الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      الإعراب :

                                                                                                                                                                                                                                      من قرأ : {أسورة} ؛ فهو جمع (سوار ) ، و {أساورة} : جمع (إسوار ) ، وألحقت الهاء في الجمع ؛ عوضا من الياء ، فهو مثل : (زنادقة ) ، وشبهه .

                                                                                                                                                                                                                                      ويجوز أن يكون جمع {أسورة} ؛ كما قالوا : (أسقية ، وأساق ) ، وألحقت الهاء ؛ لتأنيث الجمع ؛ كما قالوا : (صياقلة ) .

                                                                                                                                                                                                                                      وضم الصاد وكسرها في {يصدون} لغتان ؛ ومعناه : يضجون .

                                                                                                                                                                                                                                      أبو عبيدة : من ضم ؛ فمعناه : يعدلون ، فيكون المعنى : من أجل المثل يعدلون ، ولا يعدى {يصدون} بـ {من} ، ومن كسر ؛ فمعناه : يضجون ، فـ (من ) متعلقة بـ {يصدون} ، والمعنى : يضجون منه .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 90 ] وقوله : لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون معناه : لجعلنا بدلكم ، كما قدمنا ، فإن قدرت (من ) كالتي في قوله تعالى : ولتكن منكم أمة [آل عمران : 104 ] ؛ فالتقدير : لجعلنا منكم مثل ملائكة ؛ أي : لا تعصون كما لا يعصون ، وتقدم مذهب المفسرين فيه .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : وإنه لعلم للساعة : من جعل الهاء لـ (عيسى ) ؛ فالمعنى : وإن نزوله لعلم للساعة ، ولا تراد ذاته ؛ لأنها كانت قبل نزوله ، فلم تكن علما ، والقول في {لعلم} ، و {لعلم} ظاهر .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين : يجوز أن يكون {الذين} مبتدأ ، والخبر : ادخلوا الجنة ، والقول محذوف ؛ أي : يقال لهم : ادخلوا الجنة ، ويجوز أن يكون نعتا لـ {عبادي} في موضع نصب .

                                                                                                                                                                                                                                      وإثبات الهاء وحذفها في قوله : وفيها ما تشتهيه الأنفس ظاهر .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 91 ] وحذف الكاف في ( ونادوا يا مال) على الترخيم .

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ : {العبدين} ؛ فهو من (عبد ) ؛ إذا أنف ، وتقدم القول في {العابدين} ، وفي قراءات {وقيله يا رب} .

                                                                                                                                                                                                                                      * * *

                                                                                                                                                                                                                                      هذه السورة مكية ، وعددها : سبع وثمانون آية [في جميع العدد سوى الشامي ؛ فإنها فيه ثمان وثمانون ] .

                                                                                                                                                                                                                                      اختلف منها في آيتين :

                                                                                                                                                                                                                                      عد الكوفي وحده : {حم} [1 ] ، [ولم يعد هو ولا الشامي ] : أم أنا خير من هذا الذي هو مهين [52 ] ، وعدها الباقون .

                                                                                                                                                                                                                                      * * *

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية