الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                    صفحة جزء
                    1050 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن علي بن زيد النيسابوري قال ثنا عبد الله بن محمد بن مسلم قال ثنا يونس بن عبد الأعلى قال ثنا ابن وهب قال ثنا يونس بن يزيد عن ابن شهاب أن عبد الرحمن بن هنيدة حدثه : أن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - \ح\ :

                    1051 - أخبرنا محمد بن الحسين الفارسي قال أخبرنا أحمد بن سعيد الثقفي قال ثنا محمد بن يحيى الذهلي قال ثنا أبو صالح قال حدثني الليث قال حدثني يونس بن يزيد عن ابن شهاب أن عبد الرحمن بن هنيدة أخبره : عن عبد الله بن عمر قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( إذا خلق الله النسمة قال ملك الأرحام معرضا أي رب ذكر أم أنثى ؟ قال فيقضي الله إليه أمره .

                    قال ثم يقول : أي رب أشقي أم سعيد ؟ فيقضي الله إليه أمره ثم يكتب بين عينيه ما هو لاق حتى النكبة ينكبها
                    ) .

                    هذا اللفظ لحديث أبي صالح . [ ص: 657 ] وحديث يونس قريب منه.

                    1052 - أخبرنا عبيد الله بن أحمد قال أخبرنا الحسين بن إسماعيل قال ثنا أبو الأشعث قال ثنا أبو عامر \ح\ :

                    1053 - وأخبرنا عبيد الله قال أخبرنا أحمد بن العلاء قال ثنا أبو الأشعث قال ثنا أبو عامر عن الزبير بن عبد الله حدثني جعفر بن مصعب قال سمعت عروة بن الزبير يحدث : عن عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( إن الله حين يريد أن يخلق الخلق يبعث ملكا فيدخل الرحم . فيقول : أي رب ماذا ؟ فيقول : غلام أو جارية أو ما شاء أن يخلق في الرحم ؟ فيقول : أي رب أشقي أم سعيد ؟ فيقول : شقي أو سعيد . فيقول : أي رب ما أجله ؟ فيقول : كذا وكذا. فيقول : ما خلقه ؟ ما خلائقه ؟ فيقول : كذا وكذا ، فما شيء إلا هو يخلق معه في الرحم ) .

                    لفظهما قريب واللفظ لأحمد .

                    [ ص: 658 ] 1054 - أخبرنا عبيد الله بن أحمد قال أخبرنا علي بن محمد بن الجهم قال ثنا محمد بن المثنى قال ثنا عبد الرحمن بن المبارك قال ثنا حماد بن زيد عن \ح\ :

                    1055 - وأخبرنا أحمد بن محمد الطوسي قال ثنا محمد بن يعقوب قال ثنا محمد بن علي بن ميمون قال ثنا عبد الرحمن بن المبارك البصري \ح\ :

                    1056 - وأخبرنا عبيد الله بن محمد بن جعفر قال ثنا جدي محمد بن عبد الله بن عمرويه قال ثنا ابن أبي خيثمة قال ثنا عبد الرحمن بن المبارك قال ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد : عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( السعيد من سعد في بطن أمه ) ألفاظهما سواء . 1057 - أخبرنا أحمد بن عبيد قال أخبرنا علي بن عبد الله بن مبشر قال ثنا عبد الحميد بن بيان قال ثنا خالد بن عبد الله عن يحيى بن عبيد الله عن أبيه : عن أبي هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( الشقي من شقي في بطن أمه والسعيد من سعد في بطن أمه ) .

                    1058 - أخبرنا أحمد بن عبيد أخبرنا علي قال ثنا أحمد بن [ ص: 659 ] سنان قال ثنا يعقوب بن محمد الزهري قال ثنا عبد العزيز بن عمران قال ثنا عبد الله بن مصعب بن جميل بن منظور عن أبيه : عن عقبة بن عامر الجهني قال كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك فنام عن الصبح حتى طلعت الشمس فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلاها ثم مضى بقية يومه وليلته فأصبح بتبوك فخطبنا فكان في خطبته : ( الشقي من شقي في بطن أمه والسعيد من وعظ بغيره ) .

                    1059 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن قال : ثنا يحيى بن محمد بن صاعد قال : ثنا سلمة بن شبيب قال : ثنا يحيى بن عبيد الدمشقي قال : ثنا خالد بن صبيح - وهو خالد بن يزيد نسبة إلى جده - عن إسماعيل بن عبيد الله - وهو ابن أبي المهاجر الدمشقي - أن أم الدرداء حدثته قالت : ثنا أبو الدرداء أخبرنا نبينا - صلى الله عليه وسلم - قال : " فرغ الله - عز وجل - إلى كل عبد من خمس : من أجله ورزقه ومضجعه وأثره ، وشقي أم سعيد " .

                    1060 - أخبرنا علي بن محمد بن عمر قال أخبرنا أحمد بن [ ص: 960 ] خالد الحزوري قال ثنا محمد بن حميد قال ثنا يعقوب بن عبد الله عن جعفر عن سعيد بن جبير : عن ابن عباس قال : إذا وقعت النطفة في الرحم مكثت أربعة أشهر وعشرا ثم ينفخ فيها الروح ثم مكثت أربعين ليلة ثم بعث إليها ملك فنقفها في نقرة القفا وكتب شقيا أو سعيدا .

                    1061 - وحدث علي بن إبراهيم بن المعلا الشوينزي قال سمعت أبا الحسن علي بن عبيد الحافظ قال سمعت أبا عبد الله بن أبي خيثمة يقول : سمعت عمرو بن علي الفلاس يقول انحدرت من سر من رأى إلى بغداد في حاجة لي فبينا أنا أمشي في بعض الطرق إذ أنا بجمجمة قد نخرت فأخذتها فإذا على الجبهة مكتوب شقي ، والياء مكسورة إلى خلف . 1062 - أخبرنا جعفر بن عبد الله بن يعقوب قال : أخبرنا محمد بن هارون الروياني قال : ثنا عمرو بن علي قال : ثنا يزيد بن زريع قال : ثنا شعبة ، عن الأعمش \ح\ :

                    1063 - وأخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن يعقوب قال : أخبرنا محمد بن قارن بن العباس قال : ثنا أبو حاتم قال : ثنا آدم قال : ثنا شعبة ، عن الأعمش قال : سمعت سعد بن عبيدة يحدث عن أبي عبد الرحمن : [ ص: 661 ] عن علي قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جنازة فأخذ شيئا فجعل ينكت به في الأرض وقال : " ما منكم من أحد إلا كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة "

                    فقالوا : يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل ؟

                    فقال : " اعملوا فكل ميسر لما خلق له
                    : أما ما كان من أهل السعادة فييسر لعمل أهل السعادة ، وأما ما كان من أهل الشقاء فييسر لعمل أهل الشقاوة ثم قرأ : ( فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى )
                    .

                    أخرجه البخاري عن آدم .

                    ومسلم من حديث شعبة .

                    1064 - أخبرنا عيسى بن علي قال : أخبرنا عبد الله بن محمد البغوي قال : أخبرنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : ثنا أبو الأحوص ، عن \ح\ :

                    1065 - وأخبرنا عبد الرحمن بن عمر قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال : ثنا جدي يعقوب بن شيبة قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : ثنا أبو الأحوص ، عن منصور ، عن سعد بن عبيدة ، عن أبي عبد الرحمن السلمي : عن علي قال : خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فانتهينا إلى بقيع [ ص: 662 ] الغرقد فقعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قعدنا حوله وأخذ عودا فنكت به في الأرض ثم رفع رأسه فقال : " ما منكم من أحد من نفس منفوسة إلا وقد علم مكانها من الجنة أو النار شقية أو سعيدة " .

                    فقال رجل : يا رسول الله ألا ندع العمل ونقبل على كتابنا فمن كان منا من أهل السعادة صار إلى السعادة ، ومن كان منا من أهل الشقاوة صار إلى الشقوة ؟

                    فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " اعملوا فكل ميسر فمن كان من أهل الشقوة يسر لعملها ، ومن كان من أهل السعادة يسر لعملها " .

                    ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى "
                    .

                    أخرجه مسلم عن أبي بكر .

                    1066 - أخبرنا عبيد الله بن أحمد قال : أخبرنا أحمد بن العلاء قال : أخبرنا أحمد بن المقدام \ح\ :

                    1067 - وأخبرنا عبد الله بن مسلم بن يحيى قال : أخبرنا الحسين بن إسماعيل قال : ثنا أحمد بن المقدام قال : ثنا المعتمر بن سليمان قال : سمعت أبا سفيان يحدث عن عبد الله بن دينار يحدث : عن عبد الله بن عمر أنه قال : نزل ( فمنهم شقي وسعيد ) .

                    فقال عمر : يا نبي الله علام نعمل على أمر قد فرغ منه أم لم [ ص: 663 ] يفرغ منه ؟

                    قال : ( لا على أمر قد فرغ منه وجرى به الأقلام ولكن كل امرئ ميسر : " فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى "
                    ) .

                    1068 - أخبرنا جعفر بن عبد الله بن يعقوب قال : أخبرنا محمد بن هارون الروياني قال : ثنا محمد بن بشار قال : ثنا محمد بن جعفر قال : ثنا شعبة ، عن \ح\ :

                    1069 - وأخبرنا عبيد الله بن أحمد بن أسد الواسطي قال : أخبرنا الحسين بن إسماعيل قال : ثنا محمد بن الوليد قال : ثنا محمد بن جعفر قال : ثنا شعبة ، عن يزيد الرشك قال : سمعت مطرفا .

                    عن عمران بن الحصين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل - أو قيل - أيعرف أهل الجنة من أهل النار ؟

                    قال : نعم .

                    قال : ففيم يعمل العاملون ؟

                    قال : نعم كل ميسر لما خلق له
                    - أو يسر -
                    .

                    أخرجه البخاري ، ومسلم .

                    [ ص: 664 ] 1070 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس قال : ثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن نيروز - إملاء - قال : ثنا عمرو بن علي قال : ثنا الحسن بن حبيب بن ندبة قال : ثنا روح بن القاسم ، عن أبي الزبير ، عن جابر : عن سراقة قال : قلت يا نبي الله أخبرنا عن ديننا كأننا ننظر إليه قال : فيما جرت به الأقلام وثبتت به المقادير يعملون .

                    قال : " اعملوا فكل ميسر لما خلق له "
                    .

                    أخرجه مسلم .

                    1071 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن قال : أخبرنا عبد الله بن محمد البغوي قال : ثنا إسحاق بن إبراهيم المروزي قال : ثنا جعفر بن سليمان ، عن مرزوق أبي بكر ، عن أبي الزبير ، عن جابر قال : قال سراقة : يا رسول الله حدثنا عن ديننا كأننا استأنفنا الآن العمل فيما جرت به الأقلام وجرت به الكتب أو نعمل فيما نستأنف ؟

                    قال : " كل ميسر للذي خلق له " .

                    قال سراقة : ما أنت أحق بالاجتهاد مني الآن
                    .

                    1072 - أخبرنا عبيد الله بن محمد بن أحمد قال : ثنا يوسف بن يعقوب قال : ثنا جدي إسحاق بن البهلول قال : ثنا عبد الرحمن بن مهدي قال : ثنا سفيان \ح\ :

                    [ ص: 665 ] 1073 - وأخبرنا محمد بن عمر بن محمد بن حميد قال : أخبرنا أحمد بن عبد الله الوكيل قال : ثنا أحمد بن بديل قال : ثنا وكيع قال : ثنا طلحة بن يحيى ، عن عمته عائشة بنت طلحة : عن عائشة أم المؤمنين قالت : دعي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى جنازة غلام من الأنصار .

                    فقلت : يا رسول الله طوبى لهذا عصفور من عصافير الجنة لم يدركه السوء ولم يعمله .

                    قال : " أوغير ذلك ، إن الله تعالى خلق للجنة أهلا خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم ، وخلق للنار أهلا وهم في أصلاب آبائهم
                    " .

                    أخرجه مسلم عن أبي بكر عن وكيع .

                    1074 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن قال : أخبرنا عبد الله بن محمد البغوي قال : ثنا سويد بن سعيد قال : ثنا معتمر \ح\ :

                    1075 - وأخبرنا الحسن بن عثمان قال : أخبرنا أحمد بن الحسن قال : ثنا سليمان بن الأشعث قال : ثنا القعنبي قال : ثنا معتمر ، عن أبيه ، عن رقبة بن مسقلة ، عن أبي إسحاق ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس .

                    عن أبي بن كعب قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " الغلام الذي قتله الخضر طبع كافرا ، ولو عاش لأرهق أبويه طغيانا وكفرا " .

                    [ ص: 666 ] أخرجه مسلم ، وأبو داود عن القعنبي .

                    التالي السابق


                    الخدمات العلمية