الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                ثم بعثنا من بعده رسلا إلى قومهم فجاءوهم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل كذلك نطبع على قلوب المعتدين

                                                                                                                                                                                                من بعده : من بعد نوح، رسلا إلى قومهم : يعني: هودا وصالحا وإبراهيم ولوطا وشعيبا، فجاءوهم بالبينات : بالحجج الواضحة المثبتة لدعواهم، فما كانوا ليؤمنوا : فما كان إيمانهم إلا ممتنعا كالمحال لشدة شكيمتهم في الكفر وتصميمهم عليه، بما كذبوا به من قبل : يريد أنهم كانوا قبل بعثة الرسل أهل جاهلية مكذبين بالحق، فما وقع فصل بين حالتهم بعد بعثة الرسل وقبلها، كأن لم يبعث إليهم أحد، كذلك نطبع : مثل ذلك الطبع المحكم نطبع، على قلوب المعتدين : والطبع جار مجرى الكناية عن عنادهم ولجاجهم، لأن الخذلان يتبعه; ألا ترى كيف أسند إليهم الاعتداء ووصفهم به.

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية