الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        فأعلم - جل وعز - أن الميتة حرام وأن ما قصد بتذكيته اتباع أمر الله - عز وجل - فذلك الحلال؛ فقال : وما لكم ألا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه ؛ وموضع " أن " ؛ نصب؛ لأن " في " ؛ سقطت؛ فوصل المعنى إلى " أن " ؛ فنصبها؛ المعنى : " أي شيء يقع لكم في ألا تأكلوا؟ " ؛ وسيبويه يجيز أن يكون موضع " أن " ؛ جرا؛ وإن سقطت " في " ؛ والنصب عنده أجود؛ قال أبو إسحاق : ولا اختلاف بين الناس في أن الموضع نصب؛ وقد فصل لكم ما حرم عليكم ؛ و " حرم " ؛ جميعا؛ أي : فصل لكم الحلال من الحرام؛ وأحل لكم في الاضطرار ما حرم عليكم. [ ص: 287 ] فموضع " ما " ؛ نصب في قوله : إلا ما اضطررتم إليه ؛ ومعنى " ما اضطررتم " : دعتكم شدة الضرورة؛ أي : شدة المجاعة إلى أكله؛ وإن كثيرا ليضلون بأهوائهم بغير علم ؛ أي : إن الذين يحلون الميتة ويناظرونكم في إحلالها؛ وكذلك كل ما يضلون فيه؛ إنما يتبعون فيه الهوى؛ والشهوة؛ ولا بصيرة؛ ولا علم عندهم.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية