الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  182 48 - حدثنا إسماعيل قال : حدثني مالك ، عن هشام بن عروة ، عن امرأته فاطمة ، عن جدتها أسماء بنت أبي بكر أنها قالت : أتيت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حين خسفت الشمس ، فإذا الناس قيام يصلون ، وإذا هي قائمة تصلي ، فقلت : ما للناس؟ فأشارت بيدها نحو السماء وقالت : سبحان الله . فقلت : آية؟ فأشارت : أي نعم . فقمت حتى تجلاني الغشي ، وجعلت أصب فوق رأسي ماء ، فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : ما من شيء كنت لم أره إلا قد رأيته في مقامي هذا حتى الجنة والنار ، ولقد أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور [ ص: 67 ] مثل أو قريبا من فتنة الدجال ، لا أدري أي ذلك قالت أسماء ، يؤتى أحدكم فيقال : ما علمك بهذا الرجل؟ فأما المؤمن ، أو الموقن لا أدري أي ذلك قالت أسماء ، فيقول : هو محمد رسول الله ، جاءنا بالبينات والهدى ، فأجبنا وآمنا واتبعنا ، فيقال : نم صالحا ، فقد علمنا إن كنت لمؤمنا . وأما المنافق ، أو المرتاب لا أدري أي ذلك قالت أسماء ، فيقول : لا أدري ، سمعت الناس يقولون شيئا فقلته .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقة الحديث للترجمة ظاهرة في قوله ( حتى تجلاني الغشي ) لأنه لو كان مثقلا لكان انتقض الوضوء منها ; لأنه كالإغماء حينئذ ، والدليل على أنه لم يكن مثقلا ; لأنها صبت الماء على رأسها ليزول الغشي ، وذلك يدل على أن حواسها كانت حاضرة ، وهو يدل على عدم انتقاض وضوئها .

                                                                                                                                                                                  بيان رجاله : وهم ستة : الأول : إسماعيل بن أبي أويس ، وقد مر عن قريب . الثاني : مالك بن أنس . الثالث : هشام بن عروة بن الزبير بن العوام القريشي . والرابع : فاطمة بنت المنذر بن الزبير بن العوام . الخامس : جدتها أسماء على وزن حمراء ، بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهم ، وزوجة الزبير بن العوام ، وفي بعض النسخ عن جدته بتذكير الضمير ، وكلاهما صحيحان بلا تفاوت في المعنى ; لأن أسماء جدة لهشام ولفاطمة كليهما ، وتقدم ذكر الثلاثة في باب من أجاب الفتيا بإشارة اليد . السادس : عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها .

                                                                                                                                                                                  بيان لطائف إسناده : منها أن فيه التحديث بصيغة الجمع ، وبصيغة الإفراد ، والعنعنة ، والقول ، ومنها أن رواته كلهم مدنيون ، ومنها أن فيه رواية الأقران : هشام ، وامرأته فاطمة .

                                                                                                                                                                                  بيان تعدد موضعه ، ومن أخرجه غيره : أخرجه البخاري في خمسة مواضع : في الطهارة عن إسماعيل ، وفي الكسوف عن عبد الله بن يوسف ، وفي الاعتصام عن القعنبي ، ثلاثتهم عن مالك ، وفي العلم عن موسى بن إسماعيل عن وهيب ، وفي الجهاد ، وقال محمود : حدثنا أبو أسامة ، ثلاثتهم عن هشام بن عروة به ، وفي السمر عن يحيى بن سليمان عن ابن وهب عن سفيان الثوري عن هشام به مختصرا ، وأخرجه مسلم في الصلاة عن أبي كريب ، عن عبد الله بن نمير عن هشام بن عروة به ، وعن أبي بكر وأبي كريب ، كلاهما عن أبي أسامة نحوه ، وقد مر الكلام في هذا الحديث مستوفى في كتاب العلم ، في باب من أجاب الفتيا بإشارة اليد والرأس ، وكانت ترجمة الباب فيه .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية