الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
باب ما لا يدعى على المحدود

الفصل الأول

3625 - عن عمر بن الخطاب أن رجلا اسمه عبد الله يلقب حمارا كان يضحك النبي صلى الله عليه وسلم وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد جلده في الشراب فأتي به يوما فأمر به فجلد فقال رجل من القوم : اللهم العنه ما أكثر ما يؤتى به . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تلعنوه فوالله ما علمت أنه يحب الله ورسوله . رواه البخاري .

التالي السابق


الفصل الأول

3625 - ( وعن عمر بن الخطاب ) رضي الله عنه ( أن رجلا اسمه عبد الله يلقب حمارا كان يضحك النبي صلى الله عليه وسلم ) أي يتسبب بالمطايبة لضحكه ( وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد جلده ) أي مرة ( في الشراب ) أي في شربه وفي نسخة في الشرب ( فأتي به يوما ) أي أخذ ( فأمر به فجلد فقال رجل من القوم : اللهم العنه ) أي أبعده عن رحمتك ( ما أكثر ما يؤتى به ) ما الأولى تعجبية والثانية مصدرية أي ما أكثر إتيانه كقولك ما [ ص: 2377 ] أحسن زيدا ( فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تلعنوه ) نظيره مر فتذكر ( فوالله ما علمت ) بضم التاء ( أنه ) بفتح الهمزة فما مبتدأ خبره أنه أي الذي علمت أنه أو هو خبر مبتدأ محذوف أي هو الذي علمت أنه ، وأن مع اسمه وخبره سد مسد مفعولي علمت ، والجملة جواب القسم ، وفي مطالع الأنوار : معناه فوالله الذي علمته أنه ، قال الطيبي : فعلى هذا علم بمعنى عرف وأنه خبر الموصول أو مصدرية أي علمي به أنه ( يحب الله ورسوله ) وقيل : ما زائدة ، أي والله لقد علمت منه ذلك لكنه قد يصدر منه الزلة ، وقيل : ما نافية والتاء على الخطاب ، أي ما علمت على طريق التقرير ، قال الطيبي : ويصح حينئذ كسر أنه وفتحها والكسر على جواب القسم ، وفي رواية شرح السنة : إلا أنه ، وهو ظاهر وفي الحديث أنه لا يجوز لعن المذنب بخصوصه وأن محبة الله ومحبة رسوله موجبتان للزلفى من الله والقربى منه فلا يجوز لعنه ; لأنه طرد من رحمته ( رواه البخاري ) .




الخدمات العلمية