الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية

ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

صفحة جزء
[ ص: 533 ] وقد بسطنا الكلام على هذا في مواضع في غير هذا الكتاب، وبينا تعلق العبادة بالإلهية، فإن الإله هو المعبود، وتعلق الاستعانة بربوبيته، فإن رب العباد الذي يربيهم، وذلك يتضمن أنه الخالق لكل ما فيهم ومنهم. والإلهية هي العلة الغائية، والربوبية هي العلة الفاعلية. والغائية هي المقصودة وهي علة فاعلية للعلة الفاعلية. ولهذا قدم قوله: إياك نعبد على قوله: وإياك نستعين وتوحيد الإلهية يتضمن توحيد الربوبية، فإنه من لم يعبد إلا الله يندرج في ذلك أنه لم يقر بربوبية غيره بخلافتوحيد الربوبية فإنه قد أقر به عامة المشركين في توحيد الإلهية كما قال تعالى: وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون [يوسف: 106] ذكر البخاري [ ص: 534 ] في صحيحه عن عكرمة وغيره: " تسألهم من خلق السماوات والأرض؟ فيقولون: الله، وهم مع هذا يعبدون غيره".

التالي السابق


الخدمات العلمية