الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          وحدثني عن مالك عن نافع أن عبد الله بن عمر كان يقول من وضع جبهته بالأرض فليضع كفيه على الذي يضع عليه جبهته ثم إذا رفع فليرفعهما فإن اليدين تسجدان كما يسجد الوجه

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          391 391 - ( مالك عن نافع أن عبد الله بن عمر كان يقول : من وضع جبهته بالأرض فليضع كفيه على الذي يضع عليه جبهته ) لأن ذلك مأمور به مرغب فيه . ( ثم إذا رفع فليرفعهما ) لأن رفعهما فرض عند الجميع إذ لا يعتدل من لم يرفعهما ، والاعتدال في الركوع والسجود والرفع منهما فرض لأمره صلى الله عليه وسلم بذلك وفعله له . وقوله : " صلوا كما رأيتموني أصلي " ، وقوله صلى الله عليه وسلم : " لا ينظر الله عز وجل إلى من لا يقيم صلبه في ركوعه وسجوده " ولا خلاف في ذلك إنما الخلاف في الطمأنينة بعد الاعتدال ، ولم نعد قول أبي حنيفة وبعض أصحابنا خلافا لأنهم محجوجون بالآثار وبما عليه الجمهور كذا قال ابن عبد البر : ( فإن اليدين [ ص: 562 ] تسجدان كما يسجد الوجه ) تعليل للأمر بوضعهما على الأرض ، وفي الصحيحين عن ابن عباس : " أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن نسجد على سبعة أعضاء ولا نكف شعرا ولا ثوبا الجبهة واليدين " ولمسلم : " والكفين والركبتين والرجلين " وفي الصحيح أيضا عن ابن عباس قال : " قال النبي صلى الله عليه وسلم أمرت أن أسجد على سبعة أعظم على الجبهة ، وأشار بيده على أنفه واليدين والركبتين وأطراف القدمين ولا نكفت الثياب والشعر " .




                                                                                                          الخدمات العلمية