التفسير :
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=3إنا جعلناه قرآنا عربيا أي : سميناه ، وصيرناه ، وقد تقدم ذلك .
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=4وإنه في أم الكتاب يعني : اللوح المحفوظ .
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=4لعلي حكيم أي : رفيع محكم .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=5أفنضرب عنكم الذكر صفحا يعني : القرآن ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك .
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : المعنى : أتكذبون بالقرآن ولا تعاقبون ؟ فـ {الذكر} على هذا يراد به : ذكر العذاب ، وكذلك قال أبو صالح : {الذكر} : العذاب .
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : المعنى : أفنهلككم ولا نأمركم ، ولا ننهاكم ؟
وقيل : يعني : التذكير ؛ فكأنه قال : أفنترك تذكيركم ؛ لأن كنتم قوما مسرفين ؟ في قراءة من فتح {إن} ، ومن كسرها ؛ جعلها للشرط ، وما قبلها جوابا لها ؛ لأنها لم تعمل في اللفظ ، ويجوز أن يكون الجواب محذوفا دل عليه ما تقدم ؛ كما تقول : (أنت ظالم إن فعلت كذا ) ، ومعنى الكسر عند الزجاج الحال ؛ لأن في الكلام
[ ص: 58 ] معنى التقرير والتوبيخ .
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : سألت
الخليل عن قول
nindex.php?page=showalam&ids=14899الفرزدق : [من الطويل ]
أتغضب إن أذنا قتيبة حزتا .....................
فقال : هي مكسورة ؛ لأنه قبيح أن يفصل بين (أن ) والفعل ؛ يريد : (أن ) المفتوحة ، وذلك في المكسورة جائز على إضمار فعل آخر ؛ نحو قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=6وإن أحد من المشركين استجارك فأجره [التوبة : 6 ] .
ومعنى قوله : {صفحا} : إعراضا ، وقيل : التقدير : أفنضرب عنكم الذكر صافحين ؟ كما يقال : (جاء فلان مشيا ) .
ومعنى {مسرفين} : مشركين .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=8فأهلكنا أشد منهم بطشا أي : قوما أشد منهم بطشا .
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=8ومضى مثل الأولين أي : عقوبتهم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، وقيل : معناه : صفة الأولين ؛ بأنهم أهلكوا على كفرهم .
[ ص: 59 ] وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=13لتستووا على ظهوره أي : على ظهور هذا الجنس .
وقيل : جاء التذكير على لفظ {ما} ، وجمعت (الظهور ) على معناها ، فقدم الحمل على المعنى على الحمل على اللفظ ، والأكثر أن يقدم الحمل على اللفظ على الحمل على المعنى .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=13ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه : قيل : هو (الحمد لله ) ، وقال مجاهد : هو
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=13سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين .
ومعنى {مقرنين} في قول
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : مطيقين .
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة : {مقرنين} : ضابطين .
قال أهل اللغة : يقال : (أقرن له ) ؛ إذا أطاقه ؛ كأنه صار له قرنا .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=14وإنا إلى ربنا لمنقلبون أي : مبعوثون .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=15وجعلوا له من عباده جزءا أي : عدلا ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ؛ يعني : ما عبد من دون الله عز وجل .
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج nindex.php?page=showalam&ids=15153والمبرد : (الجزء ) ههنا : البنات .
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=15إن الإنسان لكفور مبين يعني : الكافر .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=16أم اتخذ مما يخلق بنات : لفظه لفظ الاستفهام ، ومعناه : التوبيخ .
[ ص: 60 ] وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=18أومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين : قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وغيره : يعني : النساء ، زيهن غير زي الرجال .
قتادة : ما تكلمت امرأة ولها حجة إلا جعلتها على نفسها .
ابن زيد : يعني : أصنامهم ، يصوغونها من ذهب وفضة ؛ وهو إنشاؤها .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=19وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا أي : وصفوهم بذلك ، وسموهم ، وهو قولهم : الملائكة بنات الله ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .
والقول في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=20وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم كالقول في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=148سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا [الأنعام : 148 ] .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=20ما لهم بذلك من علم مردود إلى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=19وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا ؛ أي : ما لهم بقولهم : (الملائكة بنات الله ) من علم .
وقيل : إن الرد عليهم محمول على المعنى ؛ ومعناه : ما لهم من قولهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=20لو شاء الرحمن ما عبدناهم من عذر .
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=21أم آتيناهم كتابا من قبله فهم به مستمسكون : هذا معادل لقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=19أشهدوا خلقهم ؛ والمعنى : أأحضروا خلقهم ، أم آتيناهم كتابا من قبل القرآن بما ادعوه ؟
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=22بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة أي : على طريقة ومذهب ،
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=22وإنا على آثارهم مهتدون أي : وإنا مهتدون على آثارهم ، ويجوز أن يكونا خبرين .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=24قال أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم أي : أولو جئتكم بذلك ؛
[ ص: 61 ] تقيمون على ما كنتم عليه من كفركم ؟
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=24قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون : الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ، ولفظه لفظ جمع ؛ لأن تكذيبه تكذيب لمن سواه .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=26وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون : (البراء ) : يستعمل للواحد فما فوقه ، ومعناه في التثنية والجمع : ذوا براء ، وذوو براء .
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=27إلا الذي فطرني فإنه سيهدين : استثناء متصل ؛ لأنهم عبدوا الله مع آلهتهم ، ويجوز أن يكون منقطعا .
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=28وجعلها كلمة باقية في عقبه : الضمير في {جعلها} عائد على قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=27إلا الذي فطرني ، وضمير الفاعل في {جعلها} لله عز وجل .
و (العقب ) : من يأتي بعده ،
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : هم آل محمد صلى الله عليه وسلم ، وفي الكلام تقديم وتأخير ؛ والمعنى : فإنه سيهديني ؛ لعلهم يرجعون ، وجعلها كلمة باقية في عقبه ؛ أي : قال لهم ذلك ؛ لعلهم يتوبون عن عبادة غير الله عز وجل .
مجاهد : (الكلمة الباقية ) : لا إله إلا الله .
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : لا يزال من عقبه من يعبد الله إلى يوم القيامة .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=31وقالوا لولا نـزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم أي : على رجل من
[ ص: 62 ] رجلي القريتين عظيم .
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : يعنون :
الوليد بن المغيرة من
مكة ،
وحبيب بن عمرو الثقفي من
الطائف .
nindex.php?page=showalam&ids=16815 [قتادة : الرجلان : أبو مسعود عروة بن مسعود الثقفي من الطائف ] ،
[والوليد بن المغيرة من
مكة ] .
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي :
الوليد بن المغيرة ،
[وكنانة بن عبد بن عمير من
الطائف .
وروي : أن
الوليد بن المغيرة ] كان يقول : لو كان ما يقول
محمد حقا ؛ لنزل علي ، أو على
أبي مسعود ، فقال الله عز وجل :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=32أهم يقسمون رحمت ربك ؟ يعني : أنه يصطفي من يشاء ، ويفعل ما يشاء .
التَّفْسِيرُ :
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=3إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا أَيْ : سَمَّيْنَاهُ ، وَصَيَّرْنَاهُ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذَلِكَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=4وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ يَعْنِي : اللَّوْحَ الْمَحْفُوظَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=4لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ أَيْ : رَفِيعٌ مُحْكَمٌ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=5أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا يَعْنِي : الْقُرْآنَ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكِ .
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ : الْمَعْنَى : أَتُكَذِّبُونَ بِالْقُرْآنِ وَلَا تُعَاقَبُونَ ؟ فَـ {الذِّكْرُ} عَلَى هَذَا يُرَادُ بِهِ : ذِكْرُ الْعَذَابِ ، وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو صَالِحٍ : {الذِّكْرُ} : الْعَذَابُ .
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ : الْمَعْنَى : أَفَنُهْلِكُكُمْ وَلَا نَأْمُرُكُمْ ، وَلَا نَنْهَاكُمْ ؟
وَقِيلَ : يَعْنِي : التَّذْكِيرَ ؛ فَكَأَنَّهُ قَالَ : أَفَنَتْرُكُ تَذْكِيرَكُمْ ؛ لِأَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ ؟ فِي قِرَاءَةِ مَنْ فَتَحَ {إِنْ} ، وَمَنْ كَسَرَهَا ؛ جَعَلَهَا لِلشَّرْطِ ، وَمَا قَبْلَهَا جَوَابًا لَهَا ؛ لِأَنَّهَا لَمْ تَعْمَلْ فِي اللَّفْظِ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْجَوَابُ مَحْذُوفًا دَلَّ عَلَيْهِ مَا تَقَدَّمَ ؛ كَمَا تَقُولُ : (أَنْتَ ظَالِمٌ إِنْ فَعَلْتَ كَذَا ) ، وَمَعْنَى الْكَسْرِ عِنْدَ الزَّجَّاجِ الْحَالُ ؛ لِأَنَّ فِي الْكَلَامِ
[ ص: 58 ] مَعْنَى التَّقْرِيرِ وَالتَّوْبِيخِ .
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ : سَأَلْتُ
الْخَلِيلَ عَنْ قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=14899الْفَرَزْدَقِ : [مِنَ الطَّوِيلِ ]
أَتَغْضَبُ إِنْ أُذْنَا قُتَيْبَةَ حُزَّتَا .....................
فَقَالَ : هِيَ مَكْسُورَةٌ ؛ لِأَنَّهُ قَبِيحٌ أَنْ يُفْصَلَ بَيْنَ (أَنْ ) وَالْفِعْلِ ؛ يُرِيدُ : (أَنِ ) الْمَفْتُوحَةَ ، وَذَلِكَ فِي الْمَكْسُورَةِ جَائِزٌ عَلَى إِضْمَارِ فِعْلٍ آخَرَ ؛ نَحْوَ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=6وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ [التَّوْبَةِ : 6 ] .
وَمَعْنَى قَوْلِهِ : {صَفْحًا} : إِعْرَاضًا ، وَقِيلَ : التَّقْدِيرُ : أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَافِحِينَ ؟ كَمَا يُقَالُ : (جَاءَ فُلَانٌ مَشْيًا ) .
وَمَعْنَى {مُسْرِفِينَ} : مُشْرِكِينَ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=8فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشًا أَيْ : قَوْمًا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشًا .
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=8وَمَضَى مَثَلُ الأَوَّلِينَ أَيْ : عُقُوبَتُهُمْ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةَ ، وَقِيلَ : مَعْنَاهُ : صِفَةُ الْأَوَّلِينَ ؛ بِأَنَّهُمْ أُهْلِكُوا عَلَى كُفْرِهِمْ .
[ ص: 59 ] وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=13لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ أَيْ : عَلَى ظُهُورِ هَذَا الْجِنْسِ .
وَقِيلَ : جَاءَ التَّذْكِيرُ عَلَى لَفْظِ {مَا} ، وَجُمِعَتِ (الظُّهُورُ ) عَلَى مَعْنَاهَا ، فَقُدِّمَ الْحَمْلُ عَلَى الْمَعْنَى عَلَى الْحَمْلِ عَلَى اللَّفْظِ ، وَالْأَكْثَرُ أَنْ يُقَدَّمَ الْحَمْلُ عَلَى اللَّفْظِ عَلَى الْحَمْلِ عَلَى الْمَعْنَى .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=13ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ : قِيلَ : هُوَ (الْحَمْدُ لِلَّهِ ) ، وَقَالَ مُجَاهِدٌ : هُوَ
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=13سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ .
وَمَعْنَى {مُقْرِنِينَ} فِي قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ : مُطِيقِينَ .
nindex.php?page=showalam&ids=12078أَبُو عُبَيْدَةَ : {مُقْرِنِينَ} : ضَابِطِينَ .
قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ : يُقَالُ : (أَقْرَنَ لَهُ ) ؛ إِذَا أَطَاقَهُ ؛ كَأَنَّهُ صَارَ لَهُ قِرْنًا .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=14وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ أَيْ : مَبْعُوثُونَ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=15وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا أَيْ : عِدْلًا ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةَ ؛ يَعْنِي : مَا عُبِدَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ .
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ nindex.php?page=showalam&ids=15153وَالْمُبَرَّدُ : (الْجُزْءُ ) هَهُنَا : الْبَنَاتُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=15إِنَّ الإِنْسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ يَعْنِي : الْكَافِرَ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=16أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ : لَفْظُهُ لَفْظُ الِاسْتِفْهَامِ ، وَمَعْنَاهُ : التَّوْبِيخُ .
[ ص: 60 ] وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=18أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَغَيْرُهُ : يَعْنِي : النِّسَاءَ ، زِيُّهُنَّ غَيْرُ زِيِّ الرِّجَالِ .
قَتَادَةُ : مَا تَكَلَّمَتِ امْرَأَةٌ وَلَهَا حُجَّةٌ إِلَّا جَعَلَتْهَا عَلَى نَفْسِهَا .
ابْنُ زَيْدٍ : يَعْنِي : أَصْنَامَهُمْ ، يَصُوغُونَهَا مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ ؛ وَهُوَ إِنْشَاؤُهَا .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=19وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَيْ : وَصَفُوهُمْ بِذَلِكَ ، وَسَمُّوهُمْ ، وَهُوَ قَوْلُهُمُ : الْمَلَائِكَةُ بَنَاتُ اللَّهِ ، تَعَالَى اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ عُلُوًّا كَبِيرًا .
وَالْقَوْلُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=20وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ كَالْقَوْلِ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=148سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا [الْأَنْعَامِ : 148 ] .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=20مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ مَرْدُودٌ إِلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=19وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا ؛ أَيْ : مَا لَهُمْ بِقَوْلِهِمْ : (الْمَلَائِكَةُ بَنَاتُ اللَّهِ ) مِنْ عِلْمٍ .
وَقِيلَ : إِنَّ الرَّدَّ عَلَيْهِمْ مَحْمُولٌ عَلَى الْمَعْنَى ؛ وَمَعْنَاهُ : مَا لَهُمْ مِنْ قَوْلِهِمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=20لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ مِنْ عُذْرٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=21أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا مِنْ قَبْلِهِ فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ : هَذَا مُعَادِلٌ لِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=19أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ ؛ وَالْمَعْنَى : أَأُحْضِرُوا خَلْقَهُمْ ، أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا مِنْ قَبْلِ الْقُرْآنِ بِمَا ادَّعَوْهُ ؟
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=22بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ أَيْ : عَلَى طَرِيقَةٍ وَمَذْهَبٍ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=22وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ أَيْ : وَإِنَّا مُهْتَدُونَ عَلَى آثَارِهِمْ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَا خَبَرَيْنِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=24قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ أَيْ : أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِذَلِكَ ؛
[ ص: 61 ] تُقِيمُونَ عَلَى مَا كُنْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ كُفْرِكُمْ ؟
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=24قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ : الْخِطَابُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَفْظُهُ لَفْظُ جَمْعٍ ؛ لِأَنَّ تَكْذِيبَهُ تَكْذِيبٌ لِمَنْ سِوَاهُ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=26وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ : (الْبَرَاءُ ) : يُسْتَعْمَلُ لِلْوَاحِدِ فَمَا فَوْقَهُ ، وَمَعْنَاهُ فِي التَّثْنِيَةِ وَالْجَمْعِ : ذَوَا بَرَاءٍ ، وَذَوُو بَرَاءٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=27إِلا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ : اسْتِثْنَاءٌ مُتَّصِلٌ ؛ لِأَنَّهُمْ عَبَدُوا اللَّهَ مَعَ آلِهَتِهِمْ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُنْقَطِعًا .
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=28وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ : الضَّمِيرُ فِي {جَعَلَهَا} عَائِدٌ عَلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=27إِلا الَّذِي فَطَرَنِي ، وَضَمِيرُ الْفَاعِلِ فِي {جَعَلَهَا} لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ .
وَ (الْعَقِبُ ) : مَنْ يَأْتِي بَعْدَهُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : هُمْ آلُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَفِي الْكَلَامِ تَقْدِيمٌ وَتَأْخِيرٌ ؛ وَالْمَعْنَى : فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِي ؛ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ، وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ ؛ أَيْ : قَالَ لَهُمْ ذَلِكَ ؛ لَعَلَّهُمْ يَتُوبُونَ عَنْ عِبَادَةِ غَيْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ .
مُجَاهِدٌ : (الْكَلِمَةُ الْبَاقِيَةُ ) : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ .
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ : لَا يَزَالُ مِنْ عَقِبِهِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=31وَقَالُوا لَوْلا نُـزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ أَيْ : عَلَى رَجُلٍ مِنْ
[ ص: 62 ] رَجُلَيِ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ .
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : يَعْنُونَ :
الْوَلِيدَ بْنَ الْمُغِيرَةِ مِنْ
مَكَّةَ ،
وَحَبِيبَ بْنَ عَمْرٍو الثُّقَفِيَّ مِنَ
الطَّائِفِ .
nindex.php?page=showalam&ids=16815 [قَتَادَةُ : الرَّجُلَانِ : أَبُو مَسْعُودٍ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ مِنَ الطَّائِفِ ] ،
[وَالْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ مِنْ
مَكَّةَ ] .
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ :
الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ،
[وَكِنَانَةُ بْنُ عَبْدِ بْنِ عُمَيْرٍ مِنَ
الطَّائِفِ .
وَرُوِيَ : أَنَّ
الْوَلِيدَ بْنَ الْمُغِيرَةِ ] كَانَ يَقُولُ : لَوْ كَانَ مَا يَقُولُ
مُحَمَّدٌ حَقًّا ؛ لَنَزَلَ عَلَيَّ ، أَوْ عَلَى
أَبِي مَسْعُودٍ ، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=32أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ؟ يَعْنِي : أَنَّهُ يَصْطَفِي مَنْ يَشَاءُ ، وَيَفْعَلُ مَا يَشَاءُ .