الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
تعريف النسخ وشروطه

والنسخ لغة : يطلق بمعنى الإزالة ، ومنه يقال : نسخت الشمس الظل : أي أزالته . ونسخت الريح أثر المشي - ويطلق بمعنى نقل الشيء من موضع إلى موضع ، [ ص: 224 ] ومنه نسخت الكتاب : إذا نقلت ما فيه . وفي القرآن : إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ، والمراد به نقل الأعمال إلى الصحف .

والنسخ في الاصطلاح : رفع الحكم الشرعي بخطاب شرعي - فخرج بالحكم رفع البراءة الأصلية ، وخرج بقولنا : " بخطاب شرعي " رفع الحكم بموت أو جنون أو إجماع أو قياس .

ويطلق الناسخ على الله تعالى كقوله : ما ننسخ من آية ، وعلى الآية وما يعرف به النسخ ، فيقال : هذه الآية ناسخة لآية كذا ، وعلى الحكم الناسخ لحكم آخر .

والمنسوخ هو الحكم المرتفع ، فآية المواريث مثلا أو ما فيها من حكم ناسخ لحكم الوصية للوالدين والأقربين كما سيأتي ، ومقتضى ما سبق أنه يشترط في النسخ :

1- أن يكون الحكم المنسوخ شرعيا .

2- أن يكون الدليل على ارتفاع الحكم خطابا شرعيا متراخيا عن الخطاب المنسوخ حكمه .

3- وألا يكون الخطاب المرفوع حكمه مقيدا بوقت معين . وإلا فالحكم ينتهي بانتهاء وقته ولا يعد هذا نسخا . قال " مكي “ :

" ذكر جماعة أن ما ورد من الخطاب مشعرا بالتوقيت والغاية مثل قوله في البقرة : فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره ، محكم غير منسوخ ، لأنه مؤجل بأجل ، والمؤجل بأجل لا نسخ فيه .

"

التالي السابق


الخدمات العلمية