الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله : اتبعوا ما أنـزل إليكم من ربكم ؛ أي : اتبعوا القرآن؛ وما أتي به عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنه مما أنزل عليه؛ لقوله - جل وعز - : وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا

                                                                                                                                                                                                                                        ولا تتبعوا من دونه أولياء ؛ أي : لا تتولوا من عدل عن دين الحق؛ ومن ارتضى مذهبا من المذاهب؛ فالمؤمن ولي المؤمن؛ والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض وقوله - عز وجل - : قليلا ما تذكرون ؛ " ما " ؛ زائدة مؤكدة؛ المعنى : " قليلا تذكرون " ؛ وفي " تذكرون " ؛ وجهان في القراءة : " قليلا ما تذكرون " ؛ بالتشديد في الذال؛ والمعنى : " قليلا ما تتذكرون " ؛ إلا أن التاء تدغم في الذال؛ لقرب مكان هذه من مكان هذه؛ ومن قرأ : " تذكرون " ؛ فالأصل - أيضا - " تتذكرون " ؛ إلا أنه حذف إحدى التاءين؛ وهي التاء الثانية؛ لأنهما زائدتان؛ إلا أن الأولى تدل على معنى الاستقبال فلا يجوز حذفها؛ والثانية إنما دخلت على معنى " فعلت الشيء على تمهل " ؛ نحو : " تفهمت " ؛ و " تعلمت " ؛ أي : " أحدثت الشيء على مهل " ؛ وتدخل على [ ص: 317 ] معنى إظهار الشيء؛ والحقيقة غيره؛ كقولك : " تقيست " ؛ أي : أظهرت أني قيسي؛ فإنما المحذوف من " تتفعلون " الثانية؛ لأن الباقي في الكلمة من تشديد العين من " تفعل " ؛ يدل على معنى الكلمة؛ ولو حذفت تاء استقبال؛ لبطل معنى الاستقبال.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية