الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              3658 3- باب كراهية منع العلم

                                                              446 \ 3511 -عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة

                                                              وأخرجه الترمذي وابن ماجه ، وقال الترمذي: حديث حسن. هذا آخر كلامه.

                                                              وقد روي عن أبي هريرة من طريق فيها مقال. والطريق التي أخرجه بها أبو داود طريق حسن، فإنه رواه عن التبوذكي (وقد احتج به البخاري ومسلم) ، عن حماد بن سلمة (وقد احتج به مسلم، واستشهد به البخاري) ، عن علي بن الحكم (وهو أبو الحكم البناني، قال الإمام أحمد: ليس به بأس، وقال أبو حاتم الرازي: لا بأس به صالح الحديث ، عن عطاء بن أبي رباح (وقد اتفق الإمامان على الاحتجاج به) .

                                                              التالي السابق




                                                              قال ابن القيم رحمه الله: ولهذا صححه جماعة منهم ابن حبان وغيره [ ص: 580 ] ورواه ابن خزيمة حدثنا حفص بن عمرو الربالي حدثنا إسماعيل بن إبراهيم الكرابيسي حدثنا ابن عون عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة مرفوعا وهؤلاء كلهم ثقات.

                                                              ورواه ابن ماجه عن محمد بن عبد الله الأنصاري عن إسماعيل بن إبراهيم به.

                                                              ومن أجودها أيضا حديث عبد الله بن عمرو، رواه الجماعة عن ابن [ ص: 581 ] وهب الإمام عن عبد الله بن عياش عن أبيه عن أبي عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو يرفعه وهذا إسناد صحيح.

                                                              وقد ظن أبو الفرج بن الجوزي أن هذا هو ابن وهب النسوي الذي قال فيه ابن حبان يضع الحديث، فضعف الحديث به.

                                                              وهذا من غلطاته، بل هو ابن وهب الإمام العلم. والدليل عليه: أن الحديث من رواية أصبغ بن الفرج ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم وغيرهما من أصحاب ابن وهب عنه.

                                                              والنسوي متأخر من طبقة يحيى بن صاعد، والعجب من أبي الفرج كيف خفي عليه هذا ؟ وقد ساقها من طريق أصبغ وابن عبد الحكم عن ابن وهب؟!

                                                              وحديث أبي سعيد أخرجه ابن ماجه من حديث محمد بن داب وهو كذاب.

                                                              [ ص: 582 ] وحديث أنس رواه ابن ماجه أيضا من حديث الهيثم بن جميل: حدثني عمرو بن سليم حدثنا يوسف بن إبراهيم عن أنس - فذكره - وإسناده ضعيف.

                                                              وحديث جابر أجود طرقه ما رواه ابن ماجه حدثنا الحسين بن أبي السري العسقلاني حدثنا خلف بن تميم عن عبد الله بن السري عن محمد بن المنكدر عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا لعن آخر هذه الأمة أولها، فمن كتم حديثا فقد كتم ما أنزل الله عز وجل " وهؤلاء ثقات.

                                                              [ ص: 583 ]



                                                              الخدمات العلمية