبَقَرَةِ ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=4وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ بِسُورَةِ
[ ص: 441 ] الْحَدِيدِ ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=7إِلا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا بِسُورَةِ الْمُجَادَلَةِ وَمَا إِلَى ذَلِكَ .
هَذَا : وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي الْأَشْهَرِ فِي الْمَوَاضِعِ الثَّلَاثَةِ الْمُخْتَلَفِ فِيهَا هَلِ الْقَطْعُ أَوِ الْوَصْلُ؟ أَقْوَالٌ :
أُولَاهَا : أَنَّ الْقَطْعَ وَالْوَصْلَ يَسْتَوِيَانِ فِي مَوْضِعِ الشُّعَرَاءِ وَالْأَحْزَابِ وَأَنَّ الْقَطْعَ هُوَ الْأَشْهَرُ فِي مَوْضِعِ النِّسَاءِ، وَهَذَا هُوَ الْمَفْهُومُ مِنْ قَوْلِ الْإِمَامِ
nindex.php?page=showalam&ids=14563الشَّاطِبِيِّ فِي الْعَقِيلَةِ :
وَالْخُلْفُ فِي سُورَةِ الْأَحْزَابِ وَالشُّعَرَا وَفِي النِّسَاءِ يَقِلُّ الْوَصْلُ مُعْتَمِرَا
وَقَدْ مَشَى عَلَى هَذَا الْقَوْلِ بَعْضُ شُرَّاحِ الْمُقَدِّمَةِ الْجَزَرِيَّةِ وَغَيْرِهِمْ .
وَقَدْ أَشَارَ الْحَافِظُ
ابْنُ الْجَزَرِيِّ فِي الْمُقَدِّمَةِ الْجَزَرِيَّةِ إِلَى الْكَلِمَةِ الرَّابِعَةَ عَشْرَةَ بِقَوْلِهِ :
فَأَيْنَمَا كَالنَّحْلِ صِلْ وَمُخْتَلَفْ فِي الشُّعَرَا الْأَحْزَابِ وَالنِّسَا وُصِفْ
ا هـ
الْكَلِمَةُ الْخَامِسَةَ عَشْرَةَ : " إِنْ " مَكْسُورَةُ الْهَمْزَةِ سَاكِنَةُ النُّونِ وَهِيَ الشَّرْطِيَّةُ مَعَ " لَمِ " الْجَازِمَةِ وَهِيَ فِي كِتَابِ اللَّهِ نَوْعَانِ :
الْأَوَّلُ : مَوْصُولٌ بِاتِّفَاقٍ - أَيِ اتَّفَقَتِ الْمَصَاحِفُ فِيهِ عَلَى وَصْلِ " إِنْ " بِـ " لَمْ " وَتُدْغَمُ النُّونُ فِي اللَّامِ لَفْظًا وَخَطًّا وَذَلِكَ فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ فِي التَّنْزِيلِ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=14فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ بِسُورَةِ سَيِّدِنَا
هُودٍ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ .
الثَّانِي : مَقْطُوعٌ بِاتِّفَاقٍ - أَيِ اتَّفَقَتِ الْمَصَاحِفُ فِيهِ عَلَى قَطْعِ " إِنْ " عَنْ " لَمْ " وَتُدْغَمُ النُّونُ فِي اللَّامِ لَفْظًا لَا خَطًّا وَيُوقَفُ عَلَى النُّونِ اضْطِرَارًا أَوِ اخْتِبَارًا " بِالْمُوَحَّدَةِ " وَذَلِكَ فِي غَيْرِ الْمَوْضِعِ الْمُتَّفَقِ فِيهِ عَلَى الْوَصْلِ حَيْثُ وَرَدَ فِي التَّنْزِيلِ سَوَاءٌ كَانَتْ " إِنْ " مُقْتَرِنَةً بِالْفَاءِ أَمْ بِاللَّامِ أَمْ بِالْوَاوِ أَمْ لَمْ تَقْتَرِنْ .
فَمِثَالُ الْمُقْتَرِنَةِ بِالْفَاءِ نَحْوَ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=24فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا وَقَوْلِهِ
[ ص: 442 ] سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=282فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ الْمَوْضِعَانِ بِسُورَةِ الْبَقَرَةِ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=50فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ بِسُورَةِ الْقَصَصِ.
وَمِثَالُ الْمُقْتَرِنَةِ بِالْوَاوِ نَحْوَ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=67وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=73وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ الْمَوْضِعَانِ بِسُورَةِ الْمَائِدَةِ.
وَمِثَالُ الْمُقْتَرِنَةِ بِاللَّامِ نَحْوَ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=149لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا بِسُورَةِ الْأَعْرَافِ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=60لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ بِسُورَةِ الْأَحْزَابِ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=15لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِسُورَةِ الْعَلَقِ.
وَمِثَالُ غَيْرِ الْمُقْتَرِنَةِ بِشَيْءٍ مِنْ هَذِهِ الْحُرُوفِ الثَّلَاثَةِ نَحْوَ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=6إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِسُورَةِ الْكَهْفِ وَمَا إِلَى ذَلِكَ .
وَأَمَّا " إِنِ " الشَّرْطِيَّةُ مَعَ " لَا " النَّافِيَةِ فَاتَّفَقَتِ الْمَصَاحِفُ عَلَى وَصْلِهَا بِهَا وَإِدْغَامِ النُّونِ فِي اللَّامِ لَفْظًا وَخَطًّا نَحْوَ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=73إِلا تَفْعَلُوهُ بِسُورَةِ الْأَنْفَالِ ، وَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=39إِلا تَنْفِرُوا وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=40إِلا تَنْصُرُوهُ الْمَوْضِعَانِ بِسُورَةِ التَّوْبَةِ ، وَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=47وَإِلا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي بِسُورَةِ سَيِّدِنَا
هُودٍ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ .
الْكَلِمَةُ السَّادِسَةَ عَشْرَةَ : " أَنِ " الْمَصْدَرِيَّةُ مَعَ " لَنِ " النَّاصِبَةِ . وَرَدَتْ هَذِهِ
[ ص: 443 ] الْكَلِمَةُ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ عَلَى ثَلَاثَةِ أَقْسَامٍ :
الْقِسْمُ الْأَوَّلُ : مَوْصُولٌ بِاتِّفَاقٍ أَيِ اتَّفَقَتِ الْمَصَاحِفُ عَلَى وَصْفِ " أَنْ " بِـ " لَنْ " وَإِدْغَامِ النُّونِ فِي اللَّامِ لَفْظًا وَخَطًّا وَذَلِكَ فِي مَوْضِعَيْنِ اثْنَيْنِ فِي التَّنْزِيلِ .
أَوَّلُهُمَا : قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=48أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا بِسُورَةِ الْكَهْفِ .
وَثَانِيهِمَا : قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=3أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ بِسُورَةِ الْقِيَامَةِ .
الْقِسْمُ الثَّانِي : مُخْتَلَفٌ فِيهِ بَيْنَ الْقَطْعِ وَالْوَصْلِ وَذَلِكَ فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ بِسُورَةِ الْمُزَّمِّلِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فَرُسِمَ فِي جُلِّ الْمَصَاحِفِ مَقْطُوعًا وَفِي أَقَلِّهَا مَوْصُولًا وَالْقَطْعُ هُوَ الْأَشْهَرُ وَعَلَيْهِ الْعَمَلُ .
هَذَا : وَلَمْ يَتَعَرَّضْ لِهَذَا الْمَوْضِعِ الْحَافِظُ
ابْنُ الْجَزَرِيِّ فِي الْمُقَدِّمَةِ وَلَا فِي النَّشْرِ وَلَا غَيْرِهِ مِنَ الْعُلَمَاءِ وَتَعَرَّضَ لَهُ الْحَافِظُ
nindex.php?page=showalam&ids=12111أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ فِي الْمُقْنِعِ وَكَذَلِكَ الْإِمَامُ
الْخَرَّازُ تَعَرَّضَ لَهُ فِي مَوْرِدِ الظَّمْآنِ نَقْلًا عَنِ
الْمُقْنِعِ وَشَهَّرَ فِيهِ الْقَطْعَ وَفِيهِ يَقُولُ :
كَذَاكَ فِي الْمُزَّمِّلِ الْوَصْلُ ذُكِرَ فِي مُقْنِعٍ عَنْ بَعْضِهِمْ وَمَا شُهِرْ
ا هـ
الْقِسْمُ الثَّالِثُ : مَقْطُوعٌ بِاتِّفَاقٍ أَيِ اتَّفَقَتِ الْمَصَاحِفُ عَلَى قَطْعِ " أَنْ " عَنْ " لَنْ " وَإِدْغَامِ النُّونِ فِي اللَّامِ لَفْظًا لَا خَطًّا : وَالْوَقْفُ عَلَى " أَنِ " اضْطِرَارًا أَوِ اخْتِبَارًا " بِالْمُوَحَّدَةِ " وَذَلِكَ فِي غَيْرِ مَوْضِعَيِ الْوَصْلِ الْمُتَّفَقِ عَلَيْهِمَا وَغَيْرِ الْمُخْتَلَفِ فِيهِ بَيْنَ الْقَطْعِ وَالْوَصْلِ . وَذَلِكَ نَحْوَ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=87أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ بِسُورَةِ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، وَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=5أَنْ لَنْ تَقُولَ الإِنْسُ وَالْجِنُّ بِسُورَةِ الْجِنِّ،
[ ص: 444 ] وَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=5أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ بِسُورَةِ الْبَلَدِ وَمَا إِلَى ذَلِكَ .
الْكَلِمَةُ السَّابِعَةَ عَشْرَةَ : " كَيِ " النَّاصِبَةُ مَعَ " لَا " النَّافِيَةِ جَاءَتْ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ فِي سَبْعَةِ مَوَاضِعَ وَتَنْقَسِمُ إِلَى قِسْمَيْنِ :
الْقِسْمُ الْأَوَّلُ : مَوْصُولٌ بِاتِّفَاقٍ أَيِ اتَّفَقَتِ الْمَصَاحِفُ عَلَى وَصْلِ " كَيْ " بِـ " لَا " وَذَلِكَ فِي أَرْبَعَةِ مَوَاضِعَ مِنَ السَّبْعَةِ وَهِيَ :
الْأَوَّلُ : قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=153لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ بِسُورَةِ آلِ عِمْرَانَ .
الثَّانِي : قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا بِسُورَةِ الْحَجِّ .
الثَّالِثُ : قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=50لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ بِسُورَةِ الْأَحْزَابِ وَهُوَ الْمَوْضِعُ الثَّانِي بِهَا .
الرَّابِعُ : قَوْلُهُ عَزَّ شَأْنُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=23لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ بِسُورَةِ الْحَدِيدِ .
الْقِسْمُ الثَّانِي : مَقْطُوعٌ بِاتِّفَاقٍ - أَيِ اتَّفَقَتِ الْمَصَاحِفُ عَلَى قَطْعِ " كَيْ " عَنْ " لَا " وَذَلِكَ فِي ثَلَاثَةِ مَوَاضِعَ وَهِيَ بَقِيَّةُ السَّبْعَةِ الْمُشَارِ إِلَيْهَا آنِفًا وَفِيمَا يَلِي ذَكَرُهَا :
الْأَوَّلُ : قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=70لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا بِسُورَةِ النَّحْلِ .
الثَّانِي : قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=37لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ الْمَوْضِعُ الْأَوَّلُ بِسُورَةِ الْأَحْزَابِ .
الثَّالِثُ : قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=7كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ بِسُورَةِ الْحَشْرِ .
[ ص: 445 ] الْكَلِمَةُ الثَّامِنَةَ عَشْرَةَ : " عَنِ " الْجَارَّةُ مَعَ " مِنِ " الْمَوْصُولَةِ وَهِيَ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى قِسْمٌ وَاحِدٌ وَقَدِ اتَّفَقَتِ الْمَصَاحِفُ فِيهِ عَلَى قَطْعِ " عَنْ " عَنْ " مِنْ " وَتُدْغَمُ فِيهِ النُّونُ لَفْظًا لَا خَطًّا وَذَلِكَ فِي مَوْضِعَيْنِ اثْنَيْنِ فِي التَّنْزِيلِ لَا ثَالِثَ لَهُمَا وَهُمَا : قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=43وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ بِسُورَةِ النُّورِ ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=29فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا بِسُورَةِ النَّجْمِ .
الْكَلِمَةُ التَّاسِعَةَ عَشْرَةَ : " يَوْمَ " مَفْتُوحُ الْمِيمِ مَعَ " هُمُ " الضَّمِيرِ الْمُنْفَصِلِ الْمَرْفُوعِ الْمَحَلِّ وَهِيَ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ قِسْمٌ وَاحِدٌ وَقَدْ أَجْمَعَتِ الْمَصَاحِفُ عَلَى الْقَطْعِ فِيهِ أَيْ قَطْعِ " يَوْمَ " عَنْ " هُمْ " وَذَلِكَ فِي مَوْضِعَيْنِ اثْنَيْنِ لَا ثَالِثَ لَهُمَا فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ :
أَوَّلُهُمَا : قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ بِسُورَةِ غَافِرٍ .
وَثَانِيهِمَا : قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=13يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ بِسُورَةِ الذَّارِيَاتِ .
أَمَّا إِذَا كَانَ الضَّمِيرُ مَجْرُورَ الْمَحَلِّ فَاتَّفَقَتِ الْمَصَاحِفُ عَلَى وَصْلِهِ بِـ " يَوْمَ " نَحْوَ قَوْلِهِ تَعَالَى : " حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ " بِسُورَةِ الزُّخْرُفِ وَالْمَعَارِجِ وَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=45حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ بِسُورَةِ الطُّورِ وَكَذَلِكَ اتَّفَقَتِ
[ ص: 446 ] الْمَصَاحِفُ عَلَى وَصْلِ كَلِمَةِ " يَوْمِهِمْ " مَكْسُورِ الْمِيمِ وَالْهَاءِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=60فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ آخِرَ سُورَةِ الذَّارِيَاتِ .
الْكَلِمَةُ الْعِشْرُونَ : " لَامُ الْجَرِّ مَعَ " مَجْرُورِهَا " وَهِيَ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ قِسْمَانِ :
الْقِسْمُ الْأَوَّلُ : مَقْطُوعٌ بِاتِّفَاقِ الْمَصَاحِفِ الْعُثْمَانِيَّةِ أَيْ قَطْعُ " اللَّامِ " عَنْ مَجْرُورِهَا وَذَلِكَ فِي أَرْبَعَةِ مَوَاضِعَ وَهِيَ :
الْأَوَّلُ : قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=78يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا بِسُورَةِ النِّسَاءِ.
الثَّانِي : قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=49مَالِ هَذَا الْكِتَابِ بِسُورَةِ الْكَهْفِ.
الثَّالِثُ : قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=7وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ بِسُورَةِ الْفُرْقَانِ.
الرَّابِعُ : قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=36فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ بِسُورَةِ الْمَعَارِجِ. وَمَا فِي هَذِهِ الْمَوَاضِعِ الْأَرْبَعَةِ اسْتِفْهَامِيَّةٌ كَلِمَةٌ بِنَفْسِهَا.
الْقِسْمُ الثَّانِي : مَوْصُولٌ بِاتِّفَاقِ الْمَصَاحِفِ الْعُثْمَانِيَّةِ أَيْ وَصْلُ " لَامِ الْجَرِّ " بِمَجْرُورِهَا وَذَلِكَ فِي غَيْرِ مَوَاضِعِ الْقَطْعِ الْأَرْبَعَةِ الْمُتَقَدِّمَةِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=35فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ بِسُورَةِ سَيِّدِنَا
يُونُسَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=154مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ بِسُورَةِ الصَّافَّاتِ، وَقَوْلِهِ عَزَّ شَأْنُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=19وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى بِسُورَةِ اللَّيْلِ وَمَا إِلَى ذَلِكَ .
هَذَا : وَالْمَفْهُومُ مِنْ كَلَامِ الْمُقَدِّمَةِ الْجَزَرِيَّةِ أَنَّ الْوَقْفَ فِي حَالَةِ الِاخْتِبَارِ
[ ص: 447 ] " بِالْمُوَحَّدَةِ " أَوِ الِاضْطِرَارِ فِي مَوَاضِعِ الْقَطْعِ الْأَرْبَعَةِ يَكُونُ عَلَى اللَّامِ . فَيُقَالُ " مَالِ " وَالْأَصَحُّ كَمَا فِي النَّشْرِ وَتَقْرِيبِهِ وَإِتْحَافِ الْبَشَرِ وَغَيْرِهِمَا جَوَازُ الْوَقْفِ عَلَى " مَا " أَيْضًا لِأَنَّهَا كَلِمَةٌ بِرَأْسِهَا مُنْفَصِلَةٌ لَفْظًا وَحُكْمًا .
فَيَتَلَخَّصُ مِنْ ذَلِكَ أَنَّ الْمَوَاضِعَ الْأَرْبَعَةَ الْمَقْطُوعَةَ فِيهَا وَجْهَانِ فِي الْوَقْفِ لِكُلِّ الْقُرَّاءِ وَهُمَا : الْوَقْفُ عَلَى " مَا " أَوْ عَلَى " اللَّامِ " اخْتِبَارًا أَوِ اضْطِرَارًا قَالَ الْعَلَّامَةُ
الطَّبَّاخُ مُشِيرًا إِلَى ذَلِكَ فِي كِتَابِهِ " هِبَةِ الْمَنَّانِ " :
وَقِفْ عَلَى مَا أَوْ عَلَى اللَّامِ لِكُلْ فِي مَالِ كَالْفُرْقَانِ سَالَ الْكَهْفُ قُلْ
ا هـ
الْكَلِمَةُ الْحَادِيَةُ وَالْعِشْرُونَ : " لَاتَ " مَعَ " حِينَ " فِي سُورَةِ ص فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=3وَلاتَ حِينَ مَنَاصٍ وَلَيْسَ غَيْرُهَا فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ . وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي قَطْعِ التَّاءِ عَنْ حِينَ وَوَصْلِهَا بِهَا وَالصَّحِيحُ الْمَشْهُورُ الَّذِي عَلَيْهِ الْعَمَلُ قِطَعُهَا وَعَلَيْهِ فَتَكُونُ " وَلَاتَ " كَلِمَةً وَ " حِينَ " كَلِمَةً أُخْرَى . وَعَلَى غَيْرِ الْمَشْهُورِ وَصْلُ التَّاءِ بِحِينَ وَعَلَيْهِ فَتَكُونُ " وَلَا " كَلِمَةً وَ " تَحِينُ " كَلِمَةً أُخْرَى وَهَذَا الْقَوْلُ لَا يُعَوَّلُ عَلَيْهِ بِدَلِيلِ أَنَّ كُلَّ الْقُرَّاءِ وَقَفُوا عَلَى " وَلَاتَ " عِنْدَ الضَّرُورَةِ سَوَاءٌ مَنْ وَقَفَ مِنْهُمْ بِالتَّاءِ أَمْ بِالْهَاءِ بَدَلًا مِنَ التَّاءِ وَلَمْ يُنْقَلْ عَنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ أَنَّهُ وَقَفَ عَلَى " وَلَا " بِدُونِ التَّاءِ . وَفِي الْمَسْأَلَةِ كَلَامٌ طَوِيلٌ اقْتَصَرْنَا مِنْهُ عَلَى الْمُعَوَّلِ عَلَيْهِ وَالْمُنَاسِبِ لِحَالِ الْمُبْتَدِئِينَ .
[ ص: 448 ] وَمَنْ أَرَادَ الْوُقُوفَ عَلَيْهِ فَلْيُرَاجِعِ الْمُطَوَّلَاتِ مِنْ كُتُبِ التَّجْوِيدِ وَالرَّسْمِ وَالْقِرَاءَاتِ وَاللَّهُ وَحْدَهُ هُوَ الْمُرْشِدُ وَالْمُعِينُ .
الْكَلِمَةُ الثَّانِيَةُ وَالْعِشْرُونَ وَالثَّالِثَةُ وَالْعِشْرُونَ : " كَالُوهُمْ " وَ " وَزَنُوهُمْ " فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=3وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ بِسُورَةِ الْمُطَفِّفِينَ وَلَيْسَ غَيْرُهُمَا فِي التَّنْزِيلِ وَقَدْ كَتَبْتَا فِي جَمِيعِ الْمَصَاحِفِ الْعُثْمَانِيَّةِ مَوْصُولَتَيْنِ وَمَعْنَى الْوَصْلِ فِيهِمَا تَرْكُ رَسْمِ الْأَلِفِ الدَّالَّةِ عَلَى الِانْفِصَالِ بَعْدَ الْوَاوِ فِي الْكَلِمَتَيْنِ . وَكَانَ عَدَمُ رَسْمِ الْأَلِفِ بَعْدَ الْوَاوِ فِي الْكَلِمَتَيْنِ دَلِيلًا عَلَى أَنَّهُمَا مَوْصُولَتَانِ بِمَا بَعْدَهُمَا . وَعَلَيْهِ : فَلَا يَجُوزُ الْوَقْفُ عَلَى كَلِمَةِ " كَالُوهُمْ " أَوْ " وَزَنُوهُمْ " دُونَ " هُمْ " مَعَهُمَا وَإِنَّمَا يَكُونُ الْوَقْفُ عَلَى كَلِمَةِ " كَالُوهُمْ " بِأَسْرِهَا وَكَذَلِكَ كَلِمَةُ " وَزَنُوهُمْ " فَتَأَمَّلْ .
قَالَ
مُلَّا عَلِيٌّ الْقَارِيُّ فِي شَرْحِ الْمُقَدِّمَةِ الْجَزَرِيَّةِ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أَبُو عَمْرٍو nindex.php?page=showalam&ids=16273وَعَاصِمٌ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَعَلِيٌّ يَعْنِي الْكِسَائِيَّ nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ أَيْ مِنَ الْأَرْبَعَةَ عَشَرَ : " كَالُوهُمْ " حَرْفٌ وَاحِدٌ أَيْ حُكْمًا وَالْأَصْلُ كَالُوا لَهُمْ فَحُذِفَتِ اللَّامُ عَلَى حَدِّ كِلْتُكَ طَعَامًا فَحُذِفَتِ اللَّامُ وَأُوقِعَ الْفِعْلُ عَلَى هُمْ فَصَارَا حَرْفًا وَاحِدًا لِأَنَّ الضَّمِيرَ الْمُتَّصِلَ مَعَ نَاصِبِهِ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ ا هـ مِنْهُ بِلَفْظِهِ .
أَمَّا كَلِمَةُ " غَضِبُوا هُمْ " فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=37وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ بِسُورَةِ الشُّورَى فَمُخَالِفَةٌ لِكَلِمَتِي " كَالُوهُمْ " وَ " وَزَنُوهُمْ " لِأَنَّ " غَضِبُوا " كَلِمَةٌ بِنَفْسِهَا وَ " هُمْ " ضَمِيرُ فَصْلٍ مَرْفُوعٌ عَلَى الِابْتِدَاءِ كَلِمَةٌ أُخْرَى وَالْخَبَرُ جُمْلَةُ " يَغْفِرُونَ " . وَلِذَلِكَ أَثْبَتُوا الْأَلِفَ بَعْدَ الْوَاوِ فِي كَلِمَةِ " غَضِبُوا " وَعَلَيْهِ فَيَجُوزُ الْوَقْفُ ضَرُورَةً أَوِ اخْتِبَارًا " بِالْمُوَحَّدَةِ " عَلَى كَلِمَةِ " غَضِبُوا " وَلَا يَصِحُّ الِابْتِدَاءُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=37هُمْ يَغْفِرُونَ لِمَا فِيهِ مِنَ الْفَصْلِ بَيْنَ الشَّرْطِ وَالْجَوَابِ بَلْ يَتَعَيَّنُ الِابْتِدَاءُ بِالشَّرْطِ وَهُمْ " وَإِذَا " لِيَكُونَ هُوَ جَوَابَهُ مَعًا خِلَافًا
لِمُلَّا عَلِيٍّ الْقَارِيِّ فَإِنَّهُ أَجَازَ الْوَقْفَ عَلَى "
[ ص: 449 ] غَضِبُوا " وَالِابْتِدَاءَ بِقَوْلِهِ : " هُمْ " وَلَيْسَ بِشَيْءٍ لِمَا تَقَدَّمَ فَتَنَبَّهْ .
الْكَلِمَةُ الرَّابِعَةُ وَالْعِشْرُونَ : " الِ " الَّتِي لِلتَّعْرِيفِ الْمَعْرُوفَةُ فِي هَذَا الْفَنِّ " بِلَامِ أَلْ " نَحْوَ " الْأَرْضِ ، اللَّيْلِ " فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=31وَجَعَلْنَا فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ بِسُورَةِ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=10وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا بِسُورَةِ النَّبَأِ وَسَوَاءٌ كَانَتْ شَمْسِيَّةً أَمْ قَمَرِيَّةً اتَّفَقَتْ جَمِيعُ الْمَصَاحِفِ عَلَى وَصْلِهَا بِمَا بَعْدَهَا قِرَاءَةً وَرَسْمًا وَلَا يَجُوزُ الْوَقْفُ عَلَى " أَلْ " وَالِابْتِدَاءُ بِـ " الْأَرْضِ " أَوْ بِـ " اللَّيْلِ " بَلِ الْوَقْفُ عَلَى كَلِمَةِ " الْأَرْضِ " بِأَكْمَلِهَا وَالِابْتِدَاءُ مِنْهَا وَكَذَلِكَ كَلِمَةُ " اللَّيْلِ " وَنَحْوِهِمَا فِي التَّنْزِيلِ وَهُوَ كَثِيرٌ فَتَأَمَّلْ .
الْكَلِمَةُ الْخَامِسَةُ وَالْعِشْرُونَ : " هَا " الَّتِي لِلتَّنْبِيهِ مِنْ كَلِمَتَيْ " هَؤُلَاءِ ، وَهَا أَنْتُمْ " خَاصَّةً فِي قَوْلِهِ : " هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ " فِي كُلٍّ مِنْ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ وَالنِّسَاءِ وَالْقِتَالِ . وَقَدْ تَنْفَرِدُ كَلِمَةُ " هَؤُلَاءِ " وَحْدَهَا وَهِيَ كَثِيرَةٌ فِي التَّنْزِيلِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=20كُلا نُمِدُّ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ بِسُورَةِ الْإِسْرَاءِ وَمَا إِلَى ذَلِكَ فَقَدِ اتَّفَقَتِ الْمَصَاحِفُ عَلَى وَصْلِ " هَا " التَّنْبِيهِ بِمَا بَعْدَهَا قِرَاءَةً وَرَسْمًا وَلَا يَجُوزُ الْوَقْفُ عَلَى " هَا " وَالِابْتِدَاءُ بِـ " أَنْتُمْ " أَوْ بِـ " هَؤُلَاءِ " بَلِ الْوَقْفُ عَلَى كَلِمَةِ " هَؤُلَاءِ " بِأَسْرِهَا وَمِثْلُهَا " هَا أَنْتُمْ " وَالِابْتِدَاءُ مِنْهُمَا كَذَلِكَ .
الْكَلِمَةُ السَّادِسَةُ وَالْعِشْرُونَ : " يَا " الَّتِي لِلنِّدَاءِ نَحْوَ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=21يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=73يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَقَوْلِهِ عَزَّ شَأْنُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=8يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا [ ص: 450 ] ، وَقَوْلِهِ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=43يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ وَمَا إِلَى ذَلِكَ فَقَدْ أَجْمَعَتِ الْمَصَاحِفُ الْعُثْمَانِيَّةُ عَلَى وَصْلِ " يَا " الَّتِي لِلنِّدَاءِ بِمَا بَعْدَهَا رَسْمًا وَقِرَاءَةً . وَلَا يَجُوزُ الْوَقْفُ عَلَى " يَا " وَالِابْتِدَاءُ بِـ " أَيُّهَا " أَوْ " بِمَرْيَمَ " أَوْ " بِأَرْضٍ " أَوْ " بِسَمَاءٍ " بَلِ الْوَقْفُ عَلَى كَلِمَةِ " يَا أَيُّهَا " بِأَسْرِهَا وَالِابْتِدَاءُ مِنْهَا كَذَلِكَ وَمِثْلُهَا " يَا مَرْيَمُ " وَ " يَا أَرْضُ " " وَيَا سَمَاءُ " إِلَى آخِرِ مَا هُنَاكَ .
وَقَدْ أَشَارَ الْحَافِظُ
ابْنُ الْجَزَرِيِّ فِي الْمُقَدِّمَةِ الْجَزَرِيَّةِ إِلَى الْكَلِمَاتِ مِنَ الْخَامِسَةَ عَشْرَةَ إِلَى نِهَايَةِ السَّادِسَةِ وَالْعِشْرِينَ بِقَوْلِهِ :
وَصِلْ فَإِلَّمْ هُودَ أَلَّنْ نَجْعَلَا نَجْمَعَ كَيْلَا تَحْزَنُوا تَأْسَوْا عَلَى
حَجٌّ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَقَطْعُهُمْ عَنْ مَنْ يَشَاءُ مَنْ تَوَلَّى يَوْمَ هُمْ
وَمَالِ هَذَا وَالَّذِينَ وَهَؤُلَا تَحِينَ فِي الْإِمَامِ صِلْ وَوُهِّلَا
كَالُوهُمُ أَوْ وَزَنُوهُمُ صِلْ كَذَا مِنْ آلِ وَيَا وَهَا لَا تَفْصِلْ
وَبِهَذَا يَنْقَضِي كَلَامُنَا عَنِ الْكَلِمَاتِ الْمَقْطُوعَةِ وَالْمَوْصُولَةِ اتَّفَاقًا وَاخْتِلَافًا الْوَارِدِ ذِكْرُهَا فِي الْمُقَدِّمَةِ الْجَزَرِيَّةِ لِلْحَافِظِ
ابْنِ الْجَزَرِيِّ . وَقَدْ ذَكَرْنَا مَعَهَا اسْتِطْرَادًا بَعْضَ كَلِمَاتٍ لَمْ تَرِدْ فِي الْمُقَدِّمَةِ هَذِهِ لِاقْتِضَاءِ الْمَقَامِ ذِكْرَهَا هُنَا . وَنَشْرَعُ الْآنَ بِمَشِيئَةِ اللَّهِ تَعَالَى فِي بَيَانِ الْكَلِمَاتِ الَّتِي يَجِبُ عَلَى قَارِئِ الْقُرْآنِ مَعْرِفَتُهَا وَالْإِلْمَامُ بِالْأَحْكَامِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِهَا فِي كِتَابَتِهَا مَقْطُوعَةً أَوْ مَوْصُولَةً مِمَّا لَمْ يَرِدْ لَهُ ذِكْرٌ فِي الْمُقَدِّمَةِ الْجَزَرِيَّةِ فِي فَصْلٍ عَقَدْنَاهُ خَاصًّا لِهَذَا الْغَرَضِ فَنَقُولُ وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ وَمِنْهُ نَسْتَمِدُّ الْعَوْنَ وَالْقَوْلَ .