الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        4006 حدثني محمد بن رافع حدثنا سريج حدثنا فليح ح وحدثني محمد بن الحسين بن إبراهيم قال حدثني أبي حدثنا فليح بن سليمان عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج معتمرا فحال كفار قريش بينه وبين البيت فنحر هديه وحلق رأسه بالحديبية وقاضاهم على أن يعتمر العام المقبل ولا يحمل سلاحا عليهم إلا سيوفا ولا يقيم بها إلا ما أحبوا فاعتمر من العام المقبل فدخلها كما كان صالحهم فلما أن أقام بها ثلاثا أمروه أن يخرج فخرج

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( حدثني محمد هو ابن رافع ) هذا البعض رواه الفربري ، ووقع في رواية النسفي عن البخاري " حدثني محمد بن رافع " وكذا تقدم في الصلح مجزوما به في هذا الحديث لجميعهم ، وساقه هناك على لفظه وهنا على لفظ رفيقه . وسريح هو ابن النعمان وهو من شيوخ البخاري ، وقد يحدث عنه بواسطة كما هنا .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وحدثني محمد بن الحسين بن إبراهيم ) يعني المعروف بابن إشكاب يكنى أبا جعفر وأبوه الحسين بن إبراهيم بن الحسن العامري يكنى أبا علي خراساني سكن بغداد وطلب الحديث ولزم أبا يوسف ، وقد أدركه البخاري فإنه مات سنة ست عشرة ومائتين ، وليس له ولا لأبيه في البخاري سوى هذا الموضع .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( بالحديبية ) تقدم بيان ذلك في حديث المسور في الشروط .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( إلا سيوفا ) يعني في غمدها كما تقدم في الذي قبله .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( ولا يقيم بها إلا ما أحبوا ) بين في حديث البراء أنهم اتفقوا على ثلاثة أيام ، وقال ابن التين : قوله : " ثلاثة أيام " يخالف قوله : " إلا ما أحبوا " فيجمع بأن محبتهم لما كانت ثلاثة أيام أفصح بها الراوي معبرا عما آل إليه الحال وهو ثلاثة أيام . قلت : بل قوله : " ما أحبوا " مجمل بينته رواية ثلاثة أيام بدليل ما سأذكره من حديث البراء .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( فلما أن أقام بها ثلاثا أمروه أن يخرج فخرج ) تقدم بيان ذلك في حديث البراء ، ووقع في رواية [ ص: 581 ] زكريا عن أبي إسحاق عن البراء عند مسلم " فقالوا لعلي : هذا آخر يوم من شرط صاحبك ، فمره أن يخرج ، فذكر ذلك له فخرج " .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية