الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      التفسير:

                                                                                                                                                                                                                                      {الذاريات} : الرياح، و(الحاملات) : السحاب، و {الجاريات يسرا} : السفن، و(المقسمات أمرا) : الملائكة، قاله علي رضي الله عنه، ومعنى {وقرا} : موقرة من ماء المطر.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: إن(الحاملات وقرا) : السفن، تحمل أثقال بني آدم، وقيل: هي الرياح؛ لأنها تحمل السحاب، وتسوقه من بلد إلى بلد.

                                                                                                                                                                                                                                      الفراء: (المقسمات أمرا) : الملائكة، هي لأمور مختلفة: جبريل صاحب الغلظة، وميكائيل صاحب الرحمة، وملك الموت للموت.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 219 ] إنما توعدون لصادق : جواب الأقسام المتقدمة.

                                                                                                                                                                                                                                      قال مجاهد: يعني: القيامة، ومعنى {لصادق} : لصدق، وقع الاسم موقع المصدر.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وإن الدين لواقع : يعني: الجزاء.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: والسماء ذات الحبك : قال ابن عباس: يعني: حسنها، واستواءها ، عكرمة: ذات الخلق الحسن، الحسن: ذات النجوم، ابن جبير: ذات الزينة، ابن عمر: هي السماء السابعة، وهو من قولهم: (حبك الثوب) ، إذا أجاد نسجه.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: إنكم لفي قول مختلف أي: مصدق بالقرآن، ومكذب به.

                                                                                                                                                                                                                                      يؤفك عنه من أفك أي: يصرف عنه من صرف؛ عن الإيمان بالقرآن في اللوح المحفوظ، عن الحسن.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: المعنى: يصرف عن القرآن من أراد؛ بقولهم: هو سحر، وكهانة، وأساطير الأولين.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: قتل الخراصون أي: قتل المرتابون؛ يعني: الكهنة، عن ابن عباس.

                                                                                                                                                                                                                                      الحسن: هم الذين يقولون: لسنا نبعث.

                                                                                                                                                                                                                                      ومعنى {قتل} : أن هؤلاء ممن يجب أن يدعى عليهم بالقتل على أيدي المؤمنين.

                                                                                                                                                                                                                                      الفراء: معنى {قتل} : لعن، قال: و {الخراصون} : الكذابون الذين يتخرصون بما لا يعلمون، فيقولون: إن محمدا مجنون، ساحر، كذاب، شاعر.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 220 ] الذين هم في غمرة ساهون أي: لاهون، عن مجاهد.

                                                                                                                                                                                                                                      يسألون أيان يوم الدين أي: متى الحساب؟ يقولون ذلك استهزاء.

                                                                                                                                                                                                                                      يوم هم على النار يفتنون أي: يحرقون، وهو من قولهم: (فتنت الذهب) ؛ إذا أحرقته؛ وأصل (الفتنة): الاختبار.

                                                                                                                                                                                                                                      و {على} من قوله: على النار يفتنون بمعنى: (في) .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ذوقوا فتنتكم : قال ابن عباس: أي: تكذيبكم؛ يعني: جزاءه.

                                                                                                                                                                                                                                      الفراء: أي: عذابكم الذي كنتم به تستعجلون في الدنيا.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: آخذين ما آتاهم ربهم : قيل: يعني: من الفرائض، وقيل: المعنى: ما آتاهم ربهم في الجنة.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: إنهم كانوا قبل ذلك محسنين : [أي: قبل دخول الجنة في الدنيا.

                                                                                                                                                                                                                                      ابن عباس: المعنى: كانوا قبل أن تفرض عليهم الفرائض محسنين].

                                                                                                                                                                                                                                      كانوا قليلا من الليل ما يهجعون : معنى {يهجعون} : ينامون، و {ما} : يجوز أن تكون نافية، ويجوز أن تكون مع الفعل مصدرا.

                                                                                                                                                                                                                                      أنس، وقتادة: أي: كانوا [يصلون بين العشاءين.

                                                                                                                                                                                                                                      أبو العالية: كانوا لا ينامون بين العشاءين، وقاله ابن وهب، وقال: نزلت في الأنصار، كانوا] يصلون العشاءين في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يمضون إلى [ ص: 221 ] مسجد قباء.

                                                                                                                                                                                                                                      الضحاك: كانوا قليلا من الناس؛ أي: كان الناس الذين هم محسنون قليلا، فيوقف على هذا على كانوا قليلا ، و {ما} : نافية.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية