الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( جهد ) فيه : لا هجرة بعد الفتح ، ولكن جهاد ونية الجهاد : محاربة الكفار ، وهو المبالغة واستفراغ ما في الوسع والطاقة من قول أو فعل . يقال جهد الرجل في الشيء : أي جد فيه وبالغ ، وجاهد في الحرب مجاهدة وجهادا . والمراد بالنية إخلاص العمل لله تعالى : أي إنه لم يبق بعد فتح مكة هجرة ; لأنها قد صارت دار إسلام ، وإنما هو الإخلاص في الجهاد وقتال الكفار .

                                                          * وفي حديث معاذ رضي الله عنه : " أجتهد رأيي " الاجتهاد : بذل الوسع في طلب الأمر ، [ ص: 320 ] وهو افتعال من الجهد : الطاقة . والمراد به : رد القضية التي تعرض للحاكم من طريق القياس إلى الكتاب والسنة . ولم يرد الرأي الذي يراه من قبل نفسه من غير حمل على كتاب أو سنة .

                                                          * وفي حديث أم معبد : " شاة خلفها الجهد عن الغنم " قد تكرر لفظ الجهد والجهد في الحديث كثيرا ، وهو بالضم : الوسع والطاقة ، وبالفتح المشقة . وقيل المبالغة والغاية . وقيل هما لغتان في الوسع والطاقة ، فأما في المشقة والغاية فالفتح لا غير . ويريد به في حديث أم معبد : الهزال .

                                                          * ومن المضموم حديث الصدقة : أي الصدقة أفضل ؟ قال : جهد المقل أي قدر ما يحتمله حال القليل المال .

                                                          ( هـ ) ومن المفتوح حديث الدعاء : أعوذ بك من جهد البلاء أي الحالة الشاقة .

                                                          * وحديث عثمان رضي الله عنه : " والناس في جيش العسرة مجهدون معسرون " يقال جهد الرجل فهو مجهود : إذا وجد مشقة . وجهد الناس فهم مجهودون : إذا أجدبوا . فأما أجهد فهو مجهد بالكسر : فمعناه ذو جهد ومشقة ، وهو من أجهد دابته إذا حمل عليها في السير فوق طاقتها . ورجل مجهد : إذا كان ذا دابة ضعيفة من التعب . فاستعاره للحال في قلة المال . وأجهد فهو مجهد بالفتح : أي أنه أوقع في الجهد : المشقة .

                                                          ( س ) وفي حديث الغسل : إذا جلس بين شعبها الأربع ثم جهدها أي دفعها وحفزها . يقال جهد الرجل في الأمر : إذا جد فيه وبالغ .

                                                          * وفي حديث الأقرع والأبرص : فوالله لا أجهدك اليوم بشيء أخذته لله أي لا أشق عليك وأردك في شيء تأخذه من مالي لله تعالى . وقيل : الجهد من أسماء النكاح .

                                                          ( هـ ) وفي حديث الحسن : " لا يجهد الرجل ماله ثم يقعد يسأل الناس " أي يفرقه جميعه هاهنا وهاهنا .

                                                          ( هـ ) وفيه : أنه صلى الله عليه وسلم نزل بأرض جهاد هي بالفتح : الصلبة . وقيل : التي لا نبات بها .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية