الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون إلى به عليم

                                                                                                                                                                                                        4279 حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أنه سمع أنس بن مالك رضي الله عنه يقول كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة نخلا وكان أحب أمواله إليه بيرحاء وكانت مستقبلة المسجد وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب فلما أنزلت لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون قام أبو طلحة فقال يا رسول الله إن الله يقول لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وإن أحب أموالي إلي بيرحاء وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله فضعها يا رسول الله حيث أراك الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بخ ذلك مال رايح ذلك مال رايح وقد سمعت ما قلت وإني أرى أن تجعلها في الأقربين قال أبو طلحة أفعل يا رسول الله فقسمها أبو طلحة في أقاربه وفي بني عمه قال عبد الله بن يوسف وروح بن عبادة ذلك مال رابح حدثني يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك مال رايح حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال حدثني أبي عن ثمامة عن أنس رضي الله عنه قال فجعلها لحسان وأبي وأنا أقرب إليه ولم يجعل لي منها شيئا

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( باب لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون الآية ) كذا لأبي ذر . ولغيره " إلى به عليم " ثم ذكر المصنف حديث أنس في قصة بيرحاء ، وقد تقدم ضبطها في الزكاة ، وشرح الحديث في الوقف .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وقال عبد الله بن يوسف وروح بن عبادة عن مالك قال رابح ) يعني أن المذكورين رويا الحديث عن مالك بإسناده فوافقا فيه إلا في هذه اللفظة ، فأما رواية عبد الله بن يوسف فوصلها المؤلف في الوقف عنه ، ووقع عند المزي أنه أوردها في التفسير موصولة عن عبد الله بن يوسف أيضا ، وأما رواية روح بن عبادة فتقدم في الوكالة أن أحمد وصلها عنه ، وذكرت هناك ما وقع للرواة عن مالك في ضبط هذه اللفظة وهل هي رابح بالموحدة [ ص: 72 ] أو التحتانية مع الشرح .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك رايح ) كذا اختصره ، وكان قد ساقه بتمامه من هذا الوجه في كتاب الوكالة .

                                                                                                                                                                                                        ( تنبيه ) :

                                                                                                                                                                                                        وقع هنا لغير أبي ذر " حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثني أبي عن ثمامة عن أنس قال : فجعلها لحسان وأبي بن كعب ، وأنا أقرب إليه منهما ، ولم يجعل لي منها شيئا " وهذا طرف من الحديث ، وقد تقدم بتمامه في الوقف مع شرحه ، وأغفل المزي التنبيه على هذا الطريق هنا ، وممن عمل بالآية ابن عمر فروى البزار من طريقه أنه قرأها ، قال فلم أجد شيئا أحب إلي من مرجانة جارية لي رومية فقلت : هي حرة لوجه الله ، فلولا أني لا أعود في شيء جعلته لله لتزوجتها .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية