الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      [ ص: 137 ] الموضع الثاني : اختلفوا أيضا في تحقيق مقتضاه ، أنه هل دل على نفي الحكم عما عدا المنطوق مطلقا سواء كان من جنس المثبت فيه أم لم يكن ، أو اختصت دلالته بما إذا كان من جنسه ؟ فإذا قال : في الغنم السائمة الزكاة . فهل نفينا الزكاة عن المعلوفة مطلقا ، سواء كانت من الإبل أو البقر أو الغنم ، أو لم ننف إلا عن معلوفة الغنم ؟ على وجهين لأصحابنا حكاهما الشيخ أبو حامد الإسفراييني ، والشيخ أبو إسحاق وسليم ، وابن السمعاني ، والإمام الرازي وغيرهم . قال الشيخ أبو حامد : والصحيح تخصيصه بالنفي عن معلوفة الغنم فقط ، لأنه تابع للمنطوق . ووجه النفي مطلقا أن السوم كالعلة فينتفي بانتفائها ، وكذا صحح سليم أن النفي عن معلوفة الغنم فقط ، لكن صحح أبو الحسن السهيلي من أصحابنا في " أدب الجدل " له الثاني . قال الشيخ : وهو ضعيف جدا .

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية