الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله : ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن ؛ قال بعضهم : " التي هي أحسن " : ركوب دابته؛ واستخدام خادمه؛ وليس في [ ص: 305 ] الظاهر أن هذا هو المراد؛ وإنما " التي هي أحسن " ؛ حفظ ماله عليه؛ وتثميره بما وجد إليه السبيل؛ قوله : حتى يبلغ أشده ؛ " حتى " ؛ محمولة على المعنى؛ المعنى : احفظوه عليه حتى يبلغ أشده؛ أي : فإذا بلغ أشده فادفعوه إليه؛ وبلوغ أشده أن يؤنس منه الرشد؛ مع أن يكون بالغا؛ وقال بعضهم : " حتى يبلغ أشده " : حتى يبلغ ثماني عشرة سنة؛ ولست أعرف ما وجه ذلك بأن يبلغ قبل الثماني عشرة؛ وقد أنس منه رشدا؛ فدفع ماله إليه واجب؛ وقوله - جل وعز - : وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى ؛ أي : إذا شهدتم أو حكمتم فاعدلوا؛ ولو كان المشهود عليه؛ أو له؛ ذا قربى.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية