الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            3398 - خير ما أعطي الإنسان خلق حسن

                                                                                            8267 - حدثناه أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا الحسن بن علي بن عفان العامري ، ثنا محمد بن عبيد الطنافسي ، ثنا مسعر [ ص: 570 ] وحدثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه ، وعلي بن حمشاذ العدل ، ومحمد بن عبد الله الشافعي ، وعبد الله بن محمد الصيدلاني ، قالوا : ثنا محمد بن سليمان بن الحارث ، ثنا خلاد بن يحيى ، ثنا مسعر

                                                                                            وأخبرني أبو بكر محمد بن عمرو البزار ببغداد ، ثنا محمد بن موسى القرشي ، ثنا أبو بكر الحنفي ، ثنا مسعر بن كدام ، عن زياد بن علاقة ، عن أسامة بن شريك - رضي الله عنه - ، قال : شهدت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - والأعراب يسألونه ، قالوا : يا رسول الله علينا حرج في كذا ؟ ، علينا حرج في كذا ؟ ، لأشياء ليس بها بأس ، فقال : " عباد الله ، إن الله وضع الحرج إلا من اقترف من عرض امرئ مسلم ظلما ، فذلك الذي حرج وهلك " ، فقالوا : نتداوى يا رسول الله ؟ قال : " نعم ، تداووا عباد الله ، فإن الله تعالى لم يضع داء إلا وضع له دواء ، غير داء واحد " قالوا : يا رسول الله وما هو ؟ قال : " الهرم " ، قالوا : يا رسول الله ما خير ما أعطي الإنسان ؟ قال : " خلق حسن "

                                                                                            " هذا حديث صحيح الإسناد ، فقد رواه عشرة من أئمة المسلمين وثقاتهم ، عن زياد بن علاقة ، فمنهم مسعر بن كدام كما تقدم ذكري له ، ومنهم مالك بن مغول البجلي " 8268 - : حدثني أبو أحمد محمد بن محمد الحافظ ، ثنا يحيى بن محمد الحافظ ، ثنا يحيى بن محمد بن صاعد ، ثنا أحمد بن محمد بن أبي الخناجر ، بطرابلس وكان ثقة مأمونا ، حدثنا محمد بن مصعب القرقسائي ، عن مالك بن مغول ، عن زياد بن علاقة ، ومنهم عمرو بن قيس الملائي :

                                                                                            أخبرناه أبو بكر الشافعي ، ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي ، ثنا أبو بكر ، وعثمان ، ابنا أبي شيبة ، قالا : ثنا جرير ، عن الأعمش ومنهم شعبة بن الحجاج :

                                                                                            حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا إبراهيم بن مرزوق البصري ، بمصر ، ثنا سعيد بن عامر ، ثنا شعبة :

                                                                                            قال : وحدثنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق ، أنبأ محمد بن غالب ، ثنا مسلمة بن إبراهيم ، ثنا شعبة [ ص: 571 ] وحدثني أبو بكر محمد بن علي المؤدب ، ثنا أبو الوليد الطيالسي ، ثنا شعبة ، عن زياد بن علاقة :

                                                                                            وأخبرني أبو عمرو محمد بن جعفر الزاهد العدل ، ثنا يحيى بن محمد البختري ، ثنا عبيد الله بن معاذ العنبري ، ثنا أبي ، ثنا شعبة ، عن زياد بن علاقة ، ومنهم محمد بن جحادة الإيادي :

                                                                                            حدثنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ ، أنبأ سهل بن أحمد الواسطي ، ثنا عبد القدوس بن محمد بن عبد الكبير بن شعيب بن الحجاب ، ثنا عمرو بن عاصم الكلابي ، ثنا عمران القطان ، ثنا محمد بن جحادة :

                                                                                            ومنهم أبو حمزة محمد بن ميمون السكري : أنبأ أبو الحسن محمد بن عبد الله السني بمرو ، ثنا أبو الموجه ، أنبأ عبدان ، أنبأ أبو حمزة ، عن زياد بن علاقة :

                                                                                            ومنهم أبو عوانة الوضاح : أخبرني أبو بكر الشافعي ، ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي ، ثنا عفان بن مسلم ، ثنا شعبة ، وأبو عوانة ، عن زياد بن علاقة :

                                                                                            ومنهم سفيان بن عيينة الهلالي : حدثنا أبو بكر بن إسحاق ، وعلي بن حمشاذ ، وأبو بكر الشافعي ، قالوا : ثنا بشر بن موسى ، ثنا الحميدي ، ثنا سفيان ، عن زياد بن علاقة :

                                                                                            ومنهم عثمان بن حكيم الأودي : حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن سعيد المذكر ، ثنا أبو زرعة الإمام ، ثنا عثمان بن حكيم ، ثنا زياد بن علاقة ، ثنا أسامة بن شريك ، قال : كنا جلوسا عند النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كأنما على رءوسنا الطير ، لا يتكلم منا متكلم إذ جاءه ناس من الأعراب ، فقالوا : يا رسول الله أفتنا في كذا ، أفتنا في كذا ، فقال : " يا أيها الناس من الأعراب وضع الله الحرج إلا من اقترض لأخيه عرضا فذلك الذي حرج وهلك " قالوا : أفنتداوى يا رسول الله ؟ قال : " نعم إن الله - عز وجل - لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء غير داء واحد " قالوا : وما هو يا رسول الله ؟ قال : " الهرم " قالوا : فمن أحب عباد الله إلى الله ؟ قال : " أحسنهم خلقا " ، ومنهم شيبان بن عبد الرحمن عن زياد بن علاقة ، ومنهم زهير بن معاوية الجعفي : [ ص: 572 ] أخبرنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق ، أنبأ إسماعيل بن قتيبة ، ثنا يحيى بن يحيى ، أنبأ أبو خيثمة زهير بن معاوية ، عن زياد بن علاقة ، عن أسامة بن شريك :

                                                                                            ومنهم عمرو بن أبي قيس الرازي : أخبرناه عبد الصمد بن علي بن مكرم البزار ، ببغداد ، ثنا يعقوب بن يوسف القزويني ، حدثني محمد بن سعيد بن سابق ، ثنا عمرو بن أبي قيس ، عن سماك بن حرب ، ومنهم محمد بن بشر بن بشير الأسلمي وهو من أعز الثقات : حدثناه أبو الحسن محمد بن الحسن النصرآبادي ، ثنا أبو محمد عبد الله بن إسحاق الدوري ، ثنا أبو يعلى البصري ، ثنا أبو عاصم ، قال الحاكم - رحمه الله - تعالى : وقد أخبرت عن سليمان بن سيف الحراني ، عن أبي عاصم ، ثنا محمد بن بشر بن بشير الأسلمي ، عن زياد بن علاقة ، ومنهم إسرائيل بن يونس السبيعي : أخبرناه أبو بكر الشافعي ، حدثني إسحاق بن الحسن الحربي ، ثنا عبد الله بن رجاء ، ثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، فذكر الحديث ، قال الحاكم - رضي الله عنه - : " قد ذكرت من طرق هذا الحديث أقل من النصف ، فإني تتبعت من اتفق الشيخان - رضي الله عنهما - على الحجة به في الصحيحين ، وبقي في كتابي أكثر من النصف ليتأمل طالب هذا العلم ويترك مثل هذا الحديث على إشهاده وكثرة رواته ، بأن لا يوجد له عن الصحابي إلا تابعي واحد مقبول ثقة " " قال لي أبو الحسن علي بن عمر الحافظ - رحمه الله - : لم أسقطا حديث أسامة بن شريك من الكتابين ؟ قلت : لأنهما لم يجدا لأسامة بن شريك راويا غير زياد بن علاقة " فحدثني أبو الحسن - رضي الله عنه - ، وكتبه لي بخطه ، قال : قد أخرج البخاري - رحمه الله - عن يحيى بن حماد ، عن أبي عوانة ، عن بيان بن بشر ، عن قيس بن أبي حازم ، عن مرداس الأسلمي - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه قال : " يذهب الصالحون أسلافا " الحديث وليس لمرداس راو غير قيس :

                                                                                            " وقد أخرج البخاري حديثين عن زهرة بن معبد ، عن جده عبد الله بن هشام بن زهرة ، عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وليس لعبد الله راو غير زهرة " ، وقد اتفقا جميعا على إخراج حديث [ ص: 573 ] قيس بن أبي حازم ، عن عدي بن عميرة ، عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه قال : " من استعملناه على عمل " وليس لعدي بن عميرة راو غير قيس :

                                                                                            " وقد اتفقا جميعا على حديث مجزأة بن زاهر الأسلمي ، عن أبيه ، عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في النهي عن لحوم الحمر الأهلية ، وليس لزاهر راو غير مجزأة " ، " وأخرج البخاري حديث الحسن ، عن عمرو بن تغلب وليس لعمرو راو غير الحسن " ، " وأخرج أيضا حديث الزهري " " وأخرجا جميعا حديث الحسن ، عن عمرو بن تغلب وليس له راو غير الحسن " ، " وحديث زياد بن علاقة ، عن أسامة بن شريك أصح وأشهر وأكثر رواة من هذه الأحاديث " ، " قال أبو الحسن : وقد روى عمرو بن الأرقم ، ومجاهد ، عن أسامة بن شريك ، وقد روي هذا الحديث ، عن جابر بن عبد الله وأبي سعيد الخدري - رضي الله عنهم - ، عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية